كتب: جهاد السعيد
فى مناسبة مرور 75 عاما على تأسيسه، يطلق – غدا الأربعاء - متحف ركن فاروق في حلوان أحتفاله بالمناسبة من خلال إقامة معرض مؤقت في المتحف يحمل عنوان: "حياة الملك"، حيث بالقاعة المقام فيها المعرض عدد من القطع الأثرية، تضم ممتلكات الملك فاروق السابقة، وكذا يضم المعرض وثائق ومطبوعات تعرض لتاريخ المتحف، و مدينة حلوان.
على سبيل المثال يعرض المعرض على الجمهور لوحة، تصور آية من القرآن الكريم كان قد أهداها أحد سكان حلوان للملك منذ ما يزيد على 75 عاما، وكذلك صور شخصية للملك فاروق.
ويشمل الدليل السياحي للاحتفال الخامس والسبعين ورشة عمل يقوم الزائرون فيها بإنشاء حرف واحد من حروف اسم الملك الذي سيتم عرضه لاحقا على أبواب المتحف.
وتعود قصة إنشاء المتحف لعام 1935 حين اشترى الملك فاروق قطعة الأرض (المقام عليها المتحف) فى هذا التاريخ بمبلغ ألفى جنيه مصري، وعهد لوزير الأشغال الملكية آنذاك، مصطفى باشا فهمي، بإنشاء الاستراحة الملكية عليها، وكانت مساحة الاستراحة، ما يعادل 3 أفدنة، حيث تم تصميم مبنى الإقامة على 3 طوابق على مساحة 440 م2.
وتم افتتاح الاستراحة، رسميا في الخامس من سبتمبر عام 1942 وكان الملك الراحل يستخدمها للاستراحة أو كمبيت شخصي له عند السفر عبر نهر النيل، وفى الظروف العادية، حرص الملك فاروق على زيارة الاستراحة نهاية كل أسبوع، و عمل «حمام شمس» في الناحية الشرقية، بينما تطل سفرة الطعام على النيل مباشرة.
وظل المكان استراحة للملك فاروق حتى قامت ثورة 23 يوليو وغادر فاروق مصر وخضعت الاستراحة للتأميم، إلا أن المجلس الأعلى للآثار حول الاستراحة عام 1976 إلى متحف عام .
والمتحف من ثلاثة طوابق، فى الطابق الأرضى : البدروم ، وهو عبارة عن مطبخ وغرف إقامة الخدم ويتصل بالطابق التانى عبر سلم خلفى للخدم وحجره أوفيس بها أسانسير للطعام، بينما يضم الطابق الثانى مكان الإقامة ويحتوى على قاعات المتحف الرئيسية، ويضم الطابق الثالث السطح، وهو مكان مكشوف صمم فى البداية ليشاهد الملك من خلاله مدينة حلوان، وتم تصميم الإستراحة بحيث تتخللها ممرات هوائية، وبمجرد فتح النوافذ والشرفات تدخل تيارات الهواء وأشعة الشمس، لتخلق بيئة صحية، خاصة في فصل الشتاء.
أما الآن فزائر المكان لن يخامره إلا شعور العراقة التى تليق بمتحف للفنون، كل قطعة فيه عبارة عن تحفة فنية تستدعي التأمل، بدءا من التماثيل مرورا بالأثاث، وانتهاء بالمقتنيات المتنوعة التى تضم تحف صغيرة، وهدايا قيمة تم إهدائها لأبناء الأسرة العلوية منذ عهد الخديوي إسماعيل حتى الملك فاروق، من كل أنحاء العالم.
وسوف ينبهر الزائر بطرز الأثاث الخاص فى غرف الاستقبال الفرعونية، وغرفة نوم الملك فاروق التى تتميز بالبساطة والحداثة، وكذا سرير الطفل ولى العهد أحمد فؤاد.
متحف ركن حلوان
لم يكن في بال الملك فاروق، حينما اختار مكانا في حلوان ليكون استراحة له، أن يصبح هذا المكان متحفا يقصده الزائرون، شاهدا على مرحلة من تاريخ مصر، ويؤرخ لرجل كان في يوم من الأيام ملك مصر والسودان.
ترجع قصة إنشاء هذا المتحف لعام 1916 حينما اختار المهندس المعماري الإيطالي أرسان جيوفان هذا المكان ليقيم عليه مكانا لتناول الشاي والاسترخاء أسماه كشك الشاي تابعا لجراند أوتيل، وفي عام 1932 اشتراه الثري المصري، محمد بك حافظ، وبعدها بثلاث سنوات، رآه الملك فاروق فأعجبه هذا المكان على الضفة الشرقية للنيل غرب مدينة حلوان ، في جنوب القاهرة، والتي اشتهرت بالهدوء والجو النقي الصحي الخالي من التلوث، وحيث المياه الكبريتية التي يقصدها البعض للاستشفاء، فاشترى فاروق هذه الأرض في 1935 بمبلغ 2000 جنيه مصري، وعهد لوزير الأشغال الملكية آنذاك، مصطفى باشا فهمي، بإنشاء الاستراحة الملكية، ليتم افتتاح الاستراحة في الخامس من سبتمبر عام 1942.
الاستراحة
وكانت مساحة الاستراحة حوالي 11600 م2 ، ما يعادل 3 أفدنة، حيث تم تصميم مبنى الإقامة على 3 طوابق على مساحة 440 م2 .
وظل المكان استراحة للملك فاروق حتى قامت ثورة 23 يوليو وغادر فاروق مصر وخضعت الاستراحة للتأميم، وتحولت لمتحف بعد ذلك، وظل المتحف بين الفتح والإغلاق لأسباب عديدة كان خرها عندما أغلق في 29 يناير 2011 لدواع أمنية، ثم اعيد افتتاحه مؤخرا في 2 أغسطس 2016 بحضور وزيري الآثار والسياحة.
تصميم المتحف ومكوناته
المتحف مصمم على ثلاثة طوابق:-
- الطابق الأرضى : البدروم ، وهو عبارة عن مطبخ وغرف إقامة الخدم ويتصل بالطابق التانى عبر سلم خلفى للخدم وحجره أوفيس بها أسانسير للطعام
- الطابق الثانى: وهو مكان الإقامة ويحتوى على قاعات المتحف الرئيسية.
- الطابق الثالث السطح، فهو مكان مكشوف صمم ليشاهد الملك من خلاله مدينه حلوان والاستمتاع بالجو الصحى.
قاعات المتحف
يتكون المتحف من عدة قاعات :-
- قاعة الاستقبال : وتحتوى على ثلاثة دواليب من الخشب المطعم بالعاج والصدف، وبها مجموعة من الهدايا والتماثيل ويتوسط القاعة تمثال كبير لإمرأة تعزف على ألة الهارب، وعلى يمين الداخل يوجد السلم الذى يصعد من خلاله للطابق الثانى.
- قاعة المدفأه: وهي كعادة القصور والمبانى بالقرن 19 لأبد أن تحتوى على قاعة للمدفأة، موجوده بصدر القاعة، وهى من الرخام يعلوها مرآه كبيره بطول جدران القاعة، كما تحتوى على العديد من الأثاث الجنائزى المقلد من المجموعات الفرعونية، وخاصة مجموعة “توت عنخ آمون”، والمنقولة من استراحه الملك فاروق بالهرم، بالإضافة إلى صور فوتوغرافية للملك فاروق،والملك فؤاد الأول وصوره للعائلة المالكة.
- قاعة السفرة:وتحتوى على منضدة كبيرة يلتف حولها عشرة كراسى كما يوجد بوفيهات لوضع أدوات الطعام ومن أهم القطع بهذه القاعة “لوحه تمثل حفل موسيقى من العصور المصرية القديمة الممزوجة بالتاثيرات اليونانية، يظهر لنا الملابس، والموسيقى فى ذلك الوقت ولوحة تمثل موكب المحمل داخل أحياء القاهرة، والجراما فون (راديو) لتشغيل الأسطوانات”.
وهناك أيضا التراس الغربي:وهو منطقة مستطيلة يخرج منها خمس بلكونات نصف دائرية تطل على النيل ويحتوى على طقم من جلد الغزال”انترية من كنبتين وأربع كراسى وترابيزتين”، عليه خرطوش داخله اسم فاروق باللغه الهيروغليفية وتمثالى حاملة الشعلة.
هذا بالإضافة إلى جناح النوم الذي يحتوى على غرفتين للنوم وأول ما يقابل الداخل إلى ممرالجناح كونصول لتسريحة عليها زخارف فرعونية للجعران المجنح وحية الكوبرا وصورة فوتوغرافية للأميرة فوزية (أميرة مصر وأمبراطورة إيران).
– وتتكون غرفة النوم الأولى من خشب الآرو على الطراز المودرن، وتحتوى على أثاث غرف النوم سرير ودولاب وشوفنيرة، ومعلق على الجدران بعض اللوحات المرسومة:- أهمها لوحة زيتية للملك فاروق صغيرا، وللغرفة حمام خاص بها أرضيته من الرخام والجدران من القاشانى باللون الفيروزي، أما غرفة النوم الثانية من خشب الأرو على الطراز المودرن وتحتوى على أثاث غرف النوم من سرير ودولاب وشوفنيرة وتسريحة من أهم القطع بها سرير المهد الخاص بالملك فؤاد الثانى ابن الملك فاروق وهو منقول من استراحة الهرم وعليه زخارف فرعونية، واسم الملك فؤاد ( أحمد فؤاد أمير الصعيد) ،وصور زفاف الملك فاروق والملكة ناريمان وللغرفة، أيضا حمام مماثل للغرفة السابقة.
أما التراس الشرقي؛ فهو عبارة عن منطقة مستطيلة تفتح عليها غرفتى النوم بالإستراحه وتطل على النيل وعلى النافورة التى تتوسط حديقة الإستراحة، وبها ماكيت يضم أجزاء من المعابد المصرية القديمة بمدينة الأقصر وأسوان يظهر به طريق الكباش وبهو الأعمدة والمسلات المصرية ومقصورة الولادة الإلهية بمعبد فيلة.
يشار إلي أن الملك فاروق ولد بقصر عابدين فى 21 جمادى الأول 1338هـ -11فبراير عام 1920 م، وعام 1935م ، تم إرساله إلى إنجلترا لاستكمال تعليمة هناك وعاد إلى مصر عند سماع خبر وفاة والده الملك فؤاد الأول عام 1936م وفى 28 إبريل 1936م تولى حكم مصر تحت مجلس وصاية وبعد أن تم 18 عام بالتقويم الهجرى تولى سلطته بنفسه فى 29 يوليه عام 1937م، واعتبر يوم 6 مايو من كل عام عيد جلوس الملك فاروق على العرش ,تزوج الملك فاروق مرتين .. الأولى 20 يناير عام 1938 م ، من الملكة فريدة وأنجب منها ثلاث فتيات هن “الأميرة فريال ، والأميرة فوزية، الأميرة فادية”، وفى عام 1948م، تم الطلاق بينهم ليتزوج الملك مرة ثانية فى 6 مايو عام 1951م ،من الملكة ناريمان ،وأنجب منها ولى العهد “الملك أحمد فؤاد الثانى”، فى 16يناير 1952م بعد قيام ثورة يوليو1952م ،تنازل الملك فاروق عن العرش، وغادر البلاد فى 26 يوليو 1952م ،إلى روما بإيطاليا وتوفى هناك عام 1965م.
الجدير بالذكر أن نشاة مدينة حلوان ترجع إلى أقدم العصور منذ عصر ما قبل الأسرات حيث وجدت بعض النقوش واللوحات التى تعود لتلك الفترة كما تم العثور على بعض المقابر التى تعود لعصر الأسرتين الأولى والرابعة بمنطقة عزبة الوالدة بحلوان، أما فى العصر الإسلامى فبداية ظهورها على الساحة التاريخية، فى عهد الوالى عبد العزيز بن مروان الذى تولى ولاية مصر لمده 20 عام منذ عام 65 هـ ،حتى توفى عام 86 هـ ،وقد اكتسح البلاد فى السنة الأولى من حكمة عام 66 هـ ،مرض الطاعون فخرج هاربا من الطاعون حتى وصل لحلوان فاستحسن موضعها فكان أول من اختطها وبنى بها دورا وقصورا واستوطنها وظل مقيما بها حتى وافته المنية، وحمل فى النيل إلى الفسطاط ودفن بها .
وبلغت حلوان أوج مجدها وازدهارها فى عهد الخديوى إسماعيل حيث أصبح لحلون شهرة عالمية بعد أن كانت حلوان ضاحية من الضواحى وذلك بإنشائه لمدينه حلوان الحمامات فأصبحت المدينة القديمة تسمى حلوان البلد التى أنشأها عبد العزيز بن مروان ،وهناك أيضا مدينة حلوان الحمامات التى أنشأها الخديوى إسماعيل لتكون منتجع استشفائى بجوار العيون الكبريتية التى زارها العديد من أمراء وحكام أوروبا.
ركن فاروق وجبة شهية من الفن والتاريخ
في موقع رائع يطل مباشرة على نهر النيل في حلوان، بني الملك فاروق استراحته التي تحولت إلى متحف يحمل اسم « ركن فاروق». بناها على شكل سفينة ترسو على الشاطئ ، تحيطها الحدائق ذات النباتات المعمرة وأصناف الفاكهة النادرة.
الزائر للمكان يشعر أنه داخل متحف للفنون، فكل قطعة عبارة عن تحفة فنية تستدعي التأمل، بدءا من التماثيل مرورا بالأثاث، وانتهاء بالمقتنيات المتنوعة ما بين تحف صغيرة، أو هدايا قيمة من مختلف دول العالم، تلقتها الأسرة العلوية منذ عهد الخديوي إسماعيل حتى الملك فاروق.
اللافت للنظر أن الإستراحة مبنية بحيث تتخللها ممرات هوائية، و بمجرد فتح النوافذ والشرفات تدخل تيارات الهواء وأشعة الشمس، لتخلق بيئة صحية، خاصة في فصل الشتاء، وكان الملك فاروق يزورها نهاية كل أسبوع، كما حرص على عمل «حمام شمس» في الناحية الشرقية، بينما تطل سفرة الطعام على النيل مباشرة.
واذا كان طراز الأثاث الخاص بغرف الاستقبال على الطراز الفرعوني، إلا أن غرفة نوم الملك فاروق تتميز بطرازها الحديث والبسيط، ولعل ما يلفت الانتباه هو سرير الطفل أحمد فؤاد ولي العهد.
نتمنى إدراج زيارة المتحف فى البرامج السياحة خاصة بعد إعادة افتتاحه منذ إغلاقه عقب ثورة يناير.
[gallery td_gallery_title_input="متحف الملك فاروق بحلوان" size="large" ids="76831,76832,76833,76834,76835,76837,76838,76839,76840,76841"]