من مفاهيم القيادة أنها القدرة على التأثير فى سلوك الأفراد و تنسيق جهودهم وتوجيههم لتحقيق الأهداف المنشودة ، ومن مفاهيمها أيضاً الريادة والمبادأة بالأفعال قبل الأقوال وقليل ما تجتمع تلك الصفات فيمن يتصدرون المشهد فتجد الكثير من الأقوال والقليل من الأفعال ، صياح هنا وهناك وتصريحات كثيرة بكلمات وعبارات رنانة والمحصلة لا شيئ ، وهؤلاء الذين يتصفون بتلك الصفة يكونون دائماً من مصدرى الطاقة السلبية وخصوصاً إذا كانوا على قمة العمل ، وعانينا فى مجتمعاتنا الكثير بسبب هؤلاء ، متمثلاً فى صخب كبير حول ما يقوم به هذا أو ذاك من بائعى الوهم حتى ظننا أننا ملكنا الدنيا شرقاً وغرباً ، وإذا بنا ثابتين لا نتحرك ، حتى كان الموعد الذى لم يكن فى حسبان الكثير أن تكون الأفعال سابقة للأقوال فنجد إنجازات على أرض الواقع نتفاجئ بافتتاحها متسائلين متى بدء الإعداد لها ، و فى كثير من الأحيان نجد أن أسرعنا خُطى وأقوانا بنياناً لا يستطيع مسايرة ومواكبة تحرك القيادة من إفتتاح مشروع هنا ومشروع هناك .
وفى فترة زمنية لا تُعد فى حساب الزمن إلا لحظات قصيرة تغيرت النظرة و اسُتبدل إيقاع الأداء من البطئ الشديد الى الإنجاز السريع المتسم بالجودة العالية والمتفقة مع المعايير الدولية والتى شهدت بها مؤسسات دولية ، ولم يأتى ذلك صدفة بل كان نتاج إرادة وطنية نابعة من قلوب أحبت الوطن فعاش الوطن فى عروقها ، فكانت الإدارة الفاعلة الناجزة التى تُصدر القرارات فى توقيتاتها المناسبة وتكون المتابعة الجادة المستمرة ليتحقق الإنجاز الذى يُبهر المتابعون .
فقد شهدت السنوات الأخيرة تطوراً كبيراً فى تنفيذ ال مشروعات القومية الكبرى بتعاون المؤسسات والجهات المعنية بالدولة فيما بينها ، عملاً بالتوجيهات المستمرة من القيادة بضرورة متابعة معدلات الإنجاز و التنفيذ لتلك ال مشروعات لضمان تنفيذها طبقاً لأعلى المواصفات الفنية العالمية.
وهناك من يُزعجه الإنجاز فتجده يختلق كلمات أصبحت باهتة لأن الكل يرى بعينيه ما يحدث على أرضنا الحبيبة من تنمية حقيقية بأيادى مصرية وخبرات وطنية .
و ما يحدث على أرض الواقع من أعمال تحدث عنها الخبراء من أهل الإختصاص داخل مصر وخارجها يعتبر شهادة صادقة على قوة وتأثير دور القيادة ليس فقط على المستوى الإقليمى والمحلى وإنما أيضاً على المستوى الدولى .
و قد إستندت القيادة الى المعايير الموضوعية لتحقيق النجاح والوصول بحجم الإنجازات الى ما أصبح حقيقة دامغة يراها ويُشيد بها القاصى والدانى داخلياً وخارجياً .
هذه المعايير التى أبرزتها الصحافة العالمية للنموذج التنموى الذى تنتهجه المؤسسات والأجهزة التنفيذية بالدولة والتى أصبحت نموذجاً يُحتذى به على مستوى العالم بما تحقق من تقدم ورُقى فى كثير من نواحى الحياة فى مصرنا الغالية .
ولعل أهم مايميز النموذج التنموى الذى تقوم به مصر هو تبنى قضايا التنمية المستدامة برؤيا بعيدة المدى للقيادة السياسية والتى أظهرت الإلتزام بضرورة إمتلاك مقومات التجديد والتطوير فى مختلف أوجه التنمية ، وكنموذج على ذلك توجيهات القيادة بضرورة إمتلاك مصادر الطاقة المتجددة وتطويرها وتطويرها بإعتبارها أهم العناصر الاساسية فى المستقبل ، مما أدى الى الوصول بوضع مميز لمصر فى أسواق الطاقة العالمية .
ومن البناء أيضاً ذلكم البناء الدبلوماسى على الصعيد الدولى ، فأصبحت السمة الأساسية للسياسة الخارجية هى الحكمة والإتزان ، مما كان له أكبر الأثر فى بناء جسور التواصل والصداقة مع الكثير من دول العالم تلك السياسة القائمة على العدل والإنسانية وعدم التدخل فى شئون الدول الآخرى والذى أكسبنا احترام العالم وتقديره ، وعلى الرغم من الظروف الإقتصادية التى تمر بالعالم جراء إنتشار فيروس كورونا وتداعياته إلا أن مصر دائماً ما كانت سبّاقة الى مد يد العون المساعدة لكثير من الدول فى المحيطين العربى والدولى .
لقد إجتازت مصر بنجاح مرحلة من أخطر مراحل تاريخنا المعاصر بحكمة القيادة وتماسك شعبها الأصيل والتفافه حول قيادته وتمسكه بالثوابت والوصول بمصرنا الغالي الى المكانة التى تليق بها وبأبنائها وتاريخها المجيد .