ماهر فهمى يكتب: المغرب.. ومشكلة الصحراء

ماهر فهمى يكتب: المغرب.. ومشكلة الصحراءماهر فهمى يكتب: المغرب.. ومشكلة الصحراء

*سلايد رئيسى9-11-2017 | 21:32

وقال الراوى يا سادة ياكرام.. كانت المغرب الأقرب لقلوبنا.. ونسافر إليها مع الفرق ومع السباحة.. وهم يحبون المصرين والفن المصرى.. ولا تدخل قهوة أومطعم أو منزل إلا وصوت عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ.. وكانو يتغنون بحب الملك الحسن لعبد الحليم.. والذى كان يحيى الحفلات الملكية.. والملك الحسن نفسه كان فنان يعزف ويغنى..

وفى إحدى هذه السفريات مع نادى الزمالك فى مواجهة مع الجيش الملكى المغربى.. كان هناك مجموعة من الزملكاوية على رأسهم نبيل نصير وحسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة فيما بعد ..وكامل البيطار – مذيع صوت العرب اللامع جداً.. وفوجئت أنهم فى تونس والمغرب والجزائر يستقبلونه إستقبال كبار الزوار من المطارات وحتى الشوارع.. الكل ينادى سى كامل وكلنا نسهر فى المنازل والمطربين المصريين منهم توفيق وهشام البحرينى الذى يغنى فى الأندية الليلية.. ونقضيها مع الطرب والسمر.. ونبيل نصير عين نفسه مايسترو.. فيوقف المغنى ويصلح له الأداء.. ونحن نضحك.. وكانت ليالى الأنس فى الدار البيضاء..

وهُزم الزمالك وأصبح الزميل محيى فكرى فى حالة صعبة فهو زملكاوى حتى النخاع.. وجلس على حرف الشباك فى الدور الثالث فى فندق المنصور، وأخذ يعد أخطاء الزمالك التى أدت للهزيمة.. وكنت ساعتها أملى رسالتى.. فوصفت الوضع الذى فيه محيى وسخرت منه.. فلما عدنا وقرء ما كتبته.. وفى سهرة بنادى الصداقة المصرية اليونانية ليلا.. ودائماً على رأس السهرة الفريق سعد الدين متولى كبير الياوران أيام جمال عبد الناصر وعدد من الوزراء وكبار رجال المجتمع.. دخل محيى على شايط.. ويقول : أنت مش حتبطل.. قلت ماتزعلش ياعم.. أكمل للأصدقاء باقى القصة وبعد أن أنهى اللطم والندب.. قال لنا: أريد أن أكل أوسخ شوربة حريرة فى أوسخ مطعم فى الدار البيضا.. فضحك الجميع بما فيهم محيى.

وفى دعوة من رئيس إتحاد المصارعة المغربى سهرنا فى بيته.. وكعادته محيى بدء يسخر من رئيس إتحاد المصارعة الأرولى.. وأردنا أن نشعره مع أنه أكبرنا سنا ً بخطأه.. فجاءت دعوة لكامل البيطار فى بيت عائلة التازى.. فلم تقل لمحيى.. وغافلناه عندما قدمت السيارة وذهبنا إلى الدعوة.. فوجدنا إستقبالاً حافلاً لكامل وكأنه زعيم.. وعرفنا السر أن كامل البيطار كان قبل تحرير دول شمال أفريقيا يغطى حركات التحرير من داخل هذه الدول.. وتعرض للكثير من المخاطر وخاصة أنه عاش مع جيش التحرير الجزائرى وغطى بعض العمليات حية.. وكان دخوله إلى هذه الدول سراً.. حتى لا يقع فى يد الإستعمار الفرنسى.. فلما عدنا وجدنا محيى واقفا ً فى بلكونة غرفته.. وزعق علينا ونحن ننزل من السيارة.. أنتم مش حتبطلوا الحركات الهابطة بتاعتكم دى.. فلما صعدنا قلنا له لأنك مش بتستر.. على العموم نحن مدعوين على العشاء فى بيت عائلة مغربية كبيرة.. وعليك أن تلتزم ولا تسخر.. وفعلا ً كان نموذجاً.. وفى آخر الجلسة وهم يودعونا.. قال كل الستات الحلوين دول.. أستقبلوا كامل وودعوه بالقبل.. ويعنى أنا ماليش نفس.. فضحك الجميع وقبلوه.. والتقبيل للترحيب من عادة الأسر العالية المستوى فى المغرب ومصر..

وكنا ننصب محيى فكرى صباحاً رئيساً للبعثة الإعلامية.. ونخلعه ليلاً.. ومحيى أستاذ كبير وصحفى له شأنه.. وإتجه للرياضة وفضلها فى الجزء الأخير من عمله الصحفى.. وهو صاحب طرائف كثيرة.. فكان الرئيس أنور السادات فى أول الثورة مديراً عاماً لدار التحرير ورئيساً لتحرير جريدة الجمهورية.. وأتى بجلال الحمامص أستاذنا المعلم وكلفه مشرف على التحرير وعين محيى سكرتيراً للتحرير.. وفى يوم سلمه جلال الحمامصى مقال السادات فوضعها محيى فى الدرج ونسى.. وجلال ومحيى يبحثان عن المقال.. وأدى وش الضيف.. ففصله السادات.. وكاد مستقبله أن يضيع.. وبعد أسبوع واحد.. سأل السادات جلال.. أين محيى فقال أنت فصلته.. فقال لا.. يرجع وعرفه خطأه ومحيى هذا الصحفى الكبير نوادره كثيرة.. فهو بدء حياته محرراً بالمصرى الجريدة الناطقة بأسم حزب الوفد.. وخدمته الظروف بأن إلتقط رقم السيارة التى أطلق منها الرصاص على المدعو حسن البنا مؤسس عصابة الإخوان المجرمين وكتب تحقيقا كبيراً وكشف سر مقتل حسن البنا وكان الكاتب اللامع الكبير كامل الشناوى يسهر فى فندق سميراميس ويحيط به مجموعة من شباب المثقفين والصحفيين.. وكامل بك كان حكايا.. وكان شرطه الوحيد دفع ثمن المشروبات فى ركن نايت أند داى لكل الحاضرين أن يسمعوا ولا يتكلموا لأنه بيتكلم بفلوسه ..وأخذت محيى الجلالة وحكى حكاية إلتقاط رقم السيارة التى قتلت حسن البنا.. ونظر الشباب حولهم.. فوجدوا كامل بك وقد إنصرف.. فأسقط فى يدهم ودفعوا الحساب.

وفى دورة البحر المتوسط فى المغرب.. كنا تقيم أيضاً فى فندق المنصور.. وأثناء تواجدنا فى أحد المقاهى.. تقدمت منا فتاتين جزائريتين.. وكان معى الزميل والصديق حسن عثمان.. وكانت العلاقة بين المغرب والجزائر فى أسوء حالتها.. ولما حضرا إلينا فى صالون الفندق.. إذا بالشرطة تأتى وتقبض عليهن.. ولما سألنا الضابط قال: لن نضرهم ولكنا سنرحلهم.. لأنه ممنوع لأى شخص لايحمل بطاقة الدورة من دخول فندق المنصور.. وعرفنا أن المشكلة أن الجزائر تؤيد إستقلال الصحراء.. ومشكلة الصحراء تشكل عند المغرب قضية حياة أوموت.

وفى يوم فى أحد المقاهى.. تعرفت علينا سيدة.. ودعتنا لتناول العشاء فى منزلها.. ولما ذهبت أنا وزميلى.. فوجئت بفقدان محفظتى.. فلما حكيت هذه التجربة أمام الزملاء عادوا معنا إلى المنزل.. وهددوا السيدة بأن نبلغ الشرطة.. والتى كانت عنيفة جداً لحماية ضيوف دورة البحر المتوسط.. فأعادت لى المحفظة وكانت فيها فلوسى كلها.

وفى أحد الدعوات على العشاء بمنزل أحد الأصدقاء المغاربة.. أكلت طبق هريسة كامل.. والهريسة هى شطة مطبوخة.. وقالوا لى : أيه ياعم اللى بتعمله ده.. وأنا اتراهنت أن أكمل الطبق.. وقال لى عبد الحميد شاهين الله يرحمه.. وهو كان نائبا لرئيس النيابة الإدارية.. كده تصاب بالبواسير وهذا أضعف الإيمان.. وشاهين هذا الذى غنى له الثلاثى المرح.. شالوا ألدو حطوا شاهين.. ألدو قال ما أنتوش لاعبين .

ومضى الليل وفى الصباح كالعادة نزلنا لنتناول إفطارنا على مقهى أمام الفندق.. فوجدت شاهين يقول إيه ده.. وشك وارم وضارب حمار قلت فيه إيه.. ضحك محيى فكرى وقال أصبت بالإيدز.. فأنا لم أصدق ده.. ولكن خفت من ورم وجهى.. وهم أخذوا المسألة ندرة.. فجريت ودخلت غرفة الزميل حسن عثمان وغطيت نفسى بالحلاءة البيضاء.. وأخذوا يبحثون عنى ولم يعثروا على.. ولم يتوقع حسن عثمان الذى لم يجدنى فى غرفتى.. أن أكون فى غرفته.. وعندما دخل الغرفة وجدنى ملفوف بالملاءة.. قال : فيه إيه قلت له: أنا مت يا حسن.. قال أنهض ياعم ودهن وجهى بمرهم حساسية ومضت نصف ساعة.. وعاد وجهى كما كان .

أضف تعليق