الآلة الإعلامية الإخوانية الهدامة والتخريبية المنظمة لم تتوقف بسقوط دولتهم فى ثورة 30 يونيو، ما زالوا يحاولون الالتفاف على الحقائق ويزورون عن عمد التاريخ لخدمة حاضرهم الدموى وطموحاتهم التخريبية التى تستهدف كل ما هو وطني، لذلك كانت محاولات الجماعة مكثفة ومنظمة خلال السنوات الأخيرة من خلال وسائل إعلامهم المضللة للحقائق والإنجازات التى تحققها القيادة السياسية للدولة المصرية الحالية، وشراء مساحات فى صحف عربية وأجنبية من أجل تسويق وهم المظلومية للعالم.
ولم تتوقف محاولتهم عند هذا الحد بل طالت عالم النشر الثقافى الروائى والاجتماعى والأكاديمى أيضًا من خلال كتاب وأدباء باعوا أنفسهم ومواهبهم للشيطان، دور نشر معلوم للجميع انتماؤها وتمويلها الإخوانى، وانتبهت الدولة المصرية إليها وتحفظت على البعض منها مثل دار (الوفاء) لمالكها عصام شلبى المعروف بانتمائه الإخوانى، ودار (الدعوة) لمالكها محسن راضى رئيس اللجنة الإعلامية لحزب الحرية والعدالة، ودار (الأخبار العربية) لمالكها صلاح عبد المقصود وزير إعلام الإخوان فى، ودار (الرحمة) ودار (يقين) واللتان يملكهما القيادى الإخوانى خيرت الشاطر، ودار (المجرة)، ودار (الطلائع) ودار (نوابغ الفكر)... إلخ.
القائمة طويلة ولكن دعونى أطرح أمامكم نموذجًا لما يمكن أن تصنعه تلك الدور فى حياتنا ومع مفكرينا وعلمائنا من أجل بيع الوهم الإخوانى لشبابهم ليقنعوهم بأن الإخوان أهل حق وهم ليسوا كذلك.. استهدفت الجماعة الإرهابية أكبر معمر أزهرى عمره 106 أعوام، وهو الشيخ الأزهرى (معوض عوض إبراهيم) لاستغلاله سياسيًا وزوروا شهادته السلبية فيهم بواسطة دار نشر مملوكة للإخوانى صلاح عبدالمقصود وزير إعلام الاخوان، بهدف تبييض وجه الجماعة بعد إعلانها تنظيمًا إرهابيًا وتورط عناصر تابعة لها فى عدد كبير من عمليات عنف وتخريب ضد منشآت الدولة.. وقد تم تسجيل الواقعة وملابساتها فى أوراق المحضر المحرر بقسم شرطة الطالبية برقم (6615).
الأمر يرجع إلى رسالة ماجستير للباحث محمد حسنى تحمل عنوان «الشيخ معوض عوض إبراهيم.. حياته وجهوده فى الدعوة إلى الله»، وهى رسالة تتناول حياة الشيخ الطاعن فى السن وجهوده باعتباره حينذاك أكبر مشايخ الأزهر الأحياء سنا، وتقدم أيضًا الباحث ببلاغ للنيابة العامة حتى يبرئ ساحته حمل رقم «٣٢٩٢١»، ووفقا لهذا البلاغ فإن الباحث والشيخ معوض عوض اتهما شركة (رسالة للطباعة والنشر) بتزوير رسالة الماجستير الخاصة به بعد نشرها وكتابة وحذف أجزاء منها والتلاعب بها على نحو يخل بالمضمون وتوجيهها لما يخدم جماعة الإخوان.
وجاء التلاعب بالرسالة من خلال وضع تقديم للمستشار «عبد الله العقيل» المقيم فى دولة الكويت ويعد أحد الرموز الفكرية المحسوبة على جماعة الإخوان الذى تحتفى دائماً الجماعة الإرهابية بمؤلفاته، حيث أعلن الباحث أنه لم يتم إعلامه بأن المستشار الإخوانى سيضع تقديما للكتاب، فجاءت من ذلك - الخيانة العلمية - من أجل توجيه البحث لصالح الجماعة الإخوانية.
التلاعب بالبحث تضمنت حذف الكثير من تعليقات الشيخ معوض السلبية والنقدية للجماعة الإرهابية وإضافة معلومات ووضع صور دون إذن الشيخ معوض أو الباحث تخدم وجهة نظر الجماعة بأن العلاقة بين الأزهر ممثلًا فى الشيخ معوض والإخوان متجذرة.
اللافت أن العنوان المذكور فى المحضر باعتباره مقرا لشركة «الرسالة للطباعة والنشر» تبين أنه نفس مقر مركز «الأخبار العربية» المملوك للإخوانى الهارب صلاح عبد المقصود والشهير بوزير «التحرش الجنسى»، حيث كانت أعلنت لجنة حصر أموال الإخوان التحفظ على مقر الدار سابقة الذكر فى سبتمبر 2015 ضمن عدد دور نشر إخوانية أخرى.
وكان رد الشيخ الراحل على تلك الجريمة العلمية الإخوانية عندما سئل حينذاك، فقال:
«فزعت كل الفزع من هذه الجريمة ولم نكن نتوقع أن الانحطاط الأخلاقى من جماعة الإخوان يصل بهم إلى هذا التزوير والتدليس وإلى هذه الدرجة النتنة، وإن النسخة الأصلية من رسالة الباحث تدحض كل ما جاء بعد ذلك، وحاسمة لكل خلاف وما تم من تزوير هو سرقة وخيانة عظمى».