سبعة أيام فقط تلك هى المدة الفاصلة بين زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لكل من اليونان والمجر، نشاط مصرى ما بين شرق المتوسط ووسط أوروبا أسس له عمل دؤوب استمر على مدار ثمانى سنوات، لتحصد مصر نتاج هذه المجهودات اليوم عبر تواجدها بجانب اليونان و قبرص فى ترويكا شرق المتوسط أو من خلال تشكيل آلية التعاون بينها وبين مجموعة الفيشجراد التى تجمع المجر والتشيك وبولندا وسلوفاكيا.
وقد حققت مصر العديد من المكتسبات بعد تأسيسها لآلية التعاون مع اليونان و قبرص منذ عام 2014 وصولا لتوقيع الاتفاق الثلاثى للربط الكهربائى بين القاهرة و أثينا ونيقوسيا، والعمل على مشروع أنابيب الغاز بين حقل أفروديت فى قبرص ومحطات الإسالة بمصر، التوجه المصرى المنفتح على التعاون مع دول أوروبا بشرق المتوسط حفز أيضا دول أوروبا الوسطي، لهذا أسست مجموعة الفيشجراد آلية التعاون مع مصر والتى حضر الرئيس عبد الفتاح السيسى أول اجتماعاتها على مستوى القادة عام 2017، وهنا يظهر أهمية الانفتاح المصرى على عمل علاقات جيدة مع كافة الدوائر الأوروبية، الأمر الذى جعل مصر جسر الطاقة الآمن لأوروبا كما وصفها رئيس الوزراء اليوناني، ولكن كيف صنعت مصر هذا الأمان لجسرها ؟
أدارت الدولة المصرية علاقاتها الخارجية بتوازنات مكنتها من صنع علاقات دبلوماسية مع كافة الدوائر الخارجية باتزان غير مسبوق، كما تمكنت بذكاء وحرفية شديدة أن تحرر ملفات اقتصادية هامة مثل ملف الطاقة من أى ضغوط سياسية، بل أخرجت هذا الملف من لعبة الصراعات الدولية المتعلقة بالطاقة، هذا بجانب امتلاك مصر مفردات قوة الدولة الشاملة بما فيها سلاح الردع الذى يؤمن مقدراتها، لهذا تسعى دول شرق المتوسط وأوروبا الوسطى لمصر كشريك آمن يؤمن احتياجاتها من الطاقة بعيدا عن الضغوط السياسية، فقط انطلاقا من مبادئ التعاون والمكاسب المشتركة، لتصبح مصر حلقة الوصل بين ترويكا شرق المتوسط التى تجمعها مع اليونان و قبرص وبين تجمع الفيشجراد، وبالفعل تحدث السيد الرئيس عن إيصال الغاز إلى دول البلقان وأوروبا الوسطى أثناء زيارته لأثينا، وقبلها بأيام وقعت المجر و قبرص اتفاقا مهما للتعاون الاقتصادى والسياسي، ومن قبلها تحدث وزير الخارجية المجرى عن رغبة بلاده فى استيراد الغاز المصرى الذى سيصل إلى قبرص ثم اليونان التى لديها مشروعات ربط فى هذا المجال مع بلاده.