قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق، والمشرف على لجنة الفتوى ب الأزهر الشريف حاليا، إن التبرُّج؛ رفض للتكريم الإلهي، منوها بأن الله- تعالى- قد كرَّم الآدميين، ورفعهم فوق كافة مخلوقاته على الأرض، وسجَّل هذا التكريم في أشرف الكتب، فقال: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا.
وأكد شومان، في منشور عبر صفحته على فيس بوك، أن من مظاهر هذا التكريم أنه أراد للجسد البشري أن يكون مستورًا؛ حتى لا يطلع الناس على ما يؤذيهم في حين بقيت المخلوقات مكشوفة من دونها :{ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} ، وأمرنا بارتداء أفضل ما نملك منها عند الصلاة، حيث نقف بين يديه – تبارك وتعالى - : { يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.
وأكمل، أنه إذا كان الستر للجسد البشري مطلوبًا من جميع البشر لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم، فإن ستر الرجال يختلف عن ستر النساء، فإن الستر المفروض على الرجال يقتصر على الجزء المحيط بالعورة المغلظة، فاكتفي بوجوب الستر من السرة إلى الركبتين، وأخرج باقي الجسد من العورة؛ ولذا لابأس بكشفه، ويخضع في ستره وكشفه لأعراف الناس وما يعدونه مناسبًا، فيكون من غير الملائم الاقتصار على ما يجب ستره في أحوال يناسبها ستر البدن بالزي المتعارف عليه، والذي قد يصل لتغطية سائر البدن غير الوجه والكفين، وهذا الذي ناسب أعراف الناس في أعمالهم وسيرهم في الطرقات ومناسباتهم واحتفالاتهم؛ ولذا يُنْتَقَدُ تاركه وإن ستر ما وجب ستره شرعًا، فالعرف معتبر في شرعنا، وما يعده الناس حسنًا فهو حسن، وما يعدونه قبيحًا فهو قبيح.
وأكد شومان، أن تجاوز هذه الضوابط التي أراد بها شرعنا صون الرجال والنساء على السواء؛ يعد رفضًا صريحًا لهذا التكريم الإلهي، وحطًا من منزلة الرافض لهذا التكريم، ومخالفة صريحة للأوامر الإلهية التي جاءت به، ويتمثل هذا بجلاء في هذه المشاهد التي تطلع علينا من خلال مواقع التواصل عن هذا التبرج، ومشاهد العري ليست للنساء فقط ولا في المهرجانات فقط، ولكن يشارك كثير من الشباب والفتيات فيها في أماكن كثيرة، وهو غير جائز على الإطلاق ولأي سبب من الأسباب، ولا يليق بمجتمع جميع من فيه من أتباع الديانات والشرائع التي تأمر بالاحتشام، وتحرم كشف العورات، فليعد الجميع إلى الاحتشام والوقار إنقاذًا لأنفسهم وأنفسهن من النار.