أعلن «مارك زوكيربيرج»، أمس الخميس، عن تغيير اسم شركته إلى ميتا، وذلك اختصارا لاسم التقنية الجديدة «ميتافيرس»، والتي تقوم علي تواصل الناس اجتماعيا في عوالم افتراضية بدلا من منصات التواصل الاجتماعي التقليدية مثل "إنستجرام" و"تويتر" و"تيك توك"، وبدلا من أجهزة الكمبيوتر المحمولة والهواتف.
وعليه، فيواصل المواطنين البحث عن مصطلح «ميتافيرس» عبر محركات البحث، لذلك تحرص «بوابة دار المعارف»، علي تقديم مفهوم شامل لهذا المصطلح، الذي أذيع ولقي شهرة واسعة.
مصطلح كلمة «ميتافيرس»:
فكلمة «ميتافيرس»، هي كلمة تتكون من شقين الأول "meta" (بمعنى ما وراء) والثاني "Verse" (مُصَاغ من "الكون")، ويمكن تعريف ميتافيرس بأنها رؤية جديدة للمستقبل، وهو ما يراهن عليه مارك ويصفه بأنه الثورة المقبلة في تطور الإنترنت.
حيث يستخدم لوصف مفهوم الإصدارات المستقبلية للإنترنت، المكون من مساحة ثلاثية الأبعاد ثابتة ومشتركة ومرتبطة بكون افتراضي مدرك.
الانخراط في قلب الحدث:
فهذا الواقع افتراضي رقمي، يساعد البشر في الانخراط بشكل تفاعلي وكانك في قلب الحدث، فمثلًا إذا كنا اليوم نستطيع حضور اجتماع بالصوت والصورة، ففي ال ميتافيرس سنتمكن من حضوره بتقنية ثلاثية الأبعاد تظهر في حركات الوجه واليدين، كما يوجد في الواقع، بل ستتمكن أيضًا من التّواجد في الأماكن التي تريدها باستخدام هذه التقنية.
فهو عالم جديد من الإنترنت يتم الوصول إليه باستخدام تقنيات الواقع الإفتراضي والواقع المعزز، وتعتبر ثورة حقيقية في التقنية إذ قد يتم استبدال الهواتف الذكية في المستقبل بتلك التقنيات، وهو ما يؤمن به مارك تمامًا، عندما صرّح بذلك عند كشفه عن نظارات فيسبوك الجديدة بالتعاون مع راي بان.
وبالتالي، يستعد مارك ليس فقط للهيمنة على "الفضاء الافتراضي" الذي سيكون بديلا للإنترنت العادي، وإنما أيضا على وسائل الوصول إلى هذا الفضاء عبر الاستثمار في تقنيات مثل نظارات وسماعات وأجهزة الواقع الافتراضي.
«الميتافيرس» بين الماضي والحاضر:
وهذا المصطلح كان خياليًا بالكامل عندما ظهر للمرة الأولى. لكن في الوقت الحالي هو في طريقه للتحول للحقيقة.
وقد تحولت هذه الفكرة في الأشهر الأخيرة لواحدة من أهم الأفكار المتداولة في المجتمع التقني.
وقد ازدادت أهمية الأمر عندما أعلنت فيسبوك رسميًا عن تأسيس فريق عمل جديد داخل الشركة للعمل على الميتافيرس، طبقًا لرؤية مارك زكربيرج بالطبع.
وصرّح مارك لأحد المواقع قائلًا: “هذا سيكون جزءًا ضخمًا من الفصل القادم في صناعة التكنولوجيا”. وقد ذكر ايضًا أنه يتوقع أن تتحول فيسبوك خلال السنوات الخمسة القادمة من شركة تواصل اجتماعي لشركة ميتافيرس.
استخدام ال (ميتافيرس) لاول مرة
والجدير ذكره، أنه تمت صياغة هذا المصطلح لأول مرة في رواية الخيال العلمي Snow Crash التي كتبها نيل ستيفنسون عام 1992، في تلك الرواية كان البشر يتفاعلون كأفاتار مع بعضهم البعض في فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد.
واستخدم ستيفنسون هذا المصطلح لوصف عصر قائم على الواقع الافتراضي للإنترنت.
وظهر بعد ذلك ظهور نفس المصطلح في أفلام وروايات عديدة للخيال العلمي.
تخصيص 50 مليون دولار لتطوير الميتافيرس:
واعلنت شركة فيسبوك، الشهر الماضي أنها ستخصّص مبلغ 50 مليون دولار لمجال تطوير الميتافيرس، وقالت إنها ستشترك مع مجموعات الحقوق المدنية والمنظمات غير الحكومية والحكومات والجامعات لتطوير منتجات تدعم الميتافيرس.
كما صرّح مارك أنه ينوي جعل شركته قائمة بالكامل على مجال ال ميتافيرس في غضون خمس سنوات، بينما صرحت الشركة أننا قد نضطر إلى الانتظار حىت 15 عامًا لنتمكن من رؤية أول المنتجات المبنية على الميتافيرس
.
وعلى الرغم من أن الأمر يبدو بعيدًا جدًّا عن تحقيقه، فمن يضمن أن يعيش خمسة عشر عامًا؛ إلا أنا فيسبوك تتخد الموضوع بجدية تمامًا، حيث قامت بتعيين 10000 موظّف من دول أوروبية مختلفة لبناء الـ “ميتافيرس”، للاعتماد علي العالم الافتراضي.