كل ما تريد معرفته عن الـ «ميتافيرس»

كل ما تريد معرفته عن الـ «ميتافيرس»كل ما تريد معرفته عن الـ ميتافيرس

علوم وتكنولوجيا30-10-2021 | 01:38

أثار قرار "مارك زوكربيرج" المدير التنفيذي لشركة فيسبوك ومنصاتها الاجتماعية الشهيرة بتغيّير اسم "فيسبوك" ليصبح (ميتا ) أو (ميتافيرس) ، الكثير من اللغط والإلتباث عند مستخدمي منصة التواصل الاجتماعي الأشهر عالميا " فيسبوك"،حيث ظن الكثيرين ان المقصود هو تغيير أسم منصة فيسبوك التي نستخدمها يوميا لتصبح بإسم ( ميتا ), وابمعلومة الصائبة هى ان الشركة ( الأم ) المالكة لمنصة ال فيسبوك هى نفسها كانت تحمل اسم ( فيسبوك) وهذا الأسم هو الذي تغير الى ( ميتا ) ،وهو الإسم المشتق من الكلمة التي أثارت جدلا واسعا خلال الأيام الماضية ( ميتافيرس) !

معنى المصطلح
تساءل مستخدمي ال فيسبوك ومتابعي منصات التواصل الاجتماعي والمهتمين بالتكنولوجيا والتطبيقات الحديثة حول العلم عن معنى مصطلح ( ميتافيرس ) ، وارتبط هذا التساؤل بآخر وهو ولماذا ترغب فيسبوك بربط اسمها به، او بالأحرى ما الذي سيعنيه ذلك للمستخدمين؟
مبتكر مصطلح ( الميتافيرس) هو الروائي الأمريكي " نيل ستيفنسون " في روايته الشهيرة (سنو كراش ) ،وهى رواية من الخيال العلمي كتبها عام 1992م ، تناقش فكرة لجوء البشر إلى العيش في العالم الافتراضي المجسّم ، وتجمع كلمة (ميتافيرس) بين كلمة "ميتا " هو كلمة يونانية قديمة معناها ابعد من ذلك او مابعد، وكلمة " فيرس " المشتقة من كلمة “Universe” باللغة الإنجليزية، تعني العالم وبالتالي هو مصطلح لوصف العالم الرقمي الذي يمكن أن يتفاعل معه الكثير من المستخدمين في بيئة ثلاثية الأبعاد.

ملف المستقبل
ال ميتافيرس هو واقع افتراضي رقمي، يساعد البشر في الانخراط بشكل تفاعلي، فمثلًا إذا كنا اليوم نستطيع حضور اجتماع بالصوت والصورة، ففي ال ميتافيرس سنتمكن من حضوره بتقنية ثلاثية الأبعاد تظهر في حركات الوجه واليدين، كما يوجد في الواقع، بل ستتمكن أيضًا من التّواجد في الأماكن التي تريدها باستخدام هذه التقنية ويعتبر العالم الإفتراضي هو مستقبل الإنترنت، مما يوجّه أنظار الشركات إلى الاستثمار في هذا المجال وتطويره.
وبناءً عليه فيمكننا تعريف ال ميتافيرس على أنه عالم جديد من الإنترنت يتم الوصول إليه باستخدام تقنيات الواقع الإفتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والتي تعتبر ثورة حقيقية في التقنية إذ قد يتم استبدال الهواتف الذكية تمامًا في المستقبل بتلك التقنيات، وهو ما يؤمن به مارك زوكيربيرغ تمامًا، عندما صرّح بذلك عند كشفه عن نظارات فيسبوك الجديدة بالتعاون مع راي بان وطبعًا لا يمكننا أن ننسى ذكر امتلاك فيسبوك لشركة Oculus والتي تعتبر المسيطرة في مجال نظارات الواقع الافتراضي والمعزّز وهو حجر الأساس لعوالم ميتافيرس.
إذا ما كنا نعتبره خيالا خصبا ظهر في روايات ستيفنسون وقبلها سلسلة روايات الكاتب المصري الراحل د.نبيل فاروق التي تحمل أسم ملف المستقبل قد أصبحت الآن واقعا نعيش بداية تحققه مستقبلا .

القرين الافتراضي
للدخول الى هذا العالم السحري الافتراضي لذي يربط كل أنواع البيئات الرقمية ببعضها ، سوف يحتاج المستخدم إلى جهاز VR، وعلى عكس الأجهزة الحالية التي تُستخدم في الألعاب فحسب ، يمكن استخدام هذا العالم الافتراضي في أي شيء في حياتنا العادية كالعمل أو اللعب أو الخروج مع الأصدقاء وحضور الحفلات الموسيقية أو الذهاب إلى السينما، بدون التقيد بحدود المكان فهذه الأنشطة قد تكون في مع أصدقاء من قارات مختلفة ،وفي اقصى مكان بالكوكب ، كل ما عليك فقط هو أن تصنع القرين الإفتراضي الخاص بك "الآفاتار" وهو عبارة صورة شخصية ثلاثية الأبعاد للمستخدم، ليكون قرينه داخل العالم الافتراضي "ميتافيرس"، ويعيش بالنيابة عنه في أي شيء لا يستطيع أن يعيشه على أرض الواقع،كما يتحدث ويتصرف ويحلم ويفكر كنسخة أخرى من المستخدم الحقيقي ،ولكن تحقيق هذا الأمر فعليا يتطلب فترة زمنية تصل الى 15 عام على الأقل كما أعلنت الشركة ،لكنها أظهرت ايضا ان يتحقق ذلك في وقت أقل بفضل التطور التكنولوجي المتسارع .

استثمار الغد
وهكذا فجأة أصبح الـ "ميتافيرس" محط اهتمام الجميع ،وهناك قدر كبير من الإثارة والضجيج المتعمد حول الـ "ميتافيرس" و تقنيات الواقع الافتراضي هذه المرة بين المستثمرين الأثرياء وشركات التقنية العملاقة، ولا أحد منهم يرغب أن فقد حصته من غنيمة المستقبل ، فقد اتضح لهم الآن أن هذا العالم الافتراضي الساحر هو مستقبل الإنترنت فعلًا ، كما يظهر شعور مؤكد ان التكنولوجيا التي سمحت بتخليق هذا العالم بدأت في الانتشار بصورة تفوق الخيال وتتفوق عليه ، خاصةً مع التطور في ألعاب الواقع الافتراضي( VR ) ،كما ان التعقيدات التقنية التي تواجه مسيرة تطورها وانتشارها ، لم تعد تعقيدات ،بل أصبحت متعة عقلية لأجيال من الشباب الذين نشأوا على الألعاب الجماعية في العالم الإفتراضي وأصبحوا يعيشون فيه أكثر من واقعهم .

بين عالمين
فيسبوك لم تكن بعيدة عن إدراك ذلك وفهمه ،فقد كان لها مُساهمات عديدة في مجال ال ميتافيرس منذ بداياته وحتى الشهر الماضي ،حيث أعلنت شركة فيسبوك أنها ستخصّص مبلغ 50 مليون دولار لمجال تطوير الميتافيرس، وقالت إنها ستشترك مع مجموعات الحقوق المدنية والمنظمات غير الحكومية والحكومات والجامعات لتطوير منتجات تدعم ال ميتافيرس ، كما صرّح مارك زوكيربيرج أنه ينوي جعل شركته قائمة بالكامل على مجال ال ميتافيرس في غضون خمس سنوات، بينما صرحت الشركة أننا قد نضطر إلى الانتظار حوالي 15 عامًا لنتمكن من رؤية أول المنتجات المبنية على الميتافيرس.
ورغم أن هذه المدة الزمنية تُعتبر طويلة نسبيا ،وهو الأمر الذي أثار النقد والتساؤل، إلا أن الشركة الحالمة المتطلعة الى المستقبل تتخد الموضوع بجدية تامة، قامت بتعيين ألف موظّف من دول أوروبية مختلفة لبناء الـ “ميتافيرس” ،ومن هذا يُفهم ان إطلاق التسمية الجديدة يعكس لنا الجهد الذي تبذله الشركة في هذا اامجال ويعكس مدى إيمانها بأنه سيكون مستقبل الإنترنت الحديث، حيث يتناغم فيه العالمان الافتراضي والحقيقي بشكل كبير ،ومن يعرف فربما ينتصر الفضاء الإفتراضي على عالم الواقع المرير ويقرر المستخدمون البقاء فيه الى الأبد .

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2