تبحث كثير من النساء عن عمل للمرأة يعادل فضل الجهاد وإتباع الجنائز، وذلك في ظل فتاوى ضيقت عليهن لسنوات الخروج للعمل والذهاب إلى المساجد وتجريم سفرهن أو خروجهن للتعليم أو المشاركة في الوظائف الأمنية، التي باتت مؤخراً مع الصحوة التي تشهدها مصر قد تقلدت أبرز المناصب والمواقع القضائية ودخلت على خط مساواة كبير مع الرجل، إلا أن هناك من السنن النبوية المهجورة التي لا تدركها النساء والتي تعادل ذهابهن لأداء فريضة الفجر في المسجد أو الجهاد في سبيل الله أو اتباع الجنائز التي يضيق عليهن في الخروج خلفها أو المشاركة في ثوابها.
فيما أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق عضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- نبهنا على أن الحج في مرتبة الجهاد في سبيل الله عز وجل.
وأوضح «جمعة»، خلال برنامج «والله أعلم»، أن رسول الله -صلى الله عيه وسلم- نبهنا على الجهد الكبير في الحج والجهاد، منوهًا بأن الحج جهاد كبير لمن لا يستطيع حمل السلاح سواء الطفل الصغير والمرأة، حيث يحدث فيه تعب رهيب، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «السفر قطعة من العذاب».
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أن هذا لم يختلف الآن مع وجود وسائل النقل السريعة والطائرات، فمازال السفر قطعة من العذاب، مشيرًا إلى أن الحج في مرتبة الجهاد في سبيل الله، قالت السيدة عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- : استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- في الجهاد، قائلة: «يا رسول الله أترانا قد حُرمنا أجر الجهاد في سبيل الله» فقال: «جهادكن الحج».
وكشفت الواعظة فاطمة موسى الداعية بوزارة الأوقاف عن عمل للمرأة يعادل فضل الجهاد واتباع الجنائز ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأمور عديدة في الإسلام لم تحرم المرأة حقها في أن تكون مع الرجل يد بيد وقدم بقدم في بلوغ الفردوس الأعلى.
وقالت موسى في تصريحات صحفية إن الإسلام قام على العدل واعطاء كل ذى حق حقه رسم لكلٍ طريق محدد يناسب دوره فى المجتمع وإمكانياته النفسية والجسدية ونجد أن هناك طاعات وعبادات خاصة بالرجال وعليها جزيل الثواب غير مكلفة بها النساء فهل النساء محرومات من الثواب؟!
ولفتت إلى أن الإجابة قطعية النفي فنحن رأينا أن الصحابية الجليلة السيدة أسماء بنت يزيد بن السكن الأشهلية الأنصارية سألت قائلة فيما هو مروي عن مسلم بن عبيد أن السيدة أسماء بنت يزيد الأنصارية أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بين أصحابه فقالت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، أنا وافدة النساء إليك، إن الله - عز وجل - بعثك إلى الرجال والنساء كافةً، فآمنا بك وبإلهك وإنا - معشر النساء - محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحـامــلات أولادكم، وإنكم- معشر الرجال - فُضلتم علينا بالجُمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشـهـود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله - عز وجل - وإن الـرجــل إذا خــرج حاجـاً أو معتمراً أو مجاهداً، حفظنا لكم أموالكم وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفما نشـاركـكـم الأجر والثواب؟!، فـالـتـفـت النبي إلى أصحابه بوجهه كله ثم قال: هل سمعتم مقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر ديـنـهـا مــن هـذه؟ فقالوا: يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا. فالتفت إليها فقال: افهمـي أيتها المرأة وأَعلِمي مَن خلفك من النساء أن حسن تبعُّل المرأة لزوجها (أي حُسن مصاحبتها له) وطلبها مرضاته، واتـبـاعـهـا موافقته يعدل ذلك كله، فانصرفت المرأة وهي تهلل.