عقدة الاحتلال فى عقل أوروبا

عقدة الاحتلال فى عقل أوروباحسين خيرى

الرأى30-10-2021 | 09:57

مشهد أوجع القلب وتداولته مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه أم فلسطينية تتشبث بقبر ابنها وجرافات قوات الاحتلال فى صلف تنبش القبر، وتسمى تلك المنطقة بمقبرة اليوسيفية بالقدس، وتصيح الأم «مش رح أقوم»، وتردد اسم ابنها المتوفى، وتضم مقبرة اليوسيفية رفات بعض صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلماء، وتجاور المسجد الأقصى، ويسعى الاحتلال إلى إقامة حدائق توراتية ومدرجات عليها، زعما منه أن أسفلها مقابر يهودية من الأزمنة القديمة، ونفى خبراء آثار يهود بوجودها قبل الفلسطينيين.

وميركل فى زيارتها الأخيرة لإسرائيل وجهت رسالة ليس فيها لبس، وأكدت على حق الفلسطينيين فى العيش وتقرير المصير بجانب وجود دولة ديمقراطية يهودية، واعتبر ساسة إسرائيليون رسالتها ترجمة لعقدة الاحتلال فى عقل أوروبا.

الطاقة السحرية:

فجأة انتشر الحديث حول ما يسمى بالهيدروجين الأخضر، ويأمل خبراء الطاقة أن يحول الحياة على كوكب الأرض إلى جنة، نستنشق فيها هواء نقيا تماما، والأمير عبد العزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي يقف خلف إثارة هذا الحديث الآن، وقد أعلن أن المملكة العربية السعودية تعتزم امتلاك أكبر نسبة فى العالم من هذا الغاز السحري مع حلول عام 2030.

والإنسان منذ القرن السادس عشر يتوق إلى إنتاج طاقة لا تلوث الهواء، ولا تدمر الحياة، وتمنع اضطرابات المناخ وليدة انبعاثات الوقود الأحفوري، وأدت إلى فيضانات عارمة وحرائق، لم يشهد لها مثيل منذ عشرات السنين، وحاول العلماء إحلال الطاقة المتجددة كبديل له ولكنهم فشلوا فى توفير طاقة تكفى مستلزمات الأرض بسبب ضآلة إنتاجها، وفى عام 2018 اكتشفوا الهيدروجين الأخضر، وأعلنت وقتها كل دول العالم أن الهيدروجين الأخضر من المنتظر قريبا أن يصبح وقود المستقبل.

ويعتبر الوقود الوحيد الخالي من الكربون نهائيا ويستخرج من مصادر الطاقة المتجددة كالشمس والرياح والمياه، ولا يتحمل طرقا معقدة لاستخراجه مثل مصادر الطاقة الأخرى كالبترول.

وأخذت حكومات عدة دول الأمر بمنتهى الجدية، وشمروا عن سواعدهم فى تهيئة جميع منافذ الحياة فى بلادهم لاستخدام الهيدروجين الأخضر، وتعتبره أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ودول النمور الآسيوية والأفريقية طوق النجاة لوقاية شعوبهم من مخاطر التلوث.

وتتجه هذه الدول نحو إنتاج كميات ضخمة منه، وقد يسفر عن توقعات غير مسبوقة، وأهمها دول كانت تعد فقيرة فى إنتاج الطاقة قريبا سوف تحتل درجات الصدارة فى إنتاج الهيدروجين الأخضر على مستوى العالم، وتعد المغرب من هذه الدول، وتسعى حاليا إلى تصديره.

وبرغم تلك الطموحات والخطوات الجادة مازال هذا النوع من الوقود يواجه كثيرًا من الصعوبات، أولها التكلفة الباهظة فى بداية إنتاجه، والتي تنخفض تدريجيا مع تزايد طلب الأسواق العالمية عليه، وثانيا مشكلة النقل والتخزين، ودائما ما يطمئن الحالمون ببيئة نظيفة أن إنجازات الحاضر محصلة أحلام الماضي.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2