بعد سقوط عصابة التنقيب بـ القوى العاملة.. حكايات كنوز كانوب الأثرية بالإسكندرية

بعد سقوط عصابة التنقيب بـ القوى العاملة.. حكايات كنوز كانوب الأثرية بالإسكندريةمحكمة

حوادث وقضايا30-10-2021 | 23:50

قضت محكمة جنايات الإسكندرية،اليوم السبت، برئاسة المستشار جمال جمعه عقرب رئيس المحكمة وبعضوية كل من المستشار أيمن مصطفي الصحن والمستشار وضاح محمد عبدالسلام والمستشار جلال فتحي أحمد عمار وسكرتير الجنايات سعيد عبد العظيم، بالسجن 3 سنوات لكلا من « ي.س.م»، والسجن عامين للمتهم «م.م.إ»، والسجن سنة لكل من « أ.ع.م»، و« م.س.ح» و« ا.م.ع»، وغرامة 500 ألف جنيه لجميع المتهمين في واقعة التنقيب عن الآثار تحت مبنى مديرية القوى العاملة القديم.

ومن جانبه، فأشار الخبير الاثري «احمد عبد الفتاح »، ان الاحكام التي وقعتها المحكمة على المتهمين ب التنقيب عن الاثار هي احكام رادعة للاخرين وسوف تسبب الرهبة لكل من تسول له نفسه التنقيب عن الاثار.

القبض علي تشكيل عصابي للتنقيب عن الاثار بالإسكندرية:

وتعود تفاصيل الواقعة، عندما عندما تلقي مدير أمن الإسكندرية إخطارا من ضباط مباحث قسم شرطة العطارين يفيد ببلاغ من موظف بالقوي العاملة بقيام المتهمين بالحفر داخل مبني المديرية القديم، وهو مبنى مغلق ومهجور منذ سنوات نظرا لنقل المديرية الى منطقة سموحة، وذلك للبحث عن آثار بدائرة القسم.

وعلي الفور تم الانتقال لمكان البلاغ، حيث كشفت تحريات ضباط قسم شرطة العطارين أنه علي إثر بلاغ من مدير بمديرية القوي العاملة يفيد بوجود حفرة عميقة بمبني المديرية القديم بمنطقة العطارين، تم العثور علي حفرة بعمق 10 أمتار بالبدروم الخاص بالمبني فقام بالإبلاغ.

كشف ملابسات الواقعة:

وبالبحث والتحري، تبين قيام كل من «ي.س م» صاحب ورشة كهرباء و«م.م.إ، عامل بوفية و« أ.ع م»، عاطل و«م.س.ح»، سائق وكذلك « ا.م.ع»، سائق، بالحفر داخل المبني للتنقيب عن الآثار ، وبناء علي القرار الصادر بضبط المتهمين عثر علي معدات وأدوات للحفر داخل ورشة المتهم الأول ، وان المتهمين كانوا يقومون بالدخول الي مبني مديرية القوى العاملة عن طريق النزول من الطابق الاول من ورشة المتهم الأول عن طريق حبل ليقوموا بالحفر في بدروبالإبلاغ.

وتم تحرير محضر بالواقعة وبعرضهما علي النيابة قررت إحالتهم الي محكمة جنايات الإسكندرية التي أصدرت حكمها علي المتهمين.

حكايات الكنوز المدفونة تحت ارض مدينة الإسكندرية الحديثة:

ومن جانبه، فقد أثارت هذه القضية حكايات الكنوز المدفونة تحت ارض مدينة الإسكندرية الحديثة والتي يتواجد تحتها طبقات عدة لعدة مدن وحضارات يونانية ورومانية وإسلامية وفرعونية.

كما اعادت الى الاذهان قصص وحكايات حول محاولات متعددة للتنقيب عن الاثار اسفل المنازل في عدة مناطق بالإسكندرية.

مميزات منطقة كانوب بالإسكندرية:

والجدير بالذكر، أن المنطقة التي قام المتهمين بالتنقيب بها، فهي من أخطر واهم المناطق الأثرية بالإسكندرية وهى ( شارع كانوب ) قلب الحى الملكى في العصر البطلمى والرومانى والذى يسمى حاليا شارع فؤاد وهو أحد أجمل شوارع الإسكندرية والذى تتميز مبانيه بالطراز الايطالى ومازال يحافظ على الطراز المعمارى لمبانيه التي بنيت منذ الاربعينات.

اجمل طراز معمارى في العالم:

855222396

وفازت واجهة احد عماراته بجائزة اجمل طراز معمارى في العالم ويضم الشارع الى جانب العمارات مجموعة من الفيللات والقصور التي تمثل تحفا فنية ومنها مسرح سيد درويش او اوبرا الإسكندرية والتي كانت تسمى تياترو محمد على، ومبنى مديرية القوى العاملة مجاور لمبنى المتحف اليوناني الرومانى والذى يتم تطويره حاليا، وتم العثور اثناء تطويره على حوالى 150 ألف قطعة اثار مدفونة تحت ارض حديقة المتحف، كما ان المبنى مجاور أيضا لمبنى ديوان عام محافظة الإسكندرية القديم والذى تم هدمه بعد احتراقه اثناء احداث 25 يناير.

كانوب مخزن اثار الإسكندرية البطلمية والرومانية :

وعن طبيعة مكان مبنى مديرية القوى العاملة القديم واهميته يقول الخبير الاثرى ومدير عام اثار ومتاحف الإسكندرية الأسبق «احمد عبد الفتاح»، ان المنطقة التي يقع فيها مبنى مديرية القوى العاملة من اخطر وأهم المناطق الاثرية بالإسكندرية البطلمية لانه يقع على شارع (كانوب )القديم، والذي يقع في قلب الحى الملكى في الإسكندرية البطلمية ،وتقع اسفل الإسكندرية الحديثة، وهو مكان بالغ الأهمية.

وصف استرابو لشارع كانون:

يذكر أن المؤرخ «سترابو» وصف هذا المكان حينما زار الاسكندية عام 24 قبل الميلاد ،ووصف المنشآت الموجودة بهذه المنطقة لان شارع كانوب القديم تم تخطيطه من فترة الاسكندر الأكبر حينما دخل الإسكندرية وفى العصور الوسطى تم تسميته (المحاجة الكبرى )، كما كتب عنه والمؤرخ العربى النويرى، فهو مكان بالغ الأهمية واى حفر في اى منطقة حول شارع فؤاد ستخرج اثار فورا.

الأماكن الأثرية بشارع كانوب:

ومن المعروف ان معبد( اله الزراعة ) الرومانى موجود بهذه المنطقة ،وامام المبنى اعلى مكان بمنطقة كوم الدكة وكان عليها معبد (الاله بان) اله الغابات والحدائق ومنطقة كوم الدكة بها أيضا منزل الفنان سيد درويش فهو مكان مهم جدا.

وعن نوعية الاثار الموجودة بالمكان:

قال الخبير« احمد عبد الفتاح»، ان الاثار التي تم العثور عليها بالمتحف هي قطع اثار منقولة، ولكن في هذا الموقع الذى قام المهربون بالحفر فيه هي مبانى كاملة ومعابد ومنشآت رسمية لان المنشآت الرسمية للدولة البطلمية والرومانية كانت في هذا المكان ،وهذا المكان طوال عمره هام جدا حتى في العصور الحديثة ،ومن ينقب في هذا المكان من المؤكد انه ينقب ضمن خطة وليس تنقيب عشوائى، واكيد هناك من خطط لعملية التنقيب ويعلم أهمية المكان".

البحث عن قبر الاسكندر الاكبر:

وعن إمكانية قيام المنقبين بالبحث عن قبر الاسكندر في هذا المكان قال ان هذا احتمال مستبعد لان الاحتمال الأكبر لمكان وجود القبر في منطقة الشلالات ،ولكن من كان ينقب في هذا المكان يبحث عن كنوز اثرية،قطع اثرية ليستطيع بيعها وليس مقبره .

وأضاف الخبير الاثرى« عبد الفتاح»»، انه في المناطق المحيطة بهذا المكان وجد من قبل قطع وكنوز اثرية كثيرة مثل تماثيل رخامية واوانى من الفخار وعملات اثرية لان كنوز الإسكندرية في هذه المنطقة بالغة الأهمية.

وأضاف ان المنطقة تعتبر الحد الجنوبى الغربى للحى الملكى في العصر البطلمى، والمنطقة تضم اثار وكنوز اثرية من كل نوع من تماثيل وعملات من ذهب ومن فضة و تماثيل رخامية او فخارية وكل شيء اثرى يمكن وجوده في هذه المنطقة.

العصور التي تنتمى اليها :

قال انها تنتمى للعصر اليونانى الرومانى والعصر الاسلامى أيضا لان في العصر الاسلامى كانت المنطقة أيضا شارع موجود يسمى المحاجة الكبرى ،والإسكندرية مدينة ترجع الى العصر الفرعونى وليس عصر الاسكندر وكانت تسمى راقودة ،وثبت ان هناك اثار مصرية موجودة بالإسكندرية قبل قدوم الاسكندر للاسكندرية ،وما عثر عليه من اثار الملوك الفراعنة بالإسكندرية القديمة وضواحيها اكثر مما عثر عليه من اثار ملوك البطالمة والرومان ،وكان منها تماثيل وبقايا معمارية اثرية وبقايا منشآت قديمة من الجرانيت.

وطالب الخبير احمد عبد الفتاح بضرورة الحفاظ على مبنى مديرية القوى العامة القديم لأنه مبنى عريق من مباني شارع فؤاد التي تعود الى فترة مجد الإسكندرية وهى فترة اسرة محمد على ،وكونه مهجور في منتهى الخطورة ولابد ان يكون للدولة تواجد في المكان لان البديل للدولة هو اللصوص وقطاع الطرق .

وانا لا أطالب بان تقوم الدولة ب التنقيب عن الاثار بالمنطقة لأننا لا نستطيع التنقيب الا في ارض خالية مثل مبنى المحافظة القديم ولكن أطالب بتدخل الدولة للحفاظ على المبنى.

وعن حدود الإسكندرية البطلمية:

قال ان الحى الملكى يشغل مكان حى وسط الإسكندرية الان وهو ينحصر مابين البحر بمنطقة الشاطبي وحتى استاد الإسكندرية وشرقا حتى شارع سليم حسن عند نادى الاتحاد وغربا حتى شارع الشهداء بمنطقة محطة الرمل .

أضف تعليق

حظر الأونروا .. الطريق نحو تصفية القضية الفلسطينية

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2