ذكرى وفاة مصطفى محمود.. 30 عاما من البحث عن الله و400 حلقة من العلم والإيمان

ذكرى وفاة مصطفى محمود.. 30 عاما من البحث عن الله و400 حلقة من العلم والإيمانالراحل مصطفى محمود

مصر31-10-2021 | 09:54

ولد الدكتور مصطفى محمود غى 27 ديسمبر 1921، ويعد من الأاشراف، حيث ينتهى نسبة الى على زين العابدين ، ودرس الطب وتخرج ةعام 1953، وتخصص فى الامراض الصدرية، ولكنه تفرغ للكتابة والبحث بدءا من عام 1960

30 جنيها أجرة فى الحلقة الواحدة من برنامج العلم والإيمان

يعد برنامج "العلم والإيمان" من العلامات التى لا تنسى فى مسيرة الراحل الكبير ، حيث قدم منه 400 حلقة على شاشات التليفزيون المصري، لكن هذا البرنامج كان نتاج إرهاصات كثيرة من الفلسفة والطب والأدب، وقبل كل ذلك البحث عن الله، والتفكر في حقيقة الحياة والموت، إذ ألف 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والاجتماعية والسياسية، ونسرد في التقرير التالي معلومات عنه.

يروى عن مصطفى محمود أنه عندما عرض على التليفزيون مشروع برنامج العلم والإيمان، وافق التلفاز راصدًا 30 جنيه للحلقة، وبذلك فشل المشروع منذ بدايته، إلا أن أحد رجال الأعمال علم بالموضوع فأنتج البرنامج على نفقته الخاصة، ليصبح من أشهر البرامج التلفازية وأوسعها انتشاراً على الإطلاق، ولا زال الجميع يذكرونه سهرة الإثنين الساعة التاسعة ومقدمة الناي الحزينة في البرنامج وافتتاحية مصطفى محمود (أهلا بيكم)! إلا أنه ككل الأشياء الجميلة كان لا بد من نهاية، فهناك شخص ما أصدر قرارا برفع البرنامج من خريطة البرامج التليفزيونية.

أنشأ مسجده الشهير من عائد أول كتبه

في عام 1979م أنشأ مصطفى محمود مسجدا في القاهرة وهو المعروف باسم "مسجد مصطفى محمود" لكنه يحمل اسم "محمود" باسم والده، حيث اشترى قطعة أرض من عائد أول كتبه "المستحيل"، وأنشأ به الجامع وفيه 3 مراكز طبية ومستشفى وأربع مراصد فلكية وصخور جرانيتية، وفراشات محنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.

الدفاع عن الرسول فى كتاب "محمد"

وفي دفاعه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال في كتابه "محمد": إننا أمام ذات متفردة تماماً، مستوفية أسباب الكمال، جامعة لأقصى الأطراف في كل شئ، فاعلة منفعلة، نشيطة مؤثرة، تصنع بطلاً من كل رجل تلمسه، وكأنما لها أثر السحر في كل ما حولها ثم فيمن بعدها، ثم في التاريخ بطول 14 قرناً، ثم فيما يستجد بعد ذلك من مستقبل إلى آخر الزمان، نحن إذن لسنا أمام إبراهام لنكولن، ولا أمام جيفارا، كما تصور أصحابنا قصار النظر دعاة المادية الجدلية، ودعاة العلمية بلا علمية، نحن لسنا أمام مصلح اجتماعي، ولا أمام ثورة إسبارتاكوس الاجتماعية، لا.. لقد هزلت تلك التشبيهات، بل ظلموا أنفسهم وظلموا نبيهم.. ونقصوه وما قدروه.. بل نحن أمام ذات تسبح وتقدس من أنشأها في الأزل، وبعثها للأبد رحمة للعالمين وصلى عليها في عليائه وتمجد وتبارك في آياته: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، صلوات الله عليك يا محمد، يا رحمة لنا إلى آخر الدهر.

«علقة» من مدرس اللغة العربية كانت وراه انقطاعه عن الدراسة 3 سنوات

بدأ حياته متفوقاً في الدراسة، حتى ضربه مدرس اللغة العربية؛ فغضب وانقطع عن الدراسة لمدة 3 سنوات إلى أن انتقل هذا المدرس إلى مدرسة أخرى فعاد مصطفى محمود لمتابعة الدراسة، وفي منزل والده أنشأ معملاً صغيرًا يصنع فيه الصابون والمبيدات الحشرية ليقتل بها الحشرات، ثم يقوم بتشريحها، وحين التحق بكلية الطب اشتُهر بـ"المشرحجي"، نظرًا لوقوفه طوال اليوم أمام أجساد الموتى، طارحًا التساؤلات حول سر الحياة والموت وما بعدهما.

الرحلة من الشك الى اليقين بالله

تزايد التيار المادي في الستينيات وظهرت الوجودية، لم يكن (مصطفى محمود) بعيدا عن ذلك التيار الذي أحاطه بقوة، حيث نسب إليه قوله عن ذلك: "احتاج الأمر إلى ثلاثين سنة من الغرق في الكتب، وآلاف الليالي من الخلوة والتأمل مع النفس، وتقليب الفكر على كل وجه لأقطع الطرق الشائكة، من الله والإنسان إلى لغز الحياة والموت، إلى ما أكتب اليوم على درب اليقين".

لكن الثابت أنه في فترة شكه لم يلحد فهو لم ينفِ وجود الله بشكل مطلق؛ ولكنه كان عاجزاً عن إدراكه، كان عاجزاً عن التعرف على التصور الصحيح لله، إذ أنهى الثلاثين عاماً بأروع كتبه وأعمقها: حوار مع صديقي الملحد، رحلتي من الشك إلى الإيمان، التوراة، لغز الموت، لغز الحياة، وغيرها.

أزمة الشفاعة

تعرض لأزمات فكرية كثيرة أشهرها أزمة كتاب الشفاعة، أي شفاعة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، في إخراج العصاة من المسلمين من النار وإدخالهم الجنة، عندما قال إن الشفاعة الحقيقية غير التي يروج لها علماء الحديث، وأن الشفاعة بمفهومها المعروف أشبه بنوع من الواسطة والاتكالية على شفاعة النبي محمد وعدم العمل والاجتهاد، أو أنها تعني تغييراً لحكم الله في هؤلاء المذنبين وأن الله الأرحم بعبيده والأعلم بما يستحقونه وهو ما أدى الى مهاجمته، وكانت محنة شديدة أدت به إلى أن يعتزل الكتابة إلا قليلاً، وينقطع عن الناس حتى أصابته جلطة، وفي عام 2003 أصبح يعيش منعزلاً وحيداً.

الرحيل

توفى مصطفى محمود في الساعة السابعة والنصف من صباح السبت 31 أكتوبر 2009، بعد رحلة علاج استمرت عدة أشهر عن عمر ناهز الـ 88 عاماً، وشيعت الجنازة من مسجدهِ بحي المهندسين ولم يحضر التشييع أي من المشاهير أو المسؤولين، ولم تتحدث عنهُ وسائل الإعلام إلا قليلاً مما أدى إلى إحباط أسرته.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2