وجه خبراء ونشطاء وسياسيون في جميع أنحاء العالم، رسالة إلى قادة العالم بينما تستعد الدول للاجتماع في الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كوب 26 في جلاسكو، مفادها أنه لا يمكن للعالم أن ينتظر أكثر من ذلك -فنحن بحاجة إلى إجراءات صارمة لمكافحة أزمة المناخ الآن.
ودعا الخبراء -في حديث خاص لصحيفة الإندبندنت البريطانية نقلته عبر موقعها الإليكتروني اليوم الأحد إلى إبرام اتفاقيات ذات مغزى لخفض الانبعاثات ومعالجة حالة الطوارئ العالمية، والتي تقود بالفعل إلى ظواهر جوية قاسية، فضلا عن ارتفاع لا مفر منه في مستوى سطح البحر؛ ما يسبب ظلما للفئات الأفقر في العالم.
وتطالب عريضة الاندبندنت بهذا الشأن -التي وقع الخبراء عليها- قادة العالم ببذل أقصى ما يمكن من أجل الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وهو الهدف الذي يطمح إليه اتفاق باريس التاريخي، و من جانبه، قال جون كيري المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص للمناخ لصحيفة الإندبندنت يبدأ مؤتمر كوب26هذا العقد الحاسم من الزمان، عندما يخبرنا العلم بأنه يتعين علينا الاختيار بين الانتصار أو المأساة، مضيفا أن "التقاعس سيتسبب في حدوث كارثة مناخية. ولكن إذا عملنا معا، يمكننا تحين الفرص غير العادية المقبلة وخفض الانبعاثات بشكل كبير وتجديد اقتصاداتنا، وفي نهاية المطاف إنقاذ الكوكب الواحد الذي نتشاركه.
وقال وزير الأعمال البريطاني في الظل إد ميليباند إن كوب26 هو لحظة الحقيقة في العالم، وتساءل هل الحكومات جادة بشأن العمل المناخي؟ هل سيخذلنا قادتنا ويخذلون أجيال المستقبل، هل يتفهمون ذلك؟، متابعا اليوم، بلغت درجات الحرارة العالمية بالفعل حوالي 1.2 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة كما أن مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي هي الأعلى منذ مليوني سنة على الأقل، وتظهر الأبحاث أن هذا الارتفاع في درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة كبيرة في الأحداث المناخية القاسية المميتة، بما في ذلك موجة الحر في أمريكا الشمالية هذا الصيف والفيضانات في ألمانيا ، والتي قتلت مئات الأشخاص
ونسبت الصحيفة البريطانية إلى الناشطة المناخية الأوغندية فانيسا ناكاتي قولها: إننا نشهد بالفعل الموت والمعاناة بسبب أزمة المناخ، مشيرة إلى أنه مع توجه قادة العالم إلى المؤتمر، سيواجهون حقيقة أنهم لا يفعلون ما يكفي حاليا لتحقيق أهداف باريس المتمثلة في الحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة دون 2 درجة مئوية بينما يتطلعون إلى الحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية، وكشف تقييم حديث للأمم المتحدة أن أحدث تعهدات البلدان ستقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 7.5 في المائة فقط بحلول عام 2030 مقارنة بالالتزامات السابقة. ولكن كي يحد العالم من زيادة درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، هناك ضرورة إلى خفض بنسبة 55 في المائة.. ودون اتخاذ مزيد من الإجراءات ستسمح هذه التعهدات للعالم بأن ترتفع درجة حرارته بنحو 2.7 درجة مئوية، وفقا للتحليل.