أمل إبراهيم تكتب: كان البخيل عنده دجاجة

أمل إبراهيم تكتب: كان البخيل عنده دجاجةأمل إبراهيم تكتب: كان البخيل عنده دجاجة

* عاجل13-11-2017 | 19:02

شاهدت فيديو لطفل عمره 11 عاما، يتحدث عن مشكلة التعليم فى مصر ويحاول أن يجد حلا، ويتساءل:

 لماذا يكره الأغلبية الدراسة والكتب؟!

ولماذا ينتهى الأمر بكل ما تعلموه فى ورقة الأمتحان كمكب، ثم ينسون كل المعلومات التى كانوا يحفظونها وهم مجبرون دون رغبة؟

ويتساءل الطفل فى دهشة: ماذا تريدون من التلاميذ فى مصر وهل الهدف هو خلق حالة من الغضب بين الصغار  وبين التعليم؟!

الطفل يمسك الكتب ويستعرض المعلومات التى يتم تدريسهم إياها فى التاريخ واللغة العربية وحتى اختيار القصة المقررة، ويقول نحن فى عصر الأنترنت ومن خلال الفيديوهات نتعلم الكثير عن الشمس والقمر وكل ما يدور حولنا ولكنهم فى المدرسة يصرون أن نحفظ نص يقول البخيل عنده دجاجة.. هل يعقل هذا ؟!

الحقيقة أننى عندما كنت تلميذة وطالبة حتى مراحل الجامعة كنت أذاكر دروسى وحدى وأستمتع بالكثير منها وكانت حالات الأعتراض على أى درس تقابل بالعنف من قبل المدرسين فكنا نتجنب النقد وحتى المناقشة التى كانت يعتبرها الكثيرون نوع من عدم التربية يتم السيطرة عليها بكلمة: "اقعد مكانك".

ولكن عندما كنت أساعد أولادى فى مذاكرة دروسهم كنت أجد الكثير من الأمور المعقدة والحشو الذى لا ينفع، وحالهم كحال كثير من الطلاب تنتهى علاقتهم بالمعلومات بموسم الأمتحانات، وكنت أجد أن هناك طرق تعليم مرفوضة ولكن يتم تلقينهم إياها، وهى مثلا إذا وجدت كذا فى الجملة فعلى الفور تكون الإجابة كذا، لايهم أن تفهم المهم أن تمارس الفهلوة.

 وأتذكر أن أبنتى الصغيرة جاءت تسألنى مامعنى كلمة أملاء؟ ، المدرسة قالت هذه الكلمات يجب أن نحفظها لأنها أملاء، وعندما سألتها أن تقرأ الكلمات فوجئت أنها لا تستطيع نطق أى كلمة منها، المهم قمت بالشرح، والنطق، والتحفيظ، وذهبت اليوم التالى لمقابلة المدرسة، وسألتها: لماذا لا تقوم بقراءة الكلمات وشرح معناها قبل أن تطلب منهم الحفظ والأملاء؟ فجاءت إجابتها أن وقت الحصة لا يسمح، ودخلنا فى جدال حول دور البيت وأنها تلتزم بمنهج يجب أن ينتهى فى وقت محدد حتى اتعبتنى المناقشة.

أما أكبر الكوراث التى يتم اتباعها فى مدارس هذه الأيام فهو تقليل حصص الألعاب والموسيقى والرسم والسبب أن المناهج طويلة وتحتاج إلى كل وقت التلميذ، ويحدث هذا فى مراحل تبدأ من الروضة والإبتدائى.

كيف أذن يحب الطفل المدرسة، إذا كانت تمثل له نوعا من العذاب والشقاء يبدأ بحقيبة الهم التى تؤثر على فقرات الظهر، وصولا إلى مدارس بدون لهو، ودورس عقيمة فى عصر الموبايل، والانترنت، وطرق تعليم عفا عليها الزمن ومعلومات لا تغنى ولا تسمن من جوع.

إذا كان هناك طفل عمره 11 عاما خطر على باله فكرة نقد التعليم وطالب بتجديد وتنقية المعلومات، فهل مثل هذا الطفل يمكن أن يقف ليقوم بتسميع ماحفظ من نص "البخيل عنده دجاجة" وهو يسخر من منظومة بأكملها ؟!

    أضف تعليق