أحمد عاطف يكتب: مواقع التواصل و «شير» لكل الناس

أحمد عاطف يكتب: مواقع التواصل و «شير» لكل الناسأحمد عاطف يكتب: مواقع التواصل و «شير» لكل الناس

* عاجل13-11-2017 | 19:55

كلمة "شير" هي احدي المفردات الدارجة والمستخدمة بين أعضاء التواصل الإجتماعي لاسيما الفيس بوك ، وهي تعني المشاركة وتبادل التواصل بكل أشكاله من معلومات وأخبار وصور وفيديوهات، بدون أي حواجز تعوق بلوغها الهدف المنشود سواء زمانية أو مكانية، وذلك بفضل التقدم التكنولوجي الرهيب واللامحدود .

ولعلنا نحن رواد تلك المواقع نري كل يوم الجملة الشهيرة: " شير لكل الناس " بغرض دعوة أحد المشتركين لأصدقاءه لنشر نشاط اتصالي كصورة، أو فيديو، أو تعليق، أو حتي خبر، ولكن رغم سهولة وبساطة الأمر بالنسبة لنا في سرعة نقل البيانات، وبأقل مجهود علي الشبكة العنكبوتية، إلا أن الأمر جد خطير، وبصفة خاصة عندما يتعلق بطمس هويتنا الأصيلة والذكية التي كانت ترتكز عند أجدادنا علي التروي، والرصانة، وبلوغ عين اليقين، قبل التفاعل مع الأحداث المحيطة، فبالرغم من أن هذا الجيل كان لا يملك تكنولوجيا حديثة مثلما نملك نحن الآن، وكانت الأداة الأبرز هي التواصل اللفظي باللسان، إلا أن تلك الأداة كانت تعمل بالحكمة والعفة واللين لا التفاهه والسفة والغلظة .

والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة عزيزي القارئ هو:

هل تعرف هوية الراسل الأول الذي شاركك وغيرك " البوست " ؟!

وهل تعرف أيضا أن الراسل نفسه هو في حقيقة الأمر قد يكون مجرد مرسل إليه لعب دور " الأمعة " وشاركك صورة لا تليق إلا من وجهه نظره، أو معلومة مغلوطة أو حقيقة مطموسة أو خبر عار تماما من الصحة، وطلب منك أن تشارك أصدقاءك بالتبعية؟

وهل تعلم أنه اقتنع بطريقة الإيحاء أنه خفيف الظل بنشر تلك الصورة أو أنه يفيد متابعيه بمشاركاته المشكوك في أمرها ومصدرها ؟.

المشكلة الحقيقية من وجهه نظري ليست في الشباب المراهق، أو الكبار ، بل المصيبة تكمن في جيل يسلم جيل من الأطفال المولعين بالتكنولوجيا الحديثة وبمواقع التواصل الإجتماعي المختلفة والذين يتبعون نفس الطريقة التي تعلموها من البالغين بتبادل تلك الصور المختلفة من أشكال السموم الثقافية والفكرية المدمرة .

الحل في رأيي هو سلوكي توعوي وتربوي يجب أن يؤسس له منذ فترة الحضانة، والتي يحتضن فيها فلذات أكبادنا للخبرات المنقولة عن الكبار .

ويحضرني هنا أهمية تطبيق منظومة "التوكاتسو" اليابانية المرتكزة في الأساس علي توطين السلوكيات الفعالة والبناءة منذ الصغر في المواطن، والتي تعمل علي تعميمها ونشرها وزارة التربية والتعليم ، وذلك بعد تجهيز جميع المدارس المستهدفة بالتجربة علي مستوي الجمهورية لاستقبال نموذج مختلف من أطفالنا شباب المستقبل، ورجاله، لتأصيل روح التعاون والمشاركة الفعالة والقدرة علي تحديد الأولويات ورصد المخاطر المحيطة بدقة وكيفية التعامل، معها ودحض كل المحاولات المستمرة لطمس الهوية العربية.

 وهنا أجدني مقتنع أشد الإقتناع بالضرورة الملحة لتطبيق نموذج أبناء الساموراي علي الفراعنة وصولا لمواطنين مختلفين لاسيما سلوكيا وثقافيا وإنتاجيا .

    أضف تعليق

    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2