تسبب الارتفاع المفاجئ في مستوى المخزونات النفطية الأمريكية في تسجيل أسعار النفط الخام أولى خسارة لها في ثمانية أسابيع، في الوقت الذي تجددت فيه إصابات كورونا في أوروبا والصين وبعض دول العالم؛ ما أسهم في عودة المخاوف من تباطؤ وتيرة تعافي الطلب العالمي على النفط الخام والوقود.
وهبط كل من خامي برنت والأمريكي بنحو 1 في المائة على أساس أسبوعي بعد عشرة أسابيع من المكاسب المتلاحقة للخام الأمريكي وثمانية أسابيع من صعود خام برنت، بينما تستعد منظمة "أوبك" وحلفاؤها " أوبك +" لعقد اجتماع وزاري، الخميس المقبل، لتحديد مستويات الإنتاج ديسمبر المقبل، وسط تكهنات قوية بالإبقاء على الزيادة الشهرية المحدودة وقدرها 400 ألف برميل يوميا.
وفي هذا الإطار، أكد تقرير لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أهمية النفط الخام والغاز الطبيعي للاقتصاد العالمي، وفي تلبية الطلب الحالي والمستقبلي على الطاقة، مشيرا إلى أن كلتا السلعتين ستشكلان نحو نصف إجمالي مزيج الطاقة العالمي في العقود المقبلة.
وأوضح التقرير الصادر عن - نتائج الاجتماع الثاني رفيع المستوى لحوار الطاقة بين "أوبك" ومجلس التعاون الاقتصادي العالمي المنعقد بالفيديو قبل يومين - أن يوري سينتيورين؛ الأمين العام لمنتدى التعاون الاقتصادي العالمي، أكد أنه يمكن لمنظمة "أوبك" ومجلس التعاون الاقتصادي العالمي معا، الاعتماد على كفاءات كل منهما لضمان تعافي الاقتصاد العالمي بعد الدمار الذي خلفه فيروس كورونا، مشددا على أن إمدادات الطاقة الموثوقة والآمنة تخدم البشرية بشكل لم يسبق له مثيل.
وأشار نقلا عن أمين عام المنتدى، قوله إنه على الرغم من الاختزالية السائدة وثقافة الإلغاء يطمح منتدى التعاون الاقتصادي العالمي جنبا إلى جنب مع أصحاب المصلحة، مثل "أوبك"، إلى تقديم خريطة طريق متوازنة لانتقال الطاقة إلى المجتمع الدولي لإجراء مناقشة بناءة وغنية بالمعلومات.
ولفت إلى تشديد محمد باركيندو؛ الأمين العام لمنظمة "أوبك"، على أهمية الحوار الجاري مع المنتدى العالمي للطاقة المتجددة، مشيرا إلى أنه من الأهمية لمنظمتين تعملان كمصدرين حيويين للطاقة، التعاون بشكل منتظم وتبادل وجهات النظر حول القضايا الملحة لمصلحة استقرار واستدامة الطاقة العالمية.
ونقل التقرير عن باركيندو؛ قوله إن الروابط التي تجمع منظماتنا معا أعمق بكثير من الجيولوجيا التي ربطت بين النفط والغاز منذ بداية التاريخ، مضيفا أنه اليوم من الأهمية أن تستمر منظمات مثل "أوبك" ومنتدى التعاون الاقتصادي في العمل جنبا إلى جنب لضمان بقائنا في وضع قوي لتوفير إمدادات طاقة آمنة ومستقرة ومستدامة.
وذكر باركيندو - بحسب التقرير - أن النفط والغاز لهما دور مهم يلعبانه في تحول الطاقة ويدعمان الحاجة إلى تعزيز كفاءة الإنتاج وتبني الابتكار، لذلك من المهم أن نكون على دراية بمخاطر عدم الاستثمار بشكل كاف في مستقبل صناعات النفط والغاز.
وأضاف التقرير أن المنظمتين تعملان بشكل متزايد على تحسين دقة تدفق البيانات والتحليل وتعزيز تبادل المعلومات والخبرات كما تسهم كلتا المنظمتين حاليا في المنشورات الرئيسة لبعضهما بعضا – سواء توقعات النفط العالمية أو توقعات الغاز العالمي في 2050 - على أساس متبادل، مشيرا إلى أنه اعتبارا من 2022 فصاعدا سيتم توسيع هذه الممارسة لتشمل التحليل القصير والمتوسط لتطور أسواق النفط والغاز العالمية.
وذكر أن الاجتماع بين "أوبك" ومنتدى التعاون الاقتصادي الدولي استعرض نتائج المناقشات الدولية الرئيسة حول مستقبل الطاقة والبيئة، مثل الاجتماع الوزاري لمجموعة العشرين بشأن البيئة والمناخ والطاقة وحوار الأمم المتحدة رفيع المستوى حول الطاقة والشرق الأوسط وقمة مبادرة الشرق الأخضر، إضافة إلى الموضوعات المتعلقة باجتماع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP26.
ولفت التقرير إلى أن المناقشات بين المنظمتين أقرت بإمكانية تعزيز التعاون مع بعض الدول غير الأعضاء في "أوبك" المشاركة في إعلان وميثاق التعاون، مشيرا إلى الاتفاق على عقد الاجتماع رفيع المستوى المقبل لحوار الطاقة بين "أوبك" ومجلس التعاون الاقتصادي في 2022 في فيينا. ومن جانب آخر، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أن مجموعة " أوبك +" تتوقع أن تظهر سوق النفط الخام عجزا قدره 300 ألف برميل فقط يوميا في الربع الرابع من العام الجاري بانخفاض عن التوقعات الأولية بعجز قدره 1.1 مليون برميل يوميا.
وأضاف التقرير أن اللجنة الفنية المشتركة التابعة لمجموعة " أوبك +" خفضت بشكل كبير توقعات عجز السوق في اجتماعها الخميس الماضي، بعد مراجعة أحدث البيانات حول الطلب العالمي على النفط.
ونوه إلى مراقبة اللجنة الفنية للوضع في السوق، حيث تجتمع قبل كل اجتماع وزاري لـ " أوبك +"، حيث من المقرر أن يجتمع الوزراء في 4 نوفمبر المقبل؛ لمناقشة كيفية المضي قدما في تخفيف التخفيضات الجماعية للإنتاج.
وأشار إلى أن انخفاض العجز المتوقع في الإمدادات يبرر استمرار النهج الحذر للمجموعة في إضافة العرض إلى السوق، موضحا أنه منذ أغسطس الماضي خففت " أوبك +" التخفيضات بمقدار 400 ألف برميل يوميا في كل شهر حتى نوفمبر المقبل، وذلك على الرغم من الدعوات من الدول المستهلكة للنفط - بما في ذلك الولايات المتحدة - لتعزيز الإمدادات وترويض ارتفاع أسعار النفط. ولفت إلى أنه يتعين على المشاركين في السوق النظر إلى ما بعد الربع الأخير من هذا العام مشيرين إلى حاجة المنتجين إلى تبني النهج الحذر في تعديلات إنتاج النفط على الرغم من ارتفاع الأسعار.
من ناحية أخرى، وفيما يخص أسعار النفط الخام في ختام الأسبوع الماضي، صعدت أسعار النفط، لكنها سجلت أولى خسائر أسبوعية فيما لا يقل عن ثمانية أسابيع بعد ارتفاع المخزونات الأمريكية أكثر من المتوقع، وإشارة إيران إلى أنها ستستأنف المحادثات مع القوى الغربية؛ ما قد يؤدي إلى إنهاء العقوبات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 19 سنتا، بما يعادل 0.2 في المائة، إلى 84.51 دولار للبرميل في التعاملات الآسيوية، في حين ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتين إلى 82.83 دولار للبرميل. من جانبه، قال محللون في "فيتش سوليوشنز" في مذكرة أسبوعية، الجمعة، "اقترب الصعود على الأرجح من ذروته والأسعار، التي ما زالت مرتفعة، ستنخفض في الأجل القريب".
والخامان تراجعا 1 في المائة خلال الأسبوع، في أول هبوط أسبوعي في عشرة أسابيع للخام الأمريكي، والأول في ثمانية أسابيع لخام برنت.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الأربعاء، ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة أكثر بكثير مما كان متوقعا في الأسبوع المنتهي في 22 أكتوبر.
وتتجه كل الأنظار إلى الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا وحلفاؤهما، أو مجموعة " أوبك +"، في الرابع من نوفمبر. ويتوقع محللون أن يتمسك التكتل بخطته لإضافة 400 ألف برميل يوميا إلى المعروض شهريا حتى أبريل 2022.
من جانب آخر، ذكر تقرير "بيكر هيوز" عن أنشطة الحفر الأمريكية لهذا الأسبوع، أن عدد منصات النفط والغاز في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار منصتين هذا الأسبوع، بينما يبلغ إجمالي عدد الحفارات الآن 544، بزيادة 248 عن هذا الوقت من العام الماضي، لكن لا تزال أقل من 790 منصة نشطة مقارنة مارس 2020.
ولفت التقرير إلى ارتفاع عدد منصات النفط الأمريكية هذا الأسبوع إلى 444 - بزيادة منصة واحدة - بعد الخسارة الأولى في سبعة أسابيع في الأسبوع السابق، كما زاد عدد منصات الغاز بمقدار منصة واحدة، بينما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها.