تقبل موت عزيز.. كيف تتجاوز النفس البشرية تلك المحنة ؟

تقبل موت عزيز.. كيف تتجاوز النفس البشرية تلك المحنة ؟تقبل موت عزيز ..كيف تتجاوز النفس البشرية تلك المحنة ؟

منوعات1-11-2021 | 02:42

بمناسبة كثرة حالات الوفيات وكذلك التركيز عليها على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشر كل الأخبار عليه بنوعيها حزينة أو سعيدة زادت حالة الهلع من الموت لدى الكثير من الأشخاص، والسؤال هنا
ماذا يحدث للنفس البشرية عندما تحدث حالة وفاة قريب أو صديق؟

يجيب على هذا السؤال، الأستاذ الدكتور على النبوى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر: تحدث ردود فعل تدل على نضج أو عدم نضج الشخصية، ولنبدأ برد فعل صغار السن، فالأطفال عادة لا يعرفون الحُزن، لأنهم لم يتعلموا مشاعر الحزن، لذلك يفزعون ويدخلون في حالة الصراخ والبكاء عندما تصرخ النساء ويبكي الرجال وقت الوفاة، ولا يعرف الأطفال لماذا يبكون، و لو هدأ الجميع لهدأ الأطفال؛ فالأطفال مرآة لما يحدث حولهم.

وتابع: أما الكبار فإنهم يبكون لأسباب عديدة، منها رمزية ومعنى الفقد، وهو من أقسى المشاعر الصعبة على النفس. والفقد هو أحد الديناميات لتفسير حدوث الاكتئاب. أو يكون البكاء والحزن من قبيل استدماج المشاعر، وهو الاحساس بقرب الموت مثلما مات هذا العزيز، أو يكون البكاء من قبيل الشعور بالذنب نحو الميت والتقصير في معاملته أو زيارته أثناء حياته أو علاجه.

وأضاف: وغالبا ما يكون البكاء بسبب الضغط المجتمعي وقت الحزن؛ فالبكاء حالة مُعدية، كما أن الضحك حالة معدية. وقد تعتبر الوفاة وأحداثها الضاغطة عاملا مرسبا لحدوث أمراض واضطرابات نفسية أخرى مثل الاكتئاب أو الذهان. لذلك لزم التوعية بخطوات التعافي بعد حدوث الوفاة. علينا أن نشجع على التعبير عن المشاعر، ويستنكر دكتور على ، ما يفعله كثير من الناس عندما يرون ابن المتوفى يبكي حزنا على فراق أبيه ليقولون له: "متعيطش..عيب..خليك راجل "، وهذا كلام خاطيء.

اردف: أن كل شخص يعبر عن مشاكله على قدر نمط شخصيته، فمثلا بعد وفاة الأب يهتم السيكوباتي بفتح خزينة الأب والاستيلاء على الأوراق المهمة بدون علم إخوته، ويهتم الاستعراضي بإعلان نعي الوفاة في الجرائد وعمل مأتم كبير يحييه كبار المقرئين، وقد يمرض أحد الأبناء بالاكتئاب.

وأشار النبوى، إلى أن هناك فى العيادات النفسية حالات كثيرة من مرضى (كرب ما بعد الصدمة)، وهذا بسبب حضوره وقت الغُسل والجنازة، لذلك ننصح بألا يحضر الغُسل من لا تتحمل أعصابه هذا الموقف.
كذلك لحظة إدخال الميت للقبر، فهي أيضا تصيب بعض الأشخاص باضطرابات القلق ، لذلك فالعلاج بالوقاية هو خير سبيل. والوازع الديني يكون بمثابة درع واقي ضد كثير الأمراض النفسية التي يمر بها الفرد، وكلمات الدين التي تقال وقت الوفاة تهدىء كثيرا من روع المنهارين.

أضف تعليق