شهد اللواء حسن الألفي، وزير الداخلية الأسبق، عديد الأحداث التي أثرت في تاريخ مصر، وكذلك معاصرته شخصيات مثلت لغزا محيرا بالنسبة للرأي العام، ما يجعل رحيله "خروج عن الصمت"، الذي التزم به عقب خروجه من السلطة.
اللواء الراحل خامس وزير للداخلية في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، وضمن المُصادفات أن الفنان الراحل سمير غانم كان من ضمن أفراد دفعة اللواء حسن الألفي، وأنه لم تجمعه به أية علاقة صداقة، رغم مكوثه داخل الكلية عامين كاملين.
وارتكزت أفكار الألفي على ضرورة مُكافحة التنظيمات الإرهابية ودحض كل الأفكار والمعتقدات التي ترسخها في عقول كل من يواليهم، فيما رأى دومًا أنه على العالم ملاحظة انتشار الجريمة الإرهابية والاعتراف بها، حيث طالب في لقاء تلفزيوني له حينما كان وزيرًا للداخلية المجتمع الدولي أن يتعامل مع الإرهابيين كمنظمات تخريبية وليست فكرية، وعلى دول العالم تسليم الإرهابيين تحت مظلة الأمم المتحدة.
واللواء الألفي، الذي توفي منذ قليل عن عمر ناهز 85 عامًا ويشيع جثمانه اليوم الخميس من مسجد الشرطة بالتجمع الأول، شغل منصب وزير الداخلية خلال الفترة من 18 أبريل 1993 إلى 18 نوفمبر 1997 خلفًا للواء محمد عبد الحليم موسى، وحقق نجاحات كبيرة في القضاء على الإرهاب.
ولد الوزير الراحل يوم 3 مارس 1936 بمحافظة الشرقية، والتحق بكلية الشرطة بعد إتمام الدراسة الثانوية، وتخرج منها، وعمل في مختلف قطاعات وزارة الداخلية، وتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل لرتبة اللواء وكان حينها في إدارة الأموال العامة، وعُين محافظا لأسيوط، ثم محافظا لسوهاج.
ويوم 18 أبريل 1993 أدى اللواء حسن الألفي اليمين الدستورية، وزيرا للداخلية، خلفا للواء محمد عبد الحليم موسى، وجاء ترتيبه الخامس في قائمة وزراء الداخلية، الذين تولوا حقيبة الوزارة، في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، ووضع خطة أمنية محكمة لفرض الأمن واقتلاع الإرهاب من جذوره، وأعلن تقديم الإرهابيين المقبوض عليهم للمحاكمات أمام القضاء.
وبعد توليه منصبه بعدة أشهر، فجّر إرهابي سترته الناسفة بالتزامن مع مرور موكب الوزير الأسبق بالقرب من الجامعة الأمريكية في التحرير، إلا أن القدر كتب له النجاة، بينما تمكن طاقم الحراسة من القضاء على العنصر التكفيري وإعلان فشل المحاولة.
وفي ظهر يوم 17 نوفمبر 1997، حين هاجم 6 عناصر مسلحة، فوجا للسائحين ورجال الشرطة، بالدير البحري في محافظة الأقصر، مما أدى لمقتل أكثر من 50 سائحا، ويومها أعلن مبارك إقالة الألفي من منصبه، ليبتعد الرجل عن الأضواء، حتى رحل أمس الأربعاء، وهو في عمر الـ85 من عمره.