جمع الأشلاء والفشل حصاد الاحتلال الأمريكي

جمع الأشلاء والفشل حصاد الاحتلال الأمريكيحسين خيرى

الرأى6-11-2021 | 10:31

تفجيرات الشوارع وأعمال العنف والصراعات الطائفية كوارث لابد من التسليم بحدوثها عقب خروج القوات الأمريكية من أي بلد احتلتها، وتؤدى بالضرورة إلى خلق فوضى وانتشار الفقر فى أنحاء البلاد، وحكوماتها لا يكتب لها الاستمرار، والسؤال كيف لها العمل فى مناخ سياسي مشبع بالنزاعات؟

وتاريخ دول أمريكا اللاتينية يقر بعدم استقرارها شاهد على ذلك، بسبب نهج الولايات المتحدة الأمريكية فرض هيمنتها عليها، وتعتبرها الحديقة الخلفية لها، ولذا لم تنعم دولها بالاستقرار لفترات طويلة، وبين وقت وآخر تشهد خلافات حادة، وتتعثر مؤسساتها فى القيام بنشاطها السياسي.

وكوبا فى مقدمة البلاد التي احتلتها واشنطن فى القارة اللاتينية عام 1898، ومازالت تتجرع مرارة الإخفاقات والتدهور فى جميع أحوالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واحتلت نيكاراجوا فى 1912 وخرجت منها فى عام 1933، وخلفت وراءها حروبا أهلية دموية دامت عدة سنوات، وفنزويلا كانت تمر بشبه استقرار، وما لبث واشتعل فيها الصراع، وحاولت أمريكا فى الآونة الأخيرة الإطاحة برئيسها تشافيز.

و"جون كوتسووف" الخبير الأمريكي المتخصص فى شئون أمريكا اللاتينية ذكر فى مقال له: أن الجنود الأمريكيين وعملاء مخابرات الـ CIA يمارسون دورا كبيرا فى التدخلات الأمريكية المباشرة داخل دول القارة اللاتينية.

وعلى الجانب الآخر، أسقطت حرب فيتنام أربعة ملايين شخص، ولم يكتب لها النهوض منذ خروج الأمريكان، ولم تستطع التحول إلى نمر اقتصادي مثل جيرانها الآسيويين، وذاكرة التاريخ لا تنسي أيضا ما آلت إليه الصومال فى العقود الأخيرة، ويعود بداية انهيار أوضاعها إلى التدخل العسكري الأمريكي فى شئونها الداخلية.

ونشرت شبكة "سي إن إن" تقريرا حديثا يضم شهادات تدمي لها القلوب عن سوء واقع عائلات أفغانية، دفع الفقر بها إلى بيع فتياتها الصغيرات لرجال كبار فى العمر، حتي يتمكنوا من توفير المال القليل لإعالة بقية أولادهم.

واعترفت أسر أفغانية أنها كانت تعيش على المساعدات الإنسانية أثناء الأحتلال الأمريكي، والآن تضاءلت هذه المساعدات منذ تولي طالبان الحكم، وبمعنى آخر أن أفغانستان حتى فى فترة حكم واشنطن لا يشعر أهلها بالوفرة فى العيش أو بحد الكفاف.

وحذرت رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية من امتداد فترة بقاء أفغانستان بدون مساعدات إنسانية، وخلال كتابة هذه السطور الأفغان يجمعون أشلاء ضحايا انفجار المستشفى العسكري بكابول.

والمشاهد المؤسفة المتعاقبة فى العراق الشقيق الحبيب من آثار زلزال حرب الخليج، ولو كانت هناك هيئة دولية منصفة لألزمت الولايات المتحدة بدفع عشرات المليارات من الدولارات كتعويض للعراق، وأحدث صورة لأحزان العراق نزوح المئات جراء العنف الطائفى فى شرق العراق.

ويبدو أن ما خلفته الحروب الأمريكية حول ربوع الكرة الأرضية وخاصة فى الشرق الأوسط من فشل متكرر لحكومات البلاد التي كانت تحتلها، لن يكون أمرا محتوما أو واقعا لا مفر منه، إذا أصرت شعوبها وقيادتها على التحرر والتقدم، وحينها تستطيع كسر هذا الطوق الأمريكي من التدخلات الدائمة، وإعادة الانتخابات من الخطوات الأولى تجاه عراق جديدة مستقرة، نأمل رؤيتها فى القريب العاجل.

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء (2)

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2