الوعي.. سلاحنا

الوعي.. سلاحنادكتور يحيى هاشم

الرأى7-11-2021 | 09:17

يشهد العالم تطورا هائلا و سريعا في آليات هدم و تفكيك المجتمعات التي تستهدف العقول و تستخدم الكلمات بدلا من الطلقات و تبرع في رسم الصور الذهنية الزائفة ذات القدرة على خلق رأي عام مجتمعي يحقق أهداف أصحابه و يحقق مصالحهم في تفكيك المجتمعات و هدمها ذاتيا دون أي تدخل و بمنتهى السهولة لذا وجب علينا أن نتفهم قواعد اللعبة الجديدة ليكون لدينا سلاح يتناسب مع آلة الحرب الجديدة التي فرضت علينا لكي نكون قادرون على التصدي لها بالوعي.

فهناك قاعدة أساسية يجب علينا أن نتعلمها أولا إذا أردنا أن نصنع الوعي المجتمعي ألا و هي ترسيخ مفهوم الدولة لدى المجتمع و ترسيخ مفهوم أجهزة الدولة و الأدوار التي يجب أن يقوم بها كل منها من أجل المواطنين و علينا أن ندرك جيدا أن من يخططون لهدم و تفكيك المجتمعات يوجهون ضرباتهم للمجتمع من خلال نقطة الضعف هذه التي تقوم على عدم الفهم الصحيح لهذه المفاهيم .

فنجد دائما الرئيس عبد الفتاح السيسي في كافة اللقاءات يؤكد على ضرورة صناعة الوعي المجتمعي ليكون المجتمع المصري مستعدا لمواجهة كافة التحديات الحالية و المستقبلية كما يؤكد سيادته أيضا على ضرورة أن يقوم الإعلام بشرح و تبسيط ما يحدث في مصر من مشروعات و قرارات و إنجازات لكافة المواطنين بشكل بسيط يحقق لهم الفهم السليم لما يحدث على أرض الواقع و مدى إستفادتهم كمواطنين من كل ما يتم أمامهم من واقع ملموس يعود عليهم بتحسين نوعية الحياة لينعم المجتمع بالحياة الكريمة .

وعلى المجتمع أن يعلم جيدا مدى الإرتباط القوي بين الوعي و الأمن القومي الإجتماعي فكلاهما وجهان لعملة واحدة فإذا إستطعنا أن نخلق في المجتمع ثقافة الوعي إستطعنا بسهولة أن ننعم بالأمن القومي الإجتماعي الذي يحقق الإستقرار و الرضا بين المواطنين و يدعم التنمية و يحفز المجتمع على التنمية بالمشاركة لنتشارك جميعا بكل حب في بناء مستقبل هذا الوطن العظيم مصر أم الدنيا كلها .

إن نجاح مشروع صناعة الوعي المجتمعي في مصر يحتاج إلى تحقيق الإستثمار الأمثل من كل عناصر القوة المتوفرة لدينا لكي نستطيع أن نصل بالفكرة إلى كل مواطن على أرض مصر فهناك أدوار عديدة يجب أن تقوم بها جهات عديدة و منها وزارة الثقافة التي تمتلك كل مقومات و آليات تشكيل الوجدان و خلق الثقافة المجتمعية من خلال كافة الجهات التي تتبعها من قصور الثقافة العامة و قصر ثقافة الطفل و مركز الموهوبين في الاوبرا و الهيئة العامة للكتاب و غيرها من الجهات التي تستطيع أن تصل لكل مواطن بالرسائل التي نحتاج إلى غرسها في المجتمع مستعينين أيضا بوزارة الإتصالات و ما لديها من آليات تكنولوجية حديثة تتمكن من النفاذ إلى عامة الجماهير مع تنوع مستوياتهم التعليمية و الثقافية ممن يستخدمون وسائل التواصل الإجتماعي الحديثة التي تكاد أن تصل إلى كل بيت في مصر .

كما يجب على الإعلام أن يبذل جهدا كبيرا في رسم الصورة الذهنية السليمة عن كل ما تقوم به الدولة المصرية على مختلف الأصعدة من أجل كل مواطن على أرض مصر حتى تكون المعلومات لدى المجتمع واضحة و صحيحة و لا تحتمل التشكيك لنرسخ مفهوم الدولة و مؤسساتها في المجتمع .

إن الحفاظ على الوطن و دعم الدولة المصرية و مؤسساتها في مواجهة تحديات الحاضر و مخاطر المستقبل هو بمثابة واجب وطني علينا جميعا أن نقوم به تجاة هذا الوطن متسلحين بالوعي و الولاء و الإنتماء و الإخلاص في العمل لكي تحيا مصر عظيمة قوية لا تنكسر أبدا و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2