رفعت الصين إنتاجها اليومي من الفحم إلى مستوى مرتفع جديد على أساس سنوي عند 11.88 مليون طن بعد جهود منسقة لتخفيف حدة النقص في الإمدادات مع اقتراب فصل الشتاء.
ووفقا لـ"رويترز"، أكد الجهاز المعني بالتخطيط الاقتصادي في الصين أمس، أن الإنتاج قد يشهد مزيدا من الارتفاع.
وكان استهلاك العملاق الآسيوي للفحم، وهو من أكبر ملوثات البيئة، محط تدقيق خلال الأيام الماضية مع اجتماع دول في جلاسكو لمناقشة مزيد من الإجراءات اللازمة للحد من الاحتباس الحراري.
وتتعهد بكين، أكبر مستهلك للفحم في العالم وأيضا أكبر مصدري انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بتقليص استخدام الفحم، لكن فقط بعد 2025.
وقالت اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح أمس الأول "وفقا لاتجاهات زيادة الإنتاج حاليا، من المتوقع أن يتجاوز معدل الإنتاج اليومي قريبا 12 مليون طن".
وأضافت أن "الإنتاج المسجل الخميس البالغ 11.88 مليون طن ينطوي على زيادة عن إنتاج اليوم السابق البالغ 11.2 مليون".
وقالت "إن الإنتاج اليومي في أكبر مناطق منتجة للفحم في شانشي ومنغوليا الداخلية ارتفع 220 ألف طن و420 ألف طن على الترتيب، مقارنة بأكتوبر".
وأوضحت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية "شينخوا" أمس، أن منغوليا الداخلية "لم تدخر جهدا لزيادة طاقة الإنتاج والنقل"، في الوقت الذي تسلم فيه شركات في الأقاليم شحنات كبيرة إلى ميناء الفحم الرئيس في تشنهوانجداو بأسعار مخفضة في محاولة لتحقيق استقرار في السوق.
رفعت الصين إنتاج الفحم لكبح ارتفاع الأسعار في الوقت الذي تحاول فيه ضمان مخزونات شتوية كافية لمحطات الطاقة ومزودي خدمات التدفئة.
وألقي باللوم في أزمة طاقة شديدة في أكتوبر على زيادة الطلب واضطراب في الإمدادات ونظام السعر الثابت الذي جعل من المستحيل على شركات توليد الكهرباء تحميل الزيادة في التكاليف على المستهلكين.
واستمر سعر مخصصات انبعاثات الكربون في الصين في التراجع بصورة ضعيفة، حتى بعد الإشارات الجديدة إلى أن الدولة تعتزم تحقيق أهدافها للحد من الانبعاثات، بحسب ما ذكرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء.
وأغلقت مخصصات الانبعاثات أمس الأول، بتراجع 0.2 في المائة، ليصل إلى 42.33 يوان "6.62 دولار" للطن، بحسب ما ذكرته "الوكالة الوطنية لتجارة انبعاثات الكربون" في بيان لها. وانخفض السعر 0.1 في المائة إلى 42.40 يوان أمس الأول. والصين ما زالت ملتزمة بتحقيق أهداف ذروة انبعاثات الغازات الدفيئة قبل 2030، والوصول إلى صافي انبعاثات صفري بحلول 2060.
وتتربع الصين على قائمة الدول التي تنتج كميات كبيرة من الغازات الدفيئة الضارة بالمناخ، ولا توجد أي دولة أخرى تضاهيها في ذلك. إلى ذلك، أظهرت دراسة نشرت أن انبعاثات الكربون العالمية ارتفعت مقتربة من مستوياتها قبل جائحة فيروس كورونا.
وقال بيير فردلينجستاين الباحث في جامعة إكستر والمعد الرئيس للدراسة "كنا نتوقع ارتفاعا، ما أدهشنا هو كثافة وسرعة هذا الارتفاع". وانخفضت الانبعاثات في 2020 إلى مستوى قياسي بلغ 1.9 مليار طن أي بنسبة 5.4 في المائة، مع حالات الإغلاق وتوقف النشاط الاقتصادي.