كوكب الأرض تحول إلى صفيح ساخن، و تغير المناخ ليس وليد اللحظة، بل يرجع إلى قرنين من الزمان، مع الثورة الصناعية. والتداعيات الخطيرة التى تسببها ظاهرة الاحتباس الحرارى، كانت وراء حضور 120 من قادة العالم قمة المناخ، فالإنتاج الغذائي مهدد، والأعاصير والفيضانات والجفاف وموجات الحر، ستقضى على الأخضر واليابس، وهناك مدن ستختفى تحت أمواج البحار.
فى تصوري أن الدول الكبرى مسئولة عن هذه الجريمة فى حق الطبيعية والبشرية، والتي تدفع فاتورة تقدمها –للأسف- الدول النامية، لاسيما القارة الإفريقية، فالصين وأمريكا ودول الاتحاد الأوروبي تتصدر قائمة أكثر 10 دول تلوثا عالميا، بنسبة 46%.
اتفاقية باريس التى وقعتها 194 دولة، ذهبت بنودها أدراج الرياح والأعاصير، ولم تتحقق زيادة إنتاج الطاقة المتجددة، أو التشجيع على الاقتصاد الأخضر، ولا مساعدة الدول النامية بـ100 مليار دولار، فضلا عن إخفاق قمة مجموعة العشرين فى تحديد جدول زمني للتخلص من الفحم.
ولعل كلمات الرئيس السيسي أمام قمة جلاسكو، كانت كاشفة فيما يتعلق بتوزيع المسئوليات والواجبات، فالدول الصناعية عليها واجب أخلاقى للحد من خطورة الظاهرة، كما أن الدول النامية تعانى من تداعيات التغيرات المناخية ومساعدتها ليس مجال نقاش.
أعتقد أن الدول النامية فى حاجة إلى تكتل أكثر تأثيرا، ولعل مصر هي المرشحة لقيادته، واختيارها لاستضافة هذا الحدث العالمي العام المقبل، دليل على نجاح التجربة المصرية فى الطاقة الخضراء والاعتماد على مصادر متجددة.
أزمة التغير المناخي لن ينجو منها أحد، والكوارث لا تفرق بين غنى وفقير، والوصول إلى صفر انبعاثات، حلم عالمى، والمطلوب أن يركب الجميع سفينة النجاة، وأولها الدول الكبرى «ملوثو الأرض».