أكد د. عباس شراقى أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة أن سد النهضة الإثيوبى بدأ منذ 11 عام، وهو أكذوبة انطلت على الشعب الإثيوبى روجتها حكومة أثيوبيا وقتها برئاسة الرئيس السابق مياليس زيناوى، بغرض تحقيق زعامة وهمية، وقد استمر البناء طوال هذا الوقت مستغلين أحداث مرت بها مصر والسودان بعد ثورة يناير فى مصر وخضوع الحكومة السودانية برئاسة الرئيس السابق عمر البشير، والهدف الوحيد المعلن من قبل الحكومة الإثيوبية توليد الكهرباء، وبذلك لا تكون هناك جدوى اقتصادية من إنشاء السد، ودائمًا يكون هدف بناء السدود الاستثمار فى قطاع الزراعة وزيادة مساحة الأراضى الزراعية، وكذلك حماية الأرواح والممتلكات من أخطار الفيضان، و السد الإثيوبى يقام على منطقة حدودية بين أثيوبيا والسودان، وليست مأهولة بالسكان.
و السد الإثيوبى يبنى فى منطقة حدودية مليئة بالمشاكل من الناحية الجيولوجية، حيث توجد أسفل السد الكثير من الفوالق والتشققات، وقد بدأ مشروع السد الإثيوبى لتخزين 14 مليار متر مكعب من مياه الفيضان السنوى، ولكن الرئيس الإثيوبى السابق أراد زيادة الكمية إلى 74 مليار متر مكعب، وهذا يمثل خطورة محققة تهدد الشعب السودانى بانهيار السد ثم حدوث طوفان عارم لأن الأرض الإثيوبية تقع فى مكان مرتفع، بينما الأراضى السودانية تقع فى مكان منخفض، حيث تقع الخرطوم عاصمة السودان على مستوى 350 متر منخفضة عن موقع السد، ويشكل خطر شديد بزوال الخرطوم وكافة الأراضى السودانية حولها ويعد بالغرق الفورى عند انهيار السد الإثيوبى والغرق الشامل لأرض السودان.. وقد حدثت انهيارات سابقة عندما بنوا سد تاكيزى على نهر عطبره أدى إلى مقتل 47 شخص، بالإضافة إلى حدوث انهيار فى سد (حيبا2) أثناء البناء بسبب فيضانات شديدة احتاجت السد، كما تم انهيار سد بوط فى السودان شرد وقتل الآلاف من السودانيين وهدم العديد من المنازل.
ويلفت د. عباس شراقى إلى أن فيضان هذا العام جاء مرتفعا وعبر من فوق جسم سد النهضة أدى إلى توقف أعمال البناء، وينتظرون استكمال بناء السد وتعليته لاستقبال الفيضان المقبل، وكان من المفروض الانتهاء من بناء السد عام 2017، وقد تأخروا من إنهاء المرحلة الأولى من بناء السد لتركيب توربين توليد الكهرباء.
وبذلك يتضح أن مشروع سد النهضة ليس اقتصاديًا يحقق مصلحة الشعب الإثيوبى وإنما هدفه إثارة الخلافات السياسية بين إثيوبيا وجيرانها، السودان ومصر، وهم حتى الآن لم يخزنوا فى بحيرة السد سوى 8 مليارات متر مكعب غير كافية لتشغيل توربينات توليد الكهرباء، وكان المستهدف تخزين 18 مليار متر مكعب، ولديهم الأمل لتخزين هذه الكمية الفيضان المقبل.
والآن هناك مشاكل داخل إثيوبيا حيث تعرض شعب إقليم تيجراى لحرب إبادة جماعية، وهناك تمرد لفصائل الشعب الإثيوبى ضد حكومة أديس أبابا برئاسة آبى أحمد، وهذه المشاكل المستعرة وقفت التفاوض حول أزمة سد النهضة، كما أن السودان الشقيق يمر بأزمة داخلية، وبذلك تكون المفاوضات فى توقف شامل.
وفى النهاية لابد أن يكون حل مشكلة السد الإثيوبى من خلال تدخل أطراف دولية، لأن السد الإثيوبى يمثل قنبلة مائية أشد خطرًا من القنبلة النووية تهدد كل من السودان بالفناء، ومصر بالجوع والعطش.
لابد من تدخل دولى فورى لوقف هذا الخطر المحدق بالسودان ومصر.