أكد د. محمود الخفيف كبير اقتصاديين ب الأمم المتحدة أن الاقتصاد المصرى اجتاز المرحلة الأكثر صعوبة خلال عامين من جائحة كورونا والتى تسببت فى زيادة التضخم فى الاقتصاد العالمى، وكذلك زيادة الكساد العالمى، واستطاع الاقتصاد المصرى الاحتفاظ بقوته ولم تحدث، ومر بحالة إيجابية ولم يحدث انخفاض مثل حالات الانخفاض التى مرت بها الكثير من اقتصاديات بلدان العالم، وجاء صمود الاقتصاد المصرى خلال العامين الماضيين بسبب تنفيذ مشروعات ضخمة فى مجال البنية التحتية، وهذه المشروعات قللت من حد الطلب الكلى الأسرى، وأدت إلى هذه الاستثمارات لجريان حركة رأس المال بخلق فرص للعمل والحصول على أجور ومرتبات.
وبذلك أصبح الاقتصاد المصرى إيجايًا لما تم إنجازه فى قطاع الإنشاءات، بالرغم من تأثر قطاعات كيرة فى البلاد مثل قطاع السياحة والبترول والتجارة الخارجية، وهناك قطاعات تابعة تأثرت من جائحة كورونا والكساد العالمى.
ويلفت د. محمود الخفيف أنه حدث تطور إيجابى فى عودة قطاع السياحة والُسيّاح إلى العمل، كما أن هناك نشاط ملموس فى قطاع البترول والطاقة وإنتاج الكهرباء، وكذلك زيادة استثمارات قناة السويس.
والمطلوب الآن مواصلة زيادة الاهتمام بمساعدة الأسر الأكثر فقرًا وذلك من منظور اقتصادى بحت، لأن هذه تمثل السواد الأعظم من تعداد الشعب المصرى، وتأتى هذه المساعدة من الدولة فى الإنفاق على قطاعات التعليم والصحة وبرامج التنمية الاجتماعية مثل برنامج (حياة كريمة)، وبذلك ينشط الاقتصاد عن طريق تنشيط الاستثمارات فى القطاعات الحكومية والقطاعات الخاصة الداعمة للأسر الفقيرة، ويتوازى مع هذه السياسة الرشيدة الاهتمام بالصناعات المصرية الوسيطة التى تغنى المحتوى الاقتصادى الوطنى، والاستثمار فى قطاع الصناعات الوسيطة فى المرحلة الحالية والمقبلة يأتى بالخير لصالح الاقتصاد الوطنى، كما أن توطين الصناعات المختلفة لابد أن تكون هدف السياسة الاقتصادية، ولابد من وجود منتج مصرى قابل للتداول محليًا وعالميًا، حيث يتم استخدام الأيدى العاملة المصرية، وكذلك المواد الخام المصرية.
وبالنسبة للمشروعات الأجنبية فى المناطق الاقتصادية مثل منطقة قناة السويس أن تستخدم جزء ملموس من الأيدى المحلية العاملة، وكذلك تستخدم المواد المصرية الوسيطة، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصرى ويزيد من المحتوى الوطنى للاستثمارات الأجنبية المستخدمة فى مصر والتى تستخدم منتجات مصرية وتستعين بعمالة مصرية، وكلما زادت رعاية الفئات الفقيرة والأكثر فقرًا نهضنا بالاقتصاد المصرى وحققنا التطور الاقتصادى والاجتماعى، ونكون قد ودّعنا مرحلة الفقر المدعق، وانتقلنا إلى مرحلة الرواج المالى والاقتصادى والاجتماعى.