د. هالة بيومى فى حوار«الوسام الكريستالى للإبداع العلمى»: أبدعت فى رقمنة الفقر ومشاكل اجتماعية أخرى

د. هالة بيومى فى حوار«الوسام الكريستالى للإبداع العلمى»: أبدعت فى رقمنة الفقر ومشاكل اجتماعية أخرىد. هالة بيومى فى حوار«الوسام الكريستالى للإبداع العلمى»: أبدعت فى رقمنة الفقر ومشاكل اجتماعية أخرى

*سلايد رئيسى16-11-2017 | 20:47

حوار: عاطف عبد الغنى

تصوير: باسم صابر

كان هناك اتفاقا بينى والدكتور هالة بيومى، أعتقد أن مشاغلها العلمية، ومشاغلى الصحفية، ومشاغل كلانا الحياتية، أنستنا إياه.

كان الوعد أن أحضر معها فى باريس الاحتفال الرسمى بحصولها على «الوسام الكريستالى للإبداع العلمى» هذه الجائزة التى يمنحها المركز القومى للبحث العلمى الفرنسى «سنرس»، وهو أعلى جائزة علمية فرنسية، تمنح سنويا لمن أنجز إبداعا علميا مميزا، كانت الدكتورة هالة، أهلا لها، وهى رائدة فى الحصول على هذا الوسام كمصرية، وأرجح كعربية أيضا.

كان الإعلان الأول عن الجائزة فى شهر مارس الماضى، 2017، وهو شهر المرأة المصرية، والعام الذى قررته الدولة المصرية للاحتفال بالمرأة المصرية، وحضرنا مع الدكتورة احتفالا بسيطا فى مقر "مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية الفرنسى، "سيداج" بجاردن سيتى، هذا المركز الذى تمثل الدكتورة هالة، أحد اعمدته فى مصر، على وعد أن أسافر فى شهر نوفمبر لفرنسا، وأحضر تسلمها الوسام فى الاحتفال الفرنسى، الرسمى بها، وبإنجازها العلمى.. وفجأة تم تحرير سعر الصرف وتعويم الجنيه (وهذه قصة أخرى ليس لها علاقة بجائزة الدكتورة هالة، ولكن بأسعار تذاكر الطيران.. طبعا أنا بهزر، محدش يفهمنى صح).

فاعذرينى يا دكتورة يافخر المصريين، وعزائى عن الحرمان من الحضور، حضورك أنت الدائم بين متابعيكى، وأصدقائك وتلامذتك، وحضورك على هذه الصفحة من "دار المعارف" من خلال هذا الحوار الذى أجريته معك فى مناسبة الإعلان الأول عن الجائزة ونعيد نشره مرة أخرى فى مناسبة التكريم الفرنسى، على أعلى المستويات، لشخصك وصفتك، وجهدك العلمى.

حصلت د. هالة بيومى المصرية على أعلى جائزة علمية فرنسية، تمنح سنويا لمن أنجز إبداعا علميا مميزا، والجائزة هى «الوسام الكريستالى للإبداع العلمى» ومانحها هو المركز القومى للبحث العلمى الفرنسى «سنرس»

وقبل أن ننتقل إلى نص الحوار ، ننوه إلى أن الحاصل على هذه الجائزة لابد أن يمر أولا على عدة لجان قبل أن يقع عليه الاختيار النهائى من رئيس المركز.

  • هل تمنح الجائزة على مجمل أعمال أم على عمل محدد ؟

 - يتم منح الجائزة على مجمل الأعمال للمرشح، وتاريخه العلمى، لكن عند الترشح تقوم اللجنة باختيار عمل معين سواء كان أحدث الأعمال أو عملا مميزا.

  • باختصار ماهو مجمل أعمالك؟

- خلال السنوات العشر الأخيرة اشتغلت على «الرقمنة» وهى علم جديد يتم فيه تصميم نماذج رياضية تطبق على العلوم الاجتماعية، أو بمفهوم أوضح هو إخضاع المشكلات الاجتماعية  للنماذج الرياضية  فمثلا يمكن تطبيقه على مشكلات مثل الفقر، والكوارث ومشكلات المياه وزيادة النمو السكانى، ويمكن تصميم نماذج رياضية أو نماذج تستخدم تكنولوجيا الحاسب الآلى لتطبق على هذه المشكلات التى تختص بها العلوم الاجتماعية، فالرقمنة تقنية نستخدم فيها المزج بين العلوم ولهذا توصف بالإبداع العلمى، والإبداع هو شرط أساسى للحصول على جائزة الوسام الكريستالى.

  •  هل أنت أول مصرية تحصل على هذا الوسام ؟

- نعم.

  • وهل عرفنا فى مصر الرقمنة الاجتماعية أو استخدمناها فى مشاريع ؟

- الرقمنة لها شقان: الأول، هو أن نقوم باستخدام قواعد بيانات كبيرة تعرف بـ (BIG DATA) ونقوم بتوصيلها بصورة مبسطة للجمهور، والثانى: هو تناول المشاكل الاجتماعية بمعالجات رياضية وإحصائية  حيث يتم المزج بينها وبين علوم الرياضيات أو علوم الحاسب الآلى عن طريق نماذج نتناولها بطريقة مختلفة وهى المزج بين العلوم وهو شىء مهم للغاية لأننا فى هذه الحالة نتناول هذه المشكلة أو هذا النموذج ككل وهو عكس المتبع فى السابق، حين كان يتم تناول كل جزئية منفصلة، ومن الممكن أن تكون المشكلة اجتماعية ومع ذلك يدخل فيها علوم أخرى مثل الكيمياء أو الفيزياء أو الرياضة.

  • ماهى الدراسة التى أهلتك لهذا التخصص ؟

- درست الرياضيات، ولكن لم أدرس الرياضة البحتة، لكن درست، تحديدا الرياضة التطبيقية، وأهم ما فى الأمر أنها أصبحت اليوم علما مستقلا، وله متخصصون يحصلون على درجات علمية مثل درجة الماجيستير والدكتوراه وأنا أعتز بدراستى لهذا العلم لأنه يطبق على مشكلات كثيرة نعيشها كل يوم، فعندما قمت بتقديم رسالة علمية لأنال عنها درجة الدكتوراة من فرنسا، كان أقوى مافيها بحسب رأى المشرفين، هو تطبيق النماذج الرياضية على بيانات حقيقية فى مصر، وهنا لابد أن أتوجه بالشكر للواء أبو بكر الجندى وقد كان عضوا فى لجنة تحكيم الرسالة للدكتوراه ووفر البيانات الصحيحة و السليمة لعملى، مما جعلنى أقوم بتأجيل المناقشة 6 أشهر لأقوم بإضافة فصل كامل على الرسالة.

  • ماهى أهمية البيانات؟

- الباحث دائما يقوم بعمل النموذج الرياضى الخاص به وهو يعلم أن نموذجه صالح للتطبيق نظريا فقط، وهذا كلام المتخصصين فى جامعة السوربون الفرنسية، وأنا ايضا عندما قمت بعمل النموذج الخاص بى كنت أعلم أنه من الناحية النظرية صحيحا ولأنها عملية محاكاة للمستقبل فكان على الانتظار لمعرفة إذا كان النموذج صالحا أم لا، وعندما انتهيت من الرسالة ظهرت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، فلم أتوقف عند الجانب النظرى فقط ولكن طبقته على الواقع، وفى جامعة السوربون قالوا (إن الفرق بين هذه الرسالة وبين رسائل أخرى أن الرسائل تتوقف دائما عند الإثبات النظرى والجديد أننى قمت بمحاكاة الواقع فعليا).

  • ماذا كان موضوع الرسالة ؟

- عن مشكلة الفقر فى مصر، والحقيقة أننا لا نبحث عن نسب الفقر، إنما نبحث إمكانية التحسن أو التدهور والأسباب.

  • وهل تخصصت فى نموذج رقمنة مشكلة الفقر فى مصر فقط ؟

- اشتغلت على مشاكل بلاد أخرى  مثل بوركينا فاسو وموريتانيا والصين.وغيرها.

  • لمزيد من التوضيح هل لعلم الرقمنة علاقة بعلم المستقبليات FUTURELOGY ؟

- نعم … وهو علم جديد حتى فى فرنسا.

  • ما هو أهم ما انتهت إليه الرسالة.. وهل يمكن إعلان نتائجها؟

- أهم ما انتهت إليه أن نموذج المحاكاة واكب بنسبة 83% الواقع الفعلى فى مصر وهذه أهم نقطة فى الرسالة لأننا قمنا بعمل نموذج محاكاة تتطابق مع الواقع بنسبة كبيرة .. وأفضل أن اترك الواقع لتعلنه جهة رسمية.

  • ماهو وظيفتك وطبيعة عملك هنا فى مصر؟

- أعمل فى المركز القومى العلمى فى فرنسا ومنتدبة فى «سيداج» وهو مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية والاجتماعية مقره هنا فى مصر، وهو وريث مدرسة الحقوق الفرنسية، وتابع رسميا لوزارة الخارجية الفرنسية والمركز القومى للبحث العلمى الفرنسى.

  • وما طبيعة عمل «سيداج»؟

- «سيداج» متخصص فى البحث العلمى فى المجالات الاجتماعية مثل (الاقتصاد – القانون – السياسة) وله باع كبير فى مصر حيث يملك مكتبة بها أكثر من 40 ألف كتاب كلها عن مصر و80% من الكتب باللغة العربية، ويملك أيضا مكتبة خرائط  تحتوى على حوالى 5000 خريطة، هذا غير المخطوطات، ومنها نسخة أصلية من موسوعة «وصف مصر».

  • ما هى أهم مشاريع سيداج التى تتعلق بمصر؟

- مشروع «المليون قصاصة» من أهم هذه المشاريع، ففى الفترة من بدايات السبعينيات إلى أواخر التسعينيات، استطعنا أن نمتلك أرشيفا صحفيا هائلا يغطى كل مجالات الحياة فى مصر خلال هذه الفترة من الجرائد، واستكملنا المشروع عن طريق تحويل هذه القصاصات الورقية المؤرشفة إلى أرشيف رقمى وأنشأنا موقعا له وذلك كله بمشاركة من مكتبة الإسكندرية، واستطعنا رقمنة المليون قصاصة الأولى وفى الطريق مشاريع أخرى مثل إنشاء أرشيف رقمى للكاريكاتير، وإطلاق بوابة خرائطية، ورقمنة مجموعة من كتب المكتبة، وعدد من وثائق المركز الثقافى المصرى بباريس، وأطلق سيداج العام الماضى معرض «1956 وجهات نظر» واخترنا هذا التاريخ  لأنها سنة مميزة جدًا واختلفت فيها وجهات نظر من دولة لأخرى ومن شعب لآخر، ولم نتوقف فيه عند الأحداث  السياسية أو الاقتصادية فقط لكن تناولنا أيضا الثقافة والسينما والمسرح.

[gallery size="large" td_gallery_title_input="حوار د. هالة بيومى" type="slideshow" ids="79549,79557,79551,79553,79555,79556,79558,79559,79561,79550"]
أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2