ماهر فهمى يكتب: ايه العِّبارة.. فى العَّبارة

ماهر فهمى يكتب: ايه العِّبارة.. فى العَّبارةماهر فهمى يكتب: ايه العِّبارة.. فى العَّبارة

*سلايد رئيسى17-11-2017 | 00:06

ولما رأينا الموت فى جزيرة كريت.. وفينا من عشرة كوتشينة فى الكابينة

وشمال أفريقيا له فى قلوبنا حب.. وزرته العديد من المرات فبعد أن رحلنا إلى المغرب وكانت لنا فيه أيام.. كذا تونس أيا خضرا هذا البلد الجميل.. ومن أهم أيامى رحلة العبارة سوريا إلى تونس لحضور المبارة المصيرية للتأهل لكأس العالم.. واستغرقت فى البحر 72 ساعة.. والموجة بتجرى وراء الموجة عاوزة تطولها ومعنا عدد لا بأس به من الجمهور ناموا على سطح العبارة.. من غير ما نقول إيه العبارة.. وطول الليل يغنون ويهتفون وكلهم ثقة أننا لكأس العالم ذاهبون.

ومعنا على العبارة مجموعة من علية القوم على رأسهم كابتنى فى السباحة وكرة الماء عبدالعزيز الشافعى رئيس جهاز الرياضة بدرجة وزير وباختصاصاته.. وكان عبد الحميد حسن رئيس جهاز الشباب بنفس الدرجة ونفس الاختصاص وصلاح الشاهد كبير أمناء رئاسة الجمهورية ومحمد أحمد مدير مكتب الرئيس عبد الناصر ورئيس اتحاد الكرة.. وكمال حافظ وكيل النادى الأهلى.. وتسليتهم الوحيدة بعد أن أنضم إليهم عمنا نجيب المستكاوى فى لعب الطاولة صباحاً.. وفى الليل يغطسون إلى غرفة صلاح الشاهد ويقضوها كوتشينة.. ونقضى كل الوقت فى مناقشة من الذى فاز.. ونوادر كثيرة.. وكنت مهمتى أن أعلن على صبورة نتيجة اللعب وأكتب النتائج خطأ حتى أثير فتنة ورقية.. ولم يأخذوا هذه المداعبات على أنها مداعبة بل كانوا يصحون وكأنها بطولة العالم فى الكوتشينة.

وكان معنى على العبارة العقيد بحرى سيد حسن.. والذى كان يعمل مع الفريق سليمان عزت وهو خفيف الظل.. والبحر صديقه فنجده يجرى على سطح العبارة فى الوقت الذى يصاب فيه البعض بدوار البحر.. وكان يركب الصارى مستعرض قدراته.. وسيد حسن كان أخصائى العلاج الطبيعى مع المنتخب والنادى الأوليمبى ..وصاحب أكبر معهد علاج طبيعى فى الأسكندرية.. ولأنه كان صاحب نقطة ونكتة أطلق عليه المشير عامر سيد الرز..

وبمجرد وصولنا إلى تونس.. قابلنا الشعب التونسى وهو يرفع أصابعه بالأربعة أى يتوقعون هزيمتنا أربعة.. فكان الجمهور المصرى يرد برفع الخمس أصابع ولكن حدث ما لم يكن فى الحسبان أن فازوا علينا بالأربعة كما توقع التوانسة.. ولا أنسى أننى كتبت إخرامى على إكرامى ومصطفى تونس.. ولى الشرف أن عمى نجيب نقل عنى تسمية مصطفى تونس.

خيبة الأمل

وكانت العودة حزينة والجمهور الذى كان يغنى طول رحلة الذهاب.. أصيب بالسكوت طوال رحلة العودة وأصبحوا يجلسون فى مجموعات يحللون سبب الهزيمة.. وكذلك نحن النقاد الرياضيين والمعلقين.. وكانت الصدمة شديدة.. وزاد الطين بلة.. أن العبارة وهى تسير فى أمان ودخلت جزيرة كريت.. أن وجهتنا موجة عاتية تصل لاكثر من 16 متر.. تقذف بالعبارة يمينا ويسارا لمدة ساعات طويلة وتعرضت للغرق.. لأنها كانت كلعبة صغيرة يعمل فيها الموج مايريد وكنا جالسين بجوار البار نشرب السخن والساقع ورمى الموج بكراسينا على سطح العبارة وتزحلقنا.. وعمى نجيب المستكاوى الأديب الذى الذى يكتب فى الرياضة رفع وهو يتزحلق مشروبه إلى أعلى وهتف وهو قابض على الكوب نموت نموت ويحى المشروب.

وبعد أن خرجنا غير مصدقين من بحر الموت بدأنا قصص وحكايات.. فحكى سيد الرز أن الزعيم التونسى الحبيب بورقيبه.. كان مقيما فى مصر أثناء مقاومته للإستعمار الفرنسى.. وكان يقيم مع عبد الكريم صقر ودائما لاعبى الكرة معه.. وكان هناك نبطشية من ينزل ليحضر الإفطار.. وكان الحبيب بورقيبة ينزل بملابس المنزل ومعه سلطانية الفول ليحضر الفول أبو زيت والعيش.. أى أنه كل معهم عيش وملح.. وكان عبد الكريم ومحمد الجندى وحنفى بسطان أصحاب قفشات.. ويقضى معهم أجمل أيام عمره.. كما قال لمقابلته لأحد الفرق الرياضية العربية.. وهو رئيس جمهورية تونس.. وكان دائم السئوال على عبدالكريم والجندى وحنفى.

التوأمه

وفى زيارة أخرى لتونس لحضور بطولة أفريقيا فى كرة اليد.. صحبنى الصديق يحي السيد إلى نادى الترجى.. وهناك رحبوا بى كأهلاوى من أبناء الأهلى فى السباحة وكرة الماء.. وعرفت أن الترجى أهلاوى والأفريقى زملكاوى.. وفوضونى بنقل رغبتهم فى عقد توأمه مع النادى الأهلى.. والتقطت الصور للصحف ونقل التلفيزيون التونسى جلسة زغبة التوأمه وفى كل مرة أسافر إلى تونس اكلم شقيقة الشاذلى زوتين رئيس الأتحاد الأفريقى للكرة الطائرة.. والحقيقة أن الذى عرفنى عليها زميلى ناصف سليم رئيس الأتحاد المصرى للكرة الطائرة.. وكانت تصحبنى إلى سوسة والحمامات وهى من أجمل مناطق تونس.. وتقوم بالواجب فى دعوتى على الغذاء..

ولا أنسى أننى كنت أسير فى الشارع مع الزميل يحى فكرى ويسير أمامنا أسرة ولاحظوا اللهجة المصرية.. فاتبسموا واقترب منا رب الأسرة.. وقال الأخوه مصريين.. وقال هل تقبلون دعوتى على العشاء بناء على رغبة الأسرة جميعا.. وكانت سهرة جميلة.. ومعا كل كلمة لنا يضحكون.. وخرجنا وهم ممتنين.. وقال: نشكركم لقد أشعتم البهجة.. وأعطيناهم عنوان كل منا فى القاهرة ورقم التليفون.. واستمرت الصداقة حتى الآن.. أما الجزائر فقد زرتها مرتين فقط.. وفى إحداها وفى العاصمة أقمنا فى أحد الفنادق.. وفى غرفة محى وجد جيش من الصراصير الصغيرة يمشون على الحائط.. وأمامهم صرصار كبير.. فوجدت محى يقف على السرير وبشبشبه الأثرى قتل الصراصير الصغيرة ولكن الكبير فر.. ومحى مصمم على قتله قائلاً: إنزل ياجنرال ولا أطلع لك أنا.. وفعلاً قفز وأعطاه شبشب قاتل فصقف لنفسه.. وقال أنا لوحدى قتلت جيش العدو.

المهم أن الشعب الجزائرى كان يقابلنا بالترحاب ونحن نسير فى الشوارع.. وكانوا يقولون لنا ناصر.. وعندما يلمحون كامل البيطار الذى عاش مع جيش التحرير فى الكهوف وسجل من أرض الجزائر أنجح الرسائل الإذاعية لصوت العرب.. كانوا ينادون عليه سى كامل.. سى كامل.

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2