على عكس ما يظن الكثيرون
السينما ليست هى من سحب ذوق الجمهور إلى مناطق (عيب)، عروض خيال الظل لابن دنيال تمتلئ بألفاظ خارجة.. وأغانى الجماعة الشعبية التى لا تزال متداولة فى الحوارى و الريف كذلك.. وعروض التياترو التى كانت تُقام فى الأسواق والموالد والأعياد
ذوق السوقة والدهماء كان يقبل اللفظ الجريء - الخارج أحيانًا - فى حوار العمل الفنى داخل عروض خيال الظل أو أغانى الحوارى أو تمثليات التياترات الشعبية..
السينما أوجدت ذوقًا مختلفًا... (ربما لأن جمهور السينما الأول لم يكن من السوقة والدهماء)..
لكن ذلك لا ينفى حقيقة أن السينما الناطقة فى فترة الثلاثينيات وبدأت معها(الخربشة).. من نوع تانى!
صنع يوسف وهبى فيلمه (أولاد الذوات 1932) على إثر حادثة فتاة باريسية (غانية) قتلت شابًا مصريًا ونجح محاميها فى الحصول لها على البراءة بعد أن ركز على أن الشاب الشرقى همجى ومتخلف.
يدافع الفيلم عن الشرقيين ويهاجم نظرة الغرب للعربى.. الفيلم ثارت ضده الجاليات الأجنبية فى مصر وأُوقف حفل عرضه الصباحى فى سينما كوزمو إلا أنه عاد للعرض فى المساء تحت ضغط جمهور متعاطف مع المسألة ومشحون ضد الأجانب....
ظهر للسينما أظافر راحت تجرب بها الخربشة..
مهم جدًا أن نتفق كما سبق وقلت أن صُناع السينما فى بدايات تجارب إنتاج الأفلام التى سردنا تفاصيلها هم أصل (جمهور السينما الأول) اختياراتهم كانت تعبيرًا عن (ذوق المشاهد فى تلك الفترة، لأنهم بالفعل كانوا مشبعين بروح ورغبات المشاهد ولم يتسن لهم بشكل كامل المغادرة إلى مقاعد صُناع السينما..
أول صدامات السينما مع الممنوع
كانت خربشة تُدمى جراح إحساسنا بتعالى الغرب علينا فى فيلم أولاد الذوات، وضد فيلم غادة الصحراء، وخربشة فضولية جعلت المشاهد يدخل كباريه ويعيش فى قلب حوادث تدور داخله فى فيلم جريء بمقاييس زمانه، فيلم (وراء الستار).