علل الشاعر والروائي الكردي البلجيكي هوشنك أوسي سبب أيقونية الكاتب المصري العالمي نجيب محفوظ، لا تتعلق بفوزه ب جائزة نوبل التي أضاف لها وليس العكس، إذ أنه كان كاتب ناجح ومتحقق محليًا وعربيًا قبل نيلها.
متابعا : أهميّة وتأثير تجربة نجيب محفوظ، كانت محققة وفاعلة ووازنة، قبل حصوله على نوبل للآداب سنة 1988. وأتت الجائزة كتحصيل حاصل. مقصدي؛ تجربتهُ أتت كقيمة مضافة إلى نوبل، بالدرجة الأولى. لكن، الجائزة، أكسبته الحصانة والمناعة والسلطة والرهبة، بحيث خلقت حركة النقد انطباعاً عنه وكرّست ذلك الانطباع؛ على أن نجيب محفوظ، ليس كمثله شيء، وتجربة إبداعيّة كاملة الأوصاف، خلت من قبلها ومن بعدها التجارب الإبداعيّة العربيّة، بدليل؛ نوبل.
وعبر مناسك وطرائق التعاطي النقديّة تلك، الأقرب إلى التوثين والتصنيم، طيلة ثلاثة عقود تقريبًا، باتت حركة النقد متورّطة في خلق ممانعة تعيق ولادة تجربة أخرى مختلفة أو متجاوزة لتجربة نجيب محفوظ.
وكلّما اقترب موعد الإعلان عن اسم الفائز بنوبل للآداب، أو بعده، نسمع هذا السؤال: لماذا لا تتكرر تجربة نجيب محفوظ؟ لماذا اقتصرت نوبل عليه فقط؟!
وأشار "أوسي" الي أن الإجابة تتلخص في غياب دور الحركة النقدية الحقيقي بعدم التفاتهم للتجارب النابغة الأخرى التي من شأنها إبراز أسماء تستحق بلوغ العالمية، فبالتأكيد لم تجف بطون حركة الإبداع في مصر والعالم العربي عن إنجاب تجربة توزاي محفوظ في أهميته وانتشاره.
وأضاف: متى ما تحررت حركة النقد، وحركة الرواية، من رهبة و"توثين" تجربة محفوظ، واتجهت نحو مهامّها الأساسيّة في متابعة الجديد والأصيل والإبداع في حركة الرواية والسرد، والحفر والتنقيب فيها، وقتذاك، يمكننا طرح سؤال: لماذا أبواب نوبل ما تزال مغلقة أمام تجربة عربيّة (شعريّة أو روائيّة) أخرى؟