عين حانية.. وعين يقظة

عين حانية.. وعين يقظةأحمد النومى

الرأى14-11-2021 | 14:43

«لقد عانى هذا الشعب الكريم ولم يجد من يرفق به أو يحنو عليه»، جملة فارقة قالها الرئيس السيسي فى بيان يوليو 2013، ولم تكن مجرد كلمات حماسية أو عبارات انفعالية تتماشى مع لحظات تاريخية من عمر الوطن، بقدر أنها كانت توصيفًا دقيقًا لحالة وطن ينازع الموت ومواطن يصارع بحثا عن آدميته.

ولعل مبادرة «معاشك بإيدك» ترجمة لتلك «الحنية»، بإطلاق معاش تأمينى للفئات الأولى بالرعاية من الفلاحين، كانوا خارج الحسابات فى عصور مضت، وأضناهم البحث عن الأمان عند الكبر والعجز والوفاة.

عندما تمد الدولة يدًا كريمة لهذا القطاع، فهى تبذر بذرة أمل، وتستعيد ذكريات خالدة أنصفت الفلاح فى ثورة 1952، فلا تنمية بدون فلاح، ولا ريف عصرى بدون فلاح مستقر، و«معاشك بإيدك» حجر الزاوية فى جهود الدولة لتحقيق التنمية الشاملة فى الريف المصرى.

وإذا كانت هذه هى العين الحانية، فهناك عين يقظة، ترى الخطر بوضوح وتواجهه بلا تردد، وقرار وقف صناديق التبرعات بالمساجد والزوايا وتقنينها بشكل قانونى عبر حساب بنكي، تجسيد لذلك المعنى.

الإنصاف يقتضى القول إن صناديق التبرعات تحولت من مزاد للخير إلى مغارة «على بابا» لتمويل التنظيمات الإرهابية وباب خلفى ليعيث من خلاله أهل الشر فى الأرض فسادًا.

صحيح لم يكن الأمر كذلك من قبل، لكن عندما ظهرت جماعات تاجرت بالدين لشراء الدنيا، كانت هذه الصناديق حزامًا ناسفًا فى جسد الوطن.

ما بين قرار معاشك بإيدك ووقف صناديق التبرعات، تبرز دلالة غائبة تكشف الغاية المنشودة، وهى أن حق الإنسان فى حياة كريمة أصبح دستور المرحلة، وأمنه واجب دولة، وبين الحق والواجب تظهر عين الدولة الحانية واليقظة.

أضف تعليق