بماذا لقبت سورة يس؟

بماذا لقبت سورة يس؟سورة يس

الدين والحياة14-11-2021 | 21:57

سورة يس من السور العظيمة في القرآن الكريم، وهي سورة مكية تتكون من ثلاث وثمانين آية، وسبع مئة وسبعٍ وعشرين كلمة، وثلاثة آلاف وعشرين حرفاً، وقد جاءت سورة يس تتحدث عن القرآن الكريم والنبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وما جرى من تكذيب قومه له، وهي في مجملِها تتحدث عن رسالة النبي التي تذكر النّاس بالبعث ووحدانية الله وقدرته -سبحانه وتعالى- على تسيير الأمور، وتبث في النفس المشاعر التي تدعو للتأمل والتفكر بوقائع القيامة، وسميت سورة يس بعدة ألقاب وهي كالآتي:

قلب القرآن
إن اللقب العظيم الذي لقِبت به سورة يس هو قلب القرآن، وما قلب أي شيءٍ إلا لله وخلاصتِه ومكنونه الأساسي، ف سورة يس هي لب القرآن وخالصِه، كما أن ذِكْر الحياة والموت موجود فيها، ويُحتمل أن تكون لصفةٍ فيها؛ وهي أنّها تُقرأ على الموتى لِتُخفّف عنهم، وورد أيضاً في تفسير ذلك أنّها بمثابةِ القلبِ من الجسد، وقد جاء ذكر لقبها بحديثٍ ضعيف مشهور بين الناس، فقد روي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّ لِكُلِّ شيءٍ قَلبًا وقلبُ القرآنِ يَس)، والسببُ المباشر في تلقيبها بقلبِ القرآن؛ هو أنّه لو كان بالإمكان أن يكون للقرآن قلباً لكانت سورة يس؛ فهي موطنُ الاعتقاداتِ كُلّها ومستودعه؛ لِما فيها من ذكر أحداث القيامة؛ كالبعث، والحشر، والجزاء، والجنّة، والنّار، وفيها ما ليس في غيرها من السّور، وفيها ذكر الأحوال للأجرام العلوية، والعِظات البليغة، والحِكم والأمثال العظيمة، وعلى الرغم من قلّة آياتِها، وقصرعدد صفحاتِها؛ إلّا أنّها اشتملت على كُلّ معنى من معاني القَصص في القرآن الكريم، وتضمّنت ذكر التوحيد، والأوامر والنواهي، وسرد قَصص فريقَيْ الإيمان والكفر، وفيها ذِكر العقائد والأحكام، والرقائق والآداب، وذِكرٌ للدنيا والآخرة.

وفيها بيان الحجج والبراهين الشتّى في تصوير إحياء الأرض الميتة، والليل والنهار، وحركة الكواكب والأفلاك في مداراتها، وجريان تلك السُّفُن في البحار، ومصير الكفّار الذليل المخزي عند الموت وحسرتهم يوم البعث والجزاء، ومصير المؤمنين السّعيد المفرِح عند الموت، واشتغالهم مع أزواجهم على الأرائك في الجنة، وفيها من شهادة الجوارح على أهل المعاصي يوم القيامة، ومردّ السورة الرئيس عائدٌ إلى تأكيد أمر القرآن وإنزال الحجّة القوية على أهل الضلالة والخِذلان، والإقرار الدائم بوحدانيّة الله -تعالى- وقدرته على الخلق والإحياء والإماتة، وقد اعتبر الصحابيّ الجليل معقل بن يسار -رضي الله عنه- أنّ قلب القرآن اسماً آخرَ للسّورة لا لَقباً فحسب.

ألقاب أخرى
ذكر في تفسير الطنطاويّ -رحمه الله- أنّ سورة يس سُميّت بالمعمّة، أو المدافعة، أو القاضية، ووجه المعنى في ذلك أنّها تعمّ صاحبها بخيريّْ الدنيا والآخرة، كما أنها تُدافع عنه وتدفع عنه السوء، وتقضي له حوائجه بأمر الله وفضله، وقد سُمّيت كذلك بحبيب النجّار؛ وذلك لِما جاء في السورة من ذِكر قصة الرجل الذي جاء يسعى من أقصى القرية، وهو حبيب النجّار، وقد ورد ذلك عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- .

أضف تعليق