تمر اليوم الذكري 132، على ميلاد الأب الروحي للأدب العربي«طه حسين» ، ويعد طه حسين من أبرز وأهم الشخصيات الأدبية الحديثة، وما زالت أفكاره ومواقفه تثير الجدل حتي يومنا هذا.
نشأة طه حسين
ولد طه حسين في15 نوفمبرعام 1889، في قرية الكيلو قريبة من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد، وكان ترتيبه بين أخواته السابع من ضمن ثلاثة عشر من أبناء أبيه، ولم تمر علي عين هذا الطفل أربعة أعوام حتي أصيب بالرمد، وكان ذلك بسبب الجهل وعدم رجوع الأهالي في هذة الفترة إلي الطبيب، بل كانوا يستدعون الحلاق الذي لا يفقه شئ في الطب، مما أدي إلي ذهاب بصر هذا الطفل إلي الأبد.
المسيرة التعليمية والعلمية ل "طه حسين"
التحق« طه حسين» بكتاب الشيخ "محمد جاد الرب"، بمغاغة في عزبة الكليو، الذي تعلم علي يده مبادئ القراءة والكتابة والحساب، وحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية.
كان والد طه حسين كثيرا ما يشجعه ويحمسه ويصحبه معه لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلي قصص أبو زيد الهلالي، وعنتره بن شداد.
التحق طه حسين للدراسة في الأزهر وفي عام 1902، ثم انتقل إلي الجامعة وكانت فترة الجامعة من أشد الفترات صعوبة علي طه حسين حيث قال: " الأعوام الأربعة التي قضاها فيها، وكأنها أربعون عاماً"
وذلك بالنظر إلى عقم المنهج، ورتابة الدراسة ، وعدم تطور الأساتذة والشيوخ وطرق وأساليب التدريس.
أول المنتسبين إلي الجامعة المصرية
وعندما فُتحت الجامعة المصرية عام 1908، كان طه حسين أول المنتسبين إليها، ودرس والحضارة الإسلامية ، والعلوم العصرية، والتاريخ والجغرافيا، ، وظل يتردد خلال هذة الفترة إلي حضور دروس الأزهر والمشاركة في ندواته اللغوية والدينية والإسلامية.
وظل طه حسين مداوم علي هذا العمل حتي نال الدكتوراة عام 1914، وكان موضوع الدكتوراة تحت عنوان، "ذكرى أبي العلاء" .
وبعد ذلك سافر في بعثة دراسية إلى جامعة مونبلييه في فرنسا، وفي عام 1917، حصل على شهادة الدكتوراه الثانية في الفلسفة الاجتماعية، من جامعة السوربون في باريس.
وحصل علي شهادة دبلوم الدراسات العليا في التاريخ، وفي عام 1919، وعاد طه حسين إلىمصر في نفس العام ، وعين أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني في الجامعة المصرية، وكانت جامعة المصرية وقتها جامعة أهلية، ثم ألحقت بالدولة عام 1925.
تم تعيين طه حسين أستاذاً للأدب العربي عام 1925، ثم عميداً لكلية الآداب في الجامعة نفسها عام 1928، لكنه لم يلبث في العمادة سوى يوم واحد فقط، وقدم استقالته من هذا المنصب تحت تأثير الضغط المعنوي والأدبي الذي مارسه عليه الوفديون، خصوم الأحرار الدستوريين الذي كان منهم طه حسين، النتقل طه حسين للعمل فى مجال الصحافة، فأشرف على تحريرجريدة الوادى، وجريدة اللواء، ثم عاد بعد ذلك للعمل الجامعى كأستاذ وعميد كلية الاداب جامعة القاهرة، ثم شغل منصب مدير جامعة الإسكندرية، وفى عام 1950 عين وزيرا للمعارف، واخيرا رئيس تحرير الجمهورية.
مؤلفات طه حسين
كتب طه حسين العديد من الكتب الفكرية، والنقدية، والإثرانية، من أبرزهم.
حديث المساء، على هامش السيرة، مرآة الإسلام، غرابيل، مستقبل الثقافة في مصر، في الشعر الجاهلي، في الأدب الجاهلي، صوت أبي العلاء، من حديث الشعر والنثر، خصام ونقد، المعذبون في الأرض، ما وراء النهر، الحب الضائع، دعاء الكروان، نقد وإصلاح، مع أبي العلاء في سجنه، حديث الأربعاء، قادة الفكر، في الصيف، من أدب التمثيل الغربي، الحياة والحركة الفكرية في بريطانيا، في مرآة الصحفي، فلسفة ابن خلدون الإجتماعية، مع المتنبي، ألوان، حافظ وشوقي،
من مذكرات طه حسين، " الأيام" التي كتب فيها طه حسين قصة حياته وكيف تحولت الإعاقة في حياته إلي الإرادة.
قصة حب وزواج طه حسين
أحبها ولم يراها يومًا، هكذا كانت قصة حب طه حسين وزوجته الفرنسية سوزان بريسو، إنها قصة بنيت على الإختلاف في كل شيء من حيث الديانة، إنه كان مسلم وهي قبطية، كان طه حسين من عائلة فقيرة وهي من الطبقة الأستقراطية، هوشاب فاقد البصر وهي شقراء بعينين زرقاوين.
استطاع حبهما أن يستمر بالرغم من كل الاختلافات، حيث كان طه حسين يراه العلم بعين زوجته، كان يقول لها: "بدونك أشعر أنني أعمى حقاً".
بعد أن توفى ، قامت زوجته سوزان بنشر رواية لقصة حياتهما معًا تسمى”معاك”، بعدما توفي طه حسين ظلت سوزان مقيمه في مصر بحي الزمالك رفضت العودة إلي بلادها فعاشت في موطن زوجها.
فهي قصة حب من الطراز الفريد، التي لا يكررها الزمان مرة أخري، فهو حب مبني علي الإخلاص والوفاء.
وفاته
توفي طه حسين يوم الأحد 28 أكتوبرعام 1973 ، عن عمر ناهز 84 عاما ، بوفاته خسر الأدب العربي أحد أهم وأبرز أعمدته أنه عميد الأدب العربي.