أستطيع الآن أن أقولها صراحة ، فى الجمهورية الجديدة لا مكان، بل لا حياة لمن لا يكون صديقا للبيئة، لا عجب من ذلك فالمشروعات القومية التى تنفذها الدولة مثل الطرق والطاقة، والطاقة المتجددة، والمخلفات الصلبة، والصرف الصحي، ومبادرة إحلال السيارات القديمة بآخرى حديثة، هى مشروعات قومية وثيقة الصلة ب البيئة و بالتكيف والتعامل مع التغيرات المناخية.
وحتى يكون المواطن شريكا فى الحفاظ على البيئة وصديقا لها دار فى ذهنى فكرة إن تم تطبيقها سيشعر الجميع بفائدتها.
ما رأيكم فى أن تصدر الدولة قرار أو تشريعا بإصدار « شهادة ميلاد شجرة» مرفقة مع شهادة ميلاد الطفل؟، على أن يتعهد ولى أمر الطفل بزراعة شجرة أمام منزله، ويدون عليها معلومات بتاريخ ميلادها الذى هو ميلاد الطفل بالإضافة إلى اسم المولود، ويكون ولى أمر الطفل مسئولا عنها وعن رعايتها حتى تكبر ويكبر معها المولود ليتولى رعايتها بعد ذلك.
أتدرون ما فائدة ذلك ؟ الفوائد كثيرة وأهمها تحسين البيئة بشكلٍ عام، وهذا ينعكس أثره على حياة الناس لأنها تُعزز من صحتهم، كما أنها تُحسن نوعية الماء والهواء لأنها تمتص الملوثات، وتعترض الغبار ، وتُنتج الأكسجين، وتقلل مستوى تآكل الأوزون.
دعونى أزيدكم من فوائدها أيضا، أتدرون أن الأشجار بمثابة مراوح فى الصيف يشعر معها الإنسان بالهواء النقي، ومدافئة فى الشتاء لتصديها لتيارات الهواء التى تزيد من برودة الجو؟.
ويُقلّل وجود الشجر من مشاعر التوتر، والقلق، والاكتئاب، كما يُقلل وقت الشفاء والإقامة فى المستشفيات، حيث أثبتت الدراسات أن المرضى الذين تكون غرفهم مطلّةً على الأشجار يتعافون بسرعة أكبر.
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن كيفية تطبيق هذه الفكرة ؟
أقترح أن يصدر لمثل هذه الفكرة تشريع يلزم السلطة المختصة بتوفير الأشجار ، ويلزم ولى الأمر استلامه شجرة بالمجان أو بتعريفة محددة حسبما يحدد المشرع ذلك ، وأن يستلم ولى الأمر الشجرة بموجب شهادة مبين بها مكان وتاريخ زراعتها وتراقب الأجهزة المحلية أو مكاتب البيئة بالمحافظات مدى التزام ولى الأمر بالحفاظ على الشجرة، وفى حال إهمالها يواجه بعقوبة رادعة.