احتضان مدينة شرم الشيخ منتدى شباب العالم.. الأهمية والدلالات

احتضان مدينة شرم الشيخ منتدى شباب العالم.. الأهمية والدلالاتاحتضان مدينة شرم الشيخ منتدى شباب العالم.. الأهمية والدلالات

* عاجل19-11-2017 | 23:22

كتبت: هايدي عادل هنيدي أظهرت ثورة 25 يناير الدور الحيوي للشباب في تحريك الأحداث على الساحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتأثير في مجريات العملية الديمقراطية، أي أنهم الركيزة وحجر الأساس في أي مسيرة للنهضة والتنمية الشاملة. وبدوره حرص الرئيس "عبد الفتاح السيسي" منذ أن تولى الرئاسة المصرية، على التواصل مع الشباب والاستماع إليهم وإشراكهم بشكل الحقيقي في إدارة شئون الدولة ومحاولة دمجهم في الحياة السياسية؛ انطلاقاً من قناعته بضرورة تنمية هؤلاء الشباب وتطويرهم والاستفادة من طاقاتهم من أجل نهضة وبناء الدولة بشكل سليم. وفي هذا الصدد جاءت مبادراته التي تهدف إلى اكتشاف الشباب المتميز صاحب الأفكار والمبادرات الخلاقة، ومن ذلك عقد المؤتمر الأول للشباب في شرم الشيخ في ديسمبر عام 2016، والتنسيق مع جميع أجهزة الدولة لعقد مؤتمر شهري للشباب يحضره عدد مناسب من ممثلي الشباب من كافة الأطياف والاتجاهات يتم خلاله عرض ومراجعة موقف جميع التوصيات والقرارات الصادرة عن المؤتمر الوطني الأول للشباب وما يستجد بعدها. وفي نوفمبر 2016، استضافت رئاسة الجمهورية لقاءً بمجموعة من شباب الأحزاب السياسية تمثل 25 حزبا لعرض رؤية مبدئية لورقة عمل سياسية مشتركة حول آليات ومحاور سياسات العمل التطوعي، وذلك استمرارًا لتواصل مؤسسة الرئاسة مع مجموعة من شباب الأحزاب السياسية للتنسيق في وضع برامج وسياسات لتفعيل قرارات وتوصيات المؤتمر الوطني الأول للشباب المتعلقة بنشر ثقافة العمل التطوعي، وتبني أولى مشروعاتها القومية للقضاء على الأمية تحت شعار "مصر بلا أمية". لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد، بل قامت رئاسة الجمهورية، بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومجموعة من الرموز الشبابية، بإعداد تصور سياسي لتدشين مركز وطني لتدريب وتأهيل الكوادر الشبابية سياسيًا واجتماعيًا وأمنيًا واقتصاديًا من خلال نظم ومناهج ثابتة ومستقرة تدعم الهوية المصرية وتضخ قيادات مصرية شابة في كافة المجالات. وبالفعل، أصدر الرئيس "عبد الفتاح السيسي" القرار الجمهوري رقم 434 لسنة 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب، وتهدف الأكاديمية إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم. إضافة إلى ذلك قام الرئيس "السيسي" برعاية مجموعة من الكيانات الشبابية لتمكينهم كل في قطاعه حيث التقى بــــ (شباب أكاديمية البحث العلمي –شباب المبادرات المجتمعية – شباب الإعلاميين – شباب خريجي الجامعات الأجنبية T20 –شباب الجاليات المصرية بالخارج –شباب المبتكرين في مجال تكنولوجيا المعلومات). كما تعد رئاسة الجمهورية مشروعاً لتأهيل الشباب سياسياً ومجتمعياً بقدرة استيعابية حوالي 2000 شاب سنوياً، تحت اسم البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة، الذي يهدف إلى إنشاء قاعدة قوية وغنية من الكفاءات الشبابية كي تكون مؤهلة للعمل السياسي والإداري والمجتمعي بالدولة، وذلك من خلال إطلاعها على أحدث نظريات الإدارة والتخطيط العلمي والعملي، وزيادة قدرتها على تطبيق الأساليب الحديثة لمواجهة المشكلات التي تحيط بالدولة المصرية.  ودعماً لهذه الخطوات، واصل الرئيس "عبد الفتاح السيسي" احتضانه للمبدعين والملمهين والخبراء وصغار العلماء من الشباب، من خلال رعايته لأكبر منصة عالمية فعالة للحوار المباشر بين شباب العالم الذين ينتمون إلى دول شتى وحضارات وثقافات متعددة، وهو (منتدى شباب العالم) الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ خلال الفترة من 4 إلى10 نوفمبر 2017، بمشاركة 3000 شاب من ١١٣ جنسية، بالإضافة إلى عدد من قادة ورؤساء ووزراء العالم ومبعوث للأمين العام للأمم المتحدة وآخر للاتحاد الإفريقي، والذي تضمن على مدار 5 أيام متواصلة عقد 46 جلسة وورشة عمل يتحدث فيها 222 متحدثا رسمياً يمثلون 64 دولة في حوار تفاعلي مع الشباب حول صناعة المستقبل والتنمية المستدامة، حيث تم مناقشة عدد من القضايا والمحاور الحيوية التي تهم مختلف الفئات الشبابية حول العالم، وهي: - محور قضايا شبابية عالمية.. يتضمن مناقشة قضايا الإرهاب ودور الشباب في مواجهتها، ومشكلة تغير المناخ والهجرة غير المنتظمة واللاجئين، ومساهمة الشباب في بناء وحفظ ‏السلام في مناطق الصراع، وكيفية توظيف طاقات الشباب من أجل التنمية. - محور التنمية المستدامة والتكنولوجيا وريادة الأعمال.. من خلاله يتم التعرف على رؤى الشباب لتحقيق التنمية المستدامة حول العالم، واستعراض التجارب الدولية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وعرض تجارب شبابية مبتكرة في مجال ريادة الأعمال، مع مناقشة تأثير التكنولوجيا على واقع الشباب. - محور الحضارات والثقافات.. يضم موضوعات خاصة بالفنون والآداب والهوية الثقافية، وكيفية تكامل الحضارات والثقافات والاستفادة من تنوعها واختلافها، وكيف تصلح الآداب والفنون ما تفسده ‏الصراعات والحروب‏، بالإضافة إلى البعد الثقافي للعولمة وأثره على ‏الهوية الثقافية للشباب. - محور صناعة قادة المستقبل.. في هذا المحور، يتم استعراض التجارب الدولية البارزة في تأهيل وتدريب الشباب، ودور الدول والمجتمعات في صناعة قادة المستقبل.  وتبرز أهمية هذا الحدث العالمي، من عدة منطلقات؛ أولها، نجاح مصر كمركز لجذب واستقطاب الشباب حول العالم، وملتقى تتلاقى فيه الأفكار والرؤى والاتجاهات، ومنبراً يعكس نموذجها في الحوار، ويبرز رسالتها في الاهتمام بالشباب الواعد الذي يطمح في بناء مستقبل أفضل لوطنه. أما ثانيها، إظهار قدرة مصر العالية على الإعداد الدقيق والتنظيم المحترف للمؤتمرات الدولية، ومن ثم اقتناع كل الوفود بأنهم في دولة متحضرة وقوية ومتماسكة وآمنه وقادرة علي الإعداد والتنظيم الجيد علي أرقي المستويات الدولية. وثالثها، أهمية وحيوية التوصيات التي خرج بها المنتدى، والتي شملت: انعقاد المنتدى سنويًا خلال شهر نوفمبر من كل عام في شرم الشيخ، إنشاء مركز للتواصل الحضاري بين شباب مصر والعالم، إنشاء المركز الإفريقي لشباب القارة الإفريقية، وضع إستراتيجية لمواجهة التطرف والإرهاب والأمية بداية من ٢٠١٨، إنشاء مركز إقليمي لدعم النابغين من الدول العربية والأوروبية، عقد ورش عمل وتفعيل آليات التعارف والحوار بين شباب العالم، وغيرها. ورابعها، نجاح المنتدى في إظهار صورة مصر السلام البعيدة عن العنف والتخريب، خاصة أن وسائل الإعلام نقلت فعاليات المنتدى من داخل سيناء، مما يقدم تسويقًا سياسيًا خارجيًا مفاده أن مصر لديها رؤية سياسية مستدامة، وبالتالي يسهم في إعادة تنشيط السياحة وجذب السياح من كل العالم إلى في مصر بشكل عام وشرم الشيخ بشكل خاص، ومن ثم إعادة حيوية وتعافي الاقتصاد الوطني ككل. أما خامسها، فهو يظهر مدى عظمة مصر وقدرتها على المساهمة في حل مشاكل العالم والدعوة إلى أمنه واستقراره، وكذلك يظهر أن صوت مصر ودعوتها يصل إلي جميع دول العالم؛ لأنها تخطو بثبات نحو مكانتها في مقدمة الصفوف، وتبني نفسها بنجاح. ومن ناحية سادسة وأخيرة، فإن مثل هذا المنتدى قد يكون بمثابة قوة ناعمة لمصر، من خلال نقل الصورة الصحيحة والحقيقية عن مصر لشباب العالم، علي اختلاف وتنوع وتعدد جنسياته وثقافاته، بعيدا عن الصورة المشوهة والمغلوطة التي تحاول قوى الشر وجماعة الإرهاب الترويج لها عن مصر في الخارج. وفي الأخير، فإنه يمكن القول إن الرئيس "عبد الفتاح السيسي" نجح في إرساء وتدشين آلية المؤتمرات الشبابية المحلية والدولية، وهو يعد أحد وأهم أبرز الانجازات التي تحسب له، باعتبارها أحد الوسائل الناجحة للاستماع إلى الشباب لمعرفة رؤيتهم في بناء الدولة الحديثة ومشاركتهم الفعالة في الحياة السياسية، وإتاحة الفرص أمامهم لرسم خارطة تنموية عالمية تمهد لنجاح دولهم.. فاستخلاص الأفكار عملية مهمة في طريق النجاح أمام الشباب ليضعوا أقدامهم على طريق التقدم، وهو ما يوضح أن مصر تسير في طريق الصحيح ولديها مشروع وطني قوي لترسيخ قيم الولاء والانتماء للوطن بين الشباب.
    أضف تعليق

    مَن صنع بُعبع الثانوية العامة ؟!

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    إعلان آراك 2