علقت صحيفة ذا هيل الأمريكية على نتائج الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ /كوب26/، قائلة إن اجتماع جلاسكو لم ينته بالفشل أو النجاح، مؤكدة أن السباق الحقيقي لإنقاذ الكوكب من أزمة المناخ قد بدأ بانتهاء القمة.
وأوضحت الصحيفة - في مقال للرأي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم - إن الاجتماع اختتم عاما حافلا بالتحديات والرعب من تغير المناخ، ومن المرجح الآن أكثر من أي وقت مضى أن تتعرض دول جزرية وثقافات بأكملها للغرق؛ إذ ستؤدي الأمطار الغزيرة إلى المزيد والمزيد من الفيضانات في بعض أجزاء العالم، في حين أن تفاقم الجفاف الحار ونقص المياه الذي يلوح في الأفق يسيطر على مناطق أخرى، متسائلة: ما الذي يتطلبه الأمر لإقناع البشرية بأنه يجب علينا التصدي ل تغير المناخ الذي يدمر كوكبنا؟.
وذكرت الصحيفة أن مؤتمر كوب 26 بالكاد ترك هدف الحد من الاحتباس الحراري المطلوب والمتمثل في 1.5 درجة مئوية، على قيد الحياة، ولكن لا تزال هناك طريقة لإنقاذ الكوكب من أكثر الآثار المدمرة لتغير المناخ.
وأضافت أنه يتعين على الجميع إدراك أن أي اتفاقية دولية قد لا تنقذ الموقف أبدا، موضحة بالقول: "لقد تعلمنا في الأيام الأخيرة من قمة جلاسكو أن الصين تدرك أن عالمنا لا يمكن أن يزدهر مع تغير المناخ الذي يزداد سوءا. وبالنسبة للصين -فهي لا تعتبر الأمر مجرد سباق للبقاء- إنه أيضا سباق للحصول على الوظائف الجديدة التي تظهر بسرعة في اقتصاد الطاقة النظيفة.
ففي عام 2020 ، كانت أربع من كل 10 وظائف في مجال الطاقة المتجددة موجودة في الصين، أكثر من أي دولة أخرى. غير أن الصين لم تقدم أي التزامات جديدة مذهلة في جلاسكو، لكنهم يعلمون بالتأكيد أن السباق مستمر".
وفي أوروبا -التي وصفتها الصحيفة بأنها، كانت ولا تزال منارة الأمل الساطعة في العالم- فسيعود قادتها إلى أوطانهم وهم أكثر التزاما بالعمل المناخي. فقد خسرت أوروبا حياة أكثر من 20 ألف شخص في موجة الحر التي شهدها عام 2003. في حين عانى جنوب أوروبا من حرارة غير مسبوقة وجحيم حرائق غابات هذا الصيف، بينما في الأشهر القليلة نفسها تضررت مواقع أكثر في الشمال بشدة من الفيضانات الشديدة بسب المناخ.
أما عن الولايات المتحدة فهي بلد آخر منقسم -وفقا للصحيفة- فحالها كحال أستراليا، فهي تقف عند نقطتين فاصلتين - ليس فقط من كارثة مناخية، ولكن أيضا نقطة يبدأ فيها اقتصاديات الطاقة المتجددة في دفع الانتقال الوطني بعيدا عن الوقود الأحفوري، إذ تستمر تكاليف أنظمة الطاقة المتجددة والتنقل الكهربائي والحلول الأخرى لتحدي المناخ الذي نواجهه في الانخفاض، بينما تظل أسعار الوقود الأحفوري متقلبة بل وحتى معوقة.
وأشارت "ذا هيل" إلى أن أكثر من 50 في المائة من الأمريكيين، وأكثر من 60 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي لأمريكا، يتواجد في ولايات ملتزمة بالعمل المناخي. ففي هذه الولايات وغيرها، يزدهر انتشار طاقة الرياح والطاقة الشمسية مما يوفر دخلا إضافيا للمزارعين ومربيي الماشية والمجتمعات في جميع أنحاء البلاد. ورأت الصحيفة أنه من الواضح أن معظم الأمريكيين يعرفون أن السباق مستمر، حتى لو ظلت نصف النخبة السياسية غارقة في نفوذ الوقود الأحفوري وتمويله.
وأكدت الصحيفة أنه بوجود جلاسكو في مرآة الرؤية الخلفية، حان الوقت الآن لمعرفة المكان الذي ينطلق منه العمل الحقيقي في البلدان والولايات وفي المقاطعات والمدن. إذ يجب علينا فصل أنفسنا واقتصاداتنا عن الوقود الأحفوري بأسرع ما يمكن، ولأسباب تتجاوز فوضى المناخ وتلوث الهواء المميت الذي يسببه الوقود الأحفوري. وفي جميع أنحاء العالم، نجد أنفسنا عند نقطة تحول اقتصادية وستكون البلدان التي تتحرك بشكل أسرع هي القائد الحقيقي لاقتصاد الطاقة النظيفة سريع التوسع في القرن الحادي والعشرين.
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه من أجل التنافس، نحتاج إلى أن يتحرك الكونجرس بجرأة فيما يتعلق بالعمل المناخي لتفادي وقوع كارثة المناخ ولضمان اقتصاد أقوى. وللتأكد من أن جميع الأمريكيين يستفيدون من الانتقال إلى اقتصاد قوي ومنخفض الكربون ثشكل عادل ويتمتع بقوة البقاء على المدى الطويل. ولتمكين الصناعة الأمريكية والعاملين الأمريكيين من أن يصبحوا قادة في مجال الطاقة النظيفة، والانتقال الكهربائي وكل شيء آخر ضروري للتخلص من الكربون والتحلي بالمرونة في مواجهة تغير المناخ المستمر، مشيرة إلى أنه لتحقيق النجاح في هذا الشأن، يتعين على الكونجرس أن يضطلع بدوره لدفع العمل الملموس الجريء الآن والفوز بالسباق لتكون البلد الذي يوفر المعرفة والحلول والقيادة والتنافسية العالمية للفوز بسباق من أجل انقاذ الكوكب من تغير المناخ.