كتب: عمرو فاروق
كشفت عمرو عبد الحافظ، صاحب مبادرة المراجعات الفكرية لجماعة الإخوان الإرهابية داخل سجن الفيوم، أن عددا من قيادات الإخوان داخل السجون عقدوا اجتماعا منذ فترة داخل سجن الفيوم، للنقاش حول الموقف الراهن الذي تمر به الجماعة وكيفية الخروج منه؟ .
وأشار عبد الحافظ، في بيان له من داخل السجن، إلى أن اللقاء دار حول مهية استمرار الصراع مع النظام المصري الحالي، ومدى تأثير ذلك على مستقبل التنظيم، وشباب الجماعة، والطريقة المثلى التي ينبغي أن يتعامل بها الإخوان مع الظرف السياسي الحالي، وأنه تم الاستقرار على فكرة تصفير الصراع، وتقديم التنازلات للخروج من النفق المظلم الذي أوقعت الجماعة نفسه فيه خلال السنوات الماضية دون رؤية حقيقية للمشهد.
وأضاف عبد الحافظ، أن معظم من حضروا اللقاء، أكدوا على ضرورة تقديم التنازلات، والوصول بالصراع إلى نهايته والتراجع عن المواجهات المسلحة التي يقودها الجناح المسلح، والدخول في مصالحة مع النظام الحالي، أو طرح فكرة المراجعات كصيغة للخلاص من الوضع المتدهور الحالي.
وأوضح عبد الحافظ، أن هذه الأطروحات تم التنصل منها مجرد أن أعلن عدد من شباب الجماعة داخل السجون، تقديم مراجعات سياسية، وتقييم تحركات الجماعة منذ أحداث ثورة يناير (كانو الثاني)، 2011، وصول لسقوط حكم المرشد، في 30 يوينو(حزيران) 2013، واعتبروا أن هذه المرجعات خيانة للتنظيم .
وأكد عبد الحافظ، أن جماعة الإخوان تنظر اللحظة التي يغيب فيها رأس النظام الحالي، عن الحياة السياسية، ليحل مكانه رأس جديد، وسيسعون وقتها إلى مد أيديهم للمصالحة، وسيتباهون بأنهم ظلوا صامدين ثابتين على مبادئهم حتى انتصروا على من عاداهم، وسيقولون، وقتها رحل السيسي وبقيت جماعة الإخوان، مثلما قالوها من قبل بعد وفاة عبد الناصر، وسيوهمون أنفسهم والناس يومها أنهم المنتصرون.
ونوه عبد الحافظ، إلى أن الإخوان يدركون أنه ليس باستطاعتهم حسم الصراع لصالحهم، ولكن يثقل عليهم الاعتراف بالهزيمة، ويصعب عليهم الظهور أمام أتباعهم والناس في صورة الخاسر، وسينتظرون اللحظة التي يتغير فيها رأس النظام؛ ليوهموا أنفسهم والناس بأن النظام كله قد تغير وانتهى، وأنهم هم الباقون أبدا والمنتصرون في نهاية كل معر
وأفاد عبد الحافظ، أن بعض وسائل الإعلام تخطأ عند استخدامها مصطلح "التوبة" عند الحديث عن تغير قناعة بعض المنتمين إلى "الحركات الإسلامية" واتخاذهم قرارا بمغادرة الجماعة التي انتظموا في صفوفها مدة من الزمن، لأنه مصطلح ديني وليس مصطلحا فكريا أو سياسيا.
وذكر عبد الحافظ، أنه من الناحية الدينية كل الناس مطالبون بالتوبة إلى ربهم، وليس فئة واحدة منهم، ثم إنه لا يوجد في أفكار البشر صواب مطلق وخطأ مطلق، ومصطلح "التوبة" يعني ترك باطل محض إلى حق محض، والأمر ليس كذلك؛ فلا يصح لأي صاحب فكرة أن يدعي كامل صوابها على هذا النحو، فالجماعات إسلامية، تخلط بين المقدس والبشري وتزعم امتلاك الحق دون سائر الناس، وأن مصطلح "المراجعات الفكرية"، أفضل في هذه الحالة لأنه يجري عليها ما يجري على فعل البشر من صواب وخطأ.