تحل اليوك الذكري الـ86 لميلاد الفنانة فيروز، إحدي أبرز أهم فنانات الزمن الجميل، بدأت الغناء وهي في الخامسة من عمرها لتلفت الأسماع إلى صوتها العذب في سن مبكرة.
نشأة فيروز
ولدت نُهاد وديع حداد، الاسم الحقيقي للفنانة فيروز في 21 نوفمبر عام 1935، في حارة زقاق البلاط بالحي القديم القريب من العاصمة اللبنانية بيروت، وكانت الطفلة الأولي للعائلة، وكانت عائلتها متواضعة الحال كان والدها يعمل في مطبعة الجريدة اللبنانية لوريون لوجور، أما والدتها فهي لبنانية مسيحية مارونية تدعى ليزا البستاني.
ظهرت موهبة فيروز الغنائية في سن مبكر، عندما كان عمرها 12 عامًا، التقت بالملحن اللبناني محمد فليفل وفي إحدي الحفلات المدرسية، وأظهر إعجابه الشديد بصوتها الجميل، وكان له فضل كبير في إظهار هذة الموهبة الصغيرة.
جعلها تنضم لتشارك كمؤدية في كورس الإذاعة، ومن ثم التحقت فيروز بمعهد الإذاعة الوطنية اللبنانية، وبعد مرور أربع سنوات من الدراسة في المعهد، نجحت وبتفوق أمام لجنة فحص الأصوات المكونة من الملحن والموسيقار حليم الرومي، ونقولال المني من أهم مؤسسي الأغنية اللبنانية، والملحن خالد أبو النصر.
غنت أمام اللجنة أغنية (يا ديرتي) للفنانة لأسمهان، وأغنية (يا زهرة في خيالي) لفريد الأطرش، وأعجبت اللجنة بصوتها، ومن هنا كانت النقلة الكبيرة لفيروزعندما حيث قدَّم لها حليم الرومي ألحانًا لأول أغانيها لقيت صدىً واسعاً في الإذاعات العربية تلك الفترة كانت أغنية (تركت قلبي وطاوعت حبك) وهي أول أغنية ل فيروز غنتها في الإذاعة عام 1950.
تعرفت فيروز في بداية الخمسينيات على الأخوين عاصي رحباني ومنصور رحباني، اللذان كتب ولحن لها مئات الأغاني، وقتها كان عاصي ملحن مبتدئ يعزف على الكمان ويقدم برامجه الموسيقية في الإذاعة، بدأت فيروز معهما مشوار فني مثمر من التعاون الفني تمثل في العديد من الأعمال المسرحية الغنائية والمئات من الأغاني التي يصل عددها إلى 800 أغنية، خلال فترة زمنية امتدت لثلاثة عقود وأبدعت في الموشحات
الأندلسية والمواويل والعتابات.
مشوارها الفني
تميزت أغاني فيروز بقصر مدتها وقوة معناها على عكس الأغاني العربية السائدة في هذا الوقت والتي كانت تمتاز بالطول، كما أنها كانت بسيطة التعبير ومتنوعة المواضيع، حيث غنت للحب وللأطفال، وللحزن وللفرح، والأم والوطن، ومعظم أغانيها من كلمات وألحان الأخوين رحباني.
أبرز أغاني فيروز
أغنية عتاب عام 1952، سجلت فيرُوز أغنية (يا جارة الوادي) في عام 1953وفي نفس اليوم توفت والدتها كان عمرها لا يتجاوز 45 عامًا.
راجعون عام 1953، فيروز عام 1960، غني مع نجوم لبنان عام 1960، حكايات الربيع عام 1964، أحب دمشق عام 1999، احكيلي عن بلدي عام 1979، أحلى ليالي المنى عام 1953، آخر أيام الصيفية عام 1975، ازهر النرجس عام 1953، إلى دمشق عام 1954، انا عصفورة الشمس عام 1968، ايماني ساطع عام 1973، ببلدي الأول عام 1972، بعد الليالي عام 1954، بكتب اسمك عام 1964، بيت الحبيب عام 1956، بيتنا في الجزيرة عام 1958، تبقى بلدنا عام 1973، جفنه علم الغزال عام 1958، جناتنا عام 1951، حبك ليالي الهنا عام 1955، حبوا بعضن عام 1975، حبيبي ترى هل تعود عام 1955، حلو يا سهرنا عام 1955، حبيتك تنسيت النوم عام 2000، جينا لحلال القصص عام 1968، حنا السكران عام 1973، خضرة يا زينتنا عام 1955، راح يطلع القمر عام 1971، رجعت في المساء عام 1957، ضاق خلقي عام 1999، صيف يا صيف عام 1969، عربة لميا عام 2001، كبيره المزحة هاي عام 2010، كتبت اليك عام 1999، كل ما الحكي عام 2010، لا والله عام 2001، ولي فؤاد عام 1999، ياقمر لشو تطلع عام 1971، يامحلا ليالي الهوى عام 1963، يسعد صباحك ياحلو عام 2001، يا عاقد الحاجبين عام 1967، يا طير عام 1967، حبيتك بالصيف عام 1970.
المسرحيات الغنائية التي قدمتها فيروز
أيام الحصاد عام 1957، البعلبكية عام 1961، جسر القمر عام 1962، البعلبكية عام 1961، مسرحية عودة العسكرعام 1962، مسرحية بياع الخواتم عام 1964، مسرحية أيام فخر الدين عام 1966، مسرحية هالة والملك عام 1967، مسرحية يعيش يعيش 1970، مسرحية صح النوم عام 1971، مسرحية ناس من ورق عام 1972، مسرحية المحطة عام 1973، مسرحية لولو عام 1974، مسرحية ميس الريم عام 1975، مسرحية البترا قدمت هذة المسرحية في عمان ودمشق بين عامي 1977و 1978.
أعمال فيروز السينيمائية والتليفزيونية
فيلم بنت الحارس ويعد من أبرز أفلامك السينما اللبنانية، الإسوارة، ضيعة الأغاني، ليالي السعد، القدس في البال، دفاتر الليل، سهرة الحب، قصيدة الحب.
الحياة الأسرية لفيروز
لم تكن علاقة فيروز وعاصي الرحباني متعلقة بالعمل فقط، بل جمهما الحب أيضًا الحب الذي حمل الكثير من العواطف والألم.
أعجب عاصى بفيروز، حيث عمل عاصي على موهبة فيروز، وجعل منها أيقونة في العالم العربي والغربي، وتعتبر أول أغنية رحبانية ل فيروز كانت بعنوان "غروب"، وبعد الأغنية أعلنوا عن زواجهما في عام 1955، وأثمر عن هذا الزواج 4 أولاد "زياد، وهالي، وليال، وريما".
تضمنت قصة حب فيروز وعاصى الرحبانى، الكثير من النجاح والمصاعب، حيث تعتبر أغنية "سألوني الناس عنك يا حبيبي" من الأغانى التى أعلنت فيها حبها لعاصى، غنت فيروز تلك الأغنية وبالتحديد في عام 1973، بعد إصابة عاصي بنزيف في المخ مباشرة، ولحن لها الأغنية ابنها زياد الرحباني، وكانت تلك الأغنية تجسيد لغياب عاصي لأول مرة بعيد عنها.
ولكن رحلة عملهما كانت أطول من رحلة زواجهما، فتم انفصالهما في عام 1978، ولكن ظل عاصي يلحن لها أغانيها، الأمر الذى كان يعد من الأمور التى شغلت بال الكثيرين فى ذلك الوقت.
توفي عاصي الرحباني في 21 يونيو عام 1987 وكانت وفاة عاصي بمثابة صاعقة أصابت عصفور الشرق، ففي إحدي الحفلات بعد وفاة عاصي وقفت علي خشبة المسرح وانهمرت من البكاء وقالت للجمهور : "بيعز علي غنى يا حبيبي.. ولأول مرة ما بنكون سوا، تعبيرًا عن اشتياقها له".
زيارات فيروز إلي مصر
زارت فيروز والأخوين رحباني مصر ثلاث مرات، المرة لأولى في فبراير عام 1955، حين وجهت إذاعة صوت العرب دعوة رسمية للأخوين رحباني ول فيروز لزيارة العاصمة المصرية لبث أغانيهما من الإذاعة المصرية.
ومن عام 1955 إلي عام 1966، لم تكرر فيروز زيارتها لمصر وانتشرت شائعات أنه أغاني فيروز ممنوعة في مصر، ووصلت تلك الشائعات إلى حد التصريح في الصحافة، مما دعا (أمين هويدي وزير الإرشاد القومي)، في مايو عام 1966 إلى توجيه دعوة رسمية إلى فيروز والأخوين رحباني لزيارة الجمهورية العربية المتحدة، فزارت فيروز مصر مرة أخرى في منتصف أكتوبر 1966، بعد 11 عامًا من زيارتها الأولى
وزارت فيروز مصر مرة أخيرة عام 1989، لإحياء حفلها عند سفح الأهرام.