رغم القبض على العديد من جواسيس إسرائيل فى السنوات القليلة الماضية، مازالت دولة الاحتلال تصر على اتباع نهج عدوانى باتجاه جميع دول الجوار، وتستخدم فى ذلك شبكة من العملاء، وتستعين بالثورة التكنولوجية التي تديرها أكبر شبكات التجسس وأكثرها خطورة، إلى جانب 27 شركة إسرائيلية ناشطة في هذا المجال، وهذا الرقم يضع الكيان الصهيوني - البالغ عدد سكانه 8 ملايين نسمة- في طليعة التصنيف العالمي للشركات التجسسية.
بيجاسوس يتجسس على رؤساء الدول والحكومات والملوك
أثارت شركة NSO الإسرائيلية جدلاً كبيراً ببيعها أخطر برامج التجسس "بيجاسوس" لمجموعة من الدول من بينها دولِ عربية، للتجسس على صحفيين وناشطين حول العالم بجانب رؤساء دول ودبلوماسيين وأفراد عائلات ملكية في دول عربية.
التجسس على ماكرون وشخصيات فى فرنسا
وطورت NSO الإسرائيلية، برنامجها الخبيث للتجسس على الهواتف المحمولة في تلك الدول منذ عام 2015، ولكن انتهى الأمر بإفساد العلاقات بين دولة الاحتلال وتلك الدول وعلى رأسها المغرب التي رفعت دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية في باريس ضد منظمتي "فوربيدن ستوريز" الفرنسية والعفو الدولية اللتان قامتا بتسريب قائمة المخترق هواتفهم، وذلك بتهمة التشهير، وكذلك العلاقة بين الكيان الصهيوني وفرنسا التي غيّر رئيسها رقم هاتفه تفاديًا لأي اختراق محتمل.
التجسس على إردوغان والتصنيع العسكرى فى تركيا
وعمد الموساد إلى توزيع العملاء في جميع أنحاء الدول العربية، حيث يجدها الاحتلال الإسرائيلي أفضل وسيلة تجسس له حتى الآن، وكان آخرها حادثة تجسس لزوجين إسرائيليين في تركيا، هما ناتالي وأوكنين الذين تم القبض عليهما بتهمة التجسس أثناء قيامهما بالتقاط صور لمنزل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أن الأمر انتهى بإطلاق سراحهما فى صفقة غير معلوم تفاصيلها، بعد أن أكدت دولة الاحتلال أنهما ليسا موظفين في أي وكالة استخبارات.
سبق ذلك ما نشرته صحيفة "الصباح" التركية الموالية للحزب الحاكم، عن القبض على شبكة تجسس إسرائيلية في تركيا أكتوبر الماضي، وكان أحد أعضاء شبكة الجواسيس الإسرائيلية -المؤلفة من 15 عنصرا- يجمع معلومات عن الفلسطينيين المقيمين في تركيا وعن التصنيع العسكري التركي.
إعدام الجاسوس الإسرائيلى فى الجزائر
وفي الجزائر كانت هناك قضية جاسوسية أخرى، حيث أعلنت الدولة الشقيقة عن ضبط شبكة تجسس إسرائيلية عام 2017، وعلى إثرها حكمت "محكمة غراديه" عام ٢٠١٨ بإعدام أحد أفرادها وبالسجن 10 سنوات لبقية أعضاء الشبكة، وكانت تنحدر جنسياتهم من دول أفريقية وهي: ليبيا، مالي، غانا، غينيا، إثيوبيا، نيجيريا، كينيا وواحد من جنسية كندية.
وقبلها وتحديدا في أواخر 2016 تمكنت أجهزة المخابرات الجزائرية من كشف عمليات تجسس إسرائيلية على المنشآت العسكرية الجزائرية في مدينة تبسة (شرق)، من خلال طائرات أمريكية بدون طيار، وكانت تحت تصرف الموساد بهدف جمع معلومات حول المنشآت العسكرية الجزائرية.
أمريكا تتدخل للإفراج عن ضابط إسرائيلى فى العراق
وفي نفس العام ألقي القبض على جاسوسة إسرائيلية تدعى باراس تمر افيفا بالعراق بمنطقة النجف، وبدأت القصة عندما كشف مصدر أمني عراقي عن اعتقال ضابطة استخبارات إسرائيلية في النجف الأشرف، تحمل هوية ووثائق أمريكية وتنتحل صفة صحفية في أحد فنادق المدينة، حيث قامت قوات الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية العراقية بالتعرف عليها واعتقالها على الفور، إلا أن قاضي الملف أمر بالإفراج عنها تحت ضغوط مارستها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لم تؤكد وزارة الداخلية أو أي جهة أمنية سواء في بغداد أو النجف أي تفاصيل عن القضية.
ضبط جاسوس حدد المواقع العسكرية السودانية للغارات الإسرائيلية
في عام ٢٠١٤ تمكنت الأجهزة الأمنية بالسودان من إلقاء القبض على أحد أهم عناصر شبكة تجسس إسرائيلية في البحر الأحمر، وهو المتورط الرئيسي في عدد من العمليات التي استهدفت مواقع ومناطق عسكرية بالأراضي السودانية، فضلاً عن الغارات الإسرائيلية المختلفة التي وقعت بالمنطقة الشرقية.
القبض على ضابط الموساد فى مصر
وبالطبع يجب ألا ننسى أشهر حادثة تجسس للموساد في مصر بعد أحداث 25 يناير، وهي حادثة الجاسوس "إيلان تشايم جرابيل" ضابط الموساد الإسرائيلي الذي تم القبض عليه في القاهرة، حيث أعلنت أجهزة الأمن ب مصر أنه كان مكلفًا من قيادة جهاز الموساد بعدة مهام على الأراضي المصرية، ويعتبر جرابيل هو رابع جاسوس يجري الكشف عنه بعد أحداث 25 يناير.
ومن بين المهام التي تحدثت عنها السلطات المصرية لجرابيل، جمع المعلومات عن أحداث 25 يناير التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك والقوى المشاركة فيها وحجم تأثير كل منها والعمل على تجنيد شباب مصريين ودفعهم إلى إشعال فتنة بين الجيش والمتظاهرين في ميدان التحرير الذي شكل بؤرة تلك الأحداث، إضافة إلى تجنيد شباب للعمل ضمن شبكة تجسس إسرائيلية على الأراضي المصرية، خاصة وأن إسرائيل مهتمة بالوصول إلى ما يسمى بمعرفة النوايا بعد أن أصبح كثير من المعلومات متاحة بفضل التقدم التكنولوجي.