«ناس تانية»: القوة الناعمة اسمها: أمينة

«ناس تانية»: القوة الناعمة اسمها: أمينة«ناس تانية»: القوة الناعمة اسمها: أمينة

* عاجل20-11-2017 | 22:31

كتبت: مروة علاء الدين

"أمينة كمال السباعي" بطلة من أبطال مصر فى المصارعة.. هل سمعت هذا الاسم من قبل؟! .. طيب هل تعرف صاحبته؟! لا نعتقد.. إذا دعنا نقول لك من هى أمينة.

فتاه فى العشرين من عمرها، فى عمر الثماني سنوات شجعتها أمها على الانخراط فى تمارين لعبة   المصارعة الحرة؛ اللعبة التى أبدت شغف بها، وذلك عندما رأت فيها عزم وإصرار وطموح للوصول إلى هدف تحقيق الذات والاستقلال والنجاح من خلال حبها للعبة المصارعة.

وكانت الخطوة التى تلت التشجيع أن ذهبت بها أمها إلى أحد مراكز الشباب بالقرب من منزلها كنوع من الدعم والتشجيع،  والدها – أيضا- ساهم بدور كبير فى إزكاء هذه الروح.. روح الإصرار والاعتماد على الذات.

واكتمل المثلث بعمها وهو رياضى يعمل مدربا لكرة القدم، يعنى العائلة لم تخلو من الجينات الرياضية

بدأت أمينه في الذهاب إلى النادى للتدريب على المصارعة،  وكانت أصغر المتدربين والمتدربات، ووجد فيها مدربها الأول الدكتور أسامة سعيد البذرة المبشرة، والخامة الجيدة ، والاستعداد للوصول إلى طريق البطولة فى أسرع وقت.

وفى الحكاية اسم آخر هو: "نادية عنتر" اسم كبير للاعبة مصارعة مصرية، اتخذتها أمينة قدوة، ورأتها مثال لأنثى حققت نجاحات وصلت إلى العالمية بطولة العالم.

واظبت أمينة على التدريب، وصعدت بعزم إلى المراكز الأولى فى بطولات الناشئين، فحصلت على المركز الأول فى بطولة الجمهورية للناشئات وهى فى عمر 11عام ثم قفزت إلى بطولات الكبار..، ولأنها متميزة جدا.. شجعها المدرب على الاشتراك فى بطولة الجمهورية لمرتين فى العام، وليس لمرة واحدة فى العام، كما يشارك أقرانها.

 وتوالت نجاحاتها المحلية حتى وصلت إلى تصفيات المنتخب لتصل إلى محطة اللعب الدولي، ودخلت تصفيات منتخب المصارعة للناشئات فى عام2014.

ثم مثلت مصر فى بطولة أفريقيا وحصلت على المركز الأول ومنه تأهلت إلى بطولة العالم تحت عشرين سنة، لم يسبق لها أحد فى هذا السن للوصول إلى هذا التنافس الشرس، لتلعب أمام لاعبة كورية الجنسية، وصحيح أنها لم تحصل على مركز في تلك البطولة ولكن، كان ذلك بسبب صغر سنها.

فى العام التالى 2015 حصلت على المركز الثانى فى بطولة أفريقيا، فتأهلت لبطولة البحر المتوسط فى إيطاليا وحصلت على المركز السابع.

وفى عام 2016 لعبت أمينة التصفيات المؤهلة لبطولة أفريقيا، هنا فى بلدها على أرض مصر، وشارك فيها كل أعضاء الفريق وحصلت على المركز الثاني.. لتتأهل رسميا للبطولة الأفريقية، لكن لم تشارك فيها، والسبب: عدم توافر الإمكانيات المادية، لم تسافر أمينة، ولكن سافر لاعبان من الفريق المصرى كله.. لاعبان من فريق كامل مكون من ثماني لاعبين ولاعبات.. تصوروا !

وبعد شهرين لعبت أمينة بطولة أفريقية أخرى فى الجزائر وحصلت على المركز الثاني بعد أن صارعت لاعبة جزائرية، وأخرى تونسيه، وثالثة من ساحل العاج.

وتتمرن أمينة الآن للحصول إلى المركز الأول فى أفريقيا متحدية عدم وجود أى دعم للعبتها ولها، ولأقرانها..

وهذا لم يمنع أمينة أن تحلم حلما كبيرا، حلم بحجم العالم، عالمها، المصارعة..حلم أمينة أن تكون لاعبة عالمية.

هذا على الرغم من المرارة التى فى الحلق، والعتاب الذى فى الفؤاد، والسؤال الذى فى العقل: لماذا لا يهتم القائمون على الرياضة بالألعاب الفردية؟!، ولماذا يتجاهلها الإعلام؟! ولماذا لا يقدم المسءولون لها الدعم؟! فاليأس هو العدو الأول للإنجاز أى دعم معنوى لهم،  .

وأخر كلام لأمينة معنا كان عبارة عن نصيحة لأقرانها، تلخص مشوارها الرياضى القصير الملىء بالنجاحات، والنصيحة هى: الابتعاد عن المنشطات وما يسمى مكملات غذائية، الاهتمام بالغذاء الطبيعى والأكل الصحي.. فهو افضل كثيرا للرياضيين، وغير الرياضيين أيضا.

أضف تعليق

تدمير المجتمعات من الداخل

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2