كتب – محمد فتحي
قال خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري نحن وكل من يعيش على هذه الأرض الطاهرة المقدسة أرض الأنبياء عبرها نبى الله إبراهيم ودخلها أخوة يوسف ونبي الله يعقوب عليهم السلام آمنين واحتضنت نبى الله موسى مرتين فى خروج أول منفردًا وخروج ثاني مع بني إسرائيل وهم أبناء نبى الله يعقوب عليه السلام وتبركت ببداية الطريق لمسار العائلة المقدسة من رفح إلى الفرما وأضيئت بنور الحضارة الإسلامية حيث أشرقت على صفحاتها من المساعيد وقيل أن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك جبلها حبل الشريعة فى رحلة الإسراء والمعراج نشهد بنقاء أهل هذه الأرض الطاهرة وبطولاتهم عبر التاريخ.
منبر الحضارة يرصد شهادة عيان
أضاف الدكتور ريحان أن منبر الحضارة يرصد شهادة عيان من اللواء فؤاد حسين الذي شغل عدة مناصب بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع فى كتابه " شبه جزيرة سيناء المقدسة – المعجزات الإلهية على أرضها وبطولات أهلها " وقد تضمن الكتاب سبعة أبواب شملت أهمية سيناء العسكرية والدينية والبيئية وعادات وتقاليد وبطولات أهلها وقد قسم المؤلف بطولات أهل سيناء لثلاث مراحل الأولى ما قبل عام 1967 والثانية ما بعد احتلال سيناء والثالثة مرحلة العمل الإيجابي لتحرير الأرض والذي أطلق عليها "مرحلة سيناء العربية" التي تكونت من أبناء سيناء وبعض المحافظات الأخرى وفيها بطولات غير مسبوقة لأهلها.
المرحلة الأولى
عن المرحلة الأولى يشير المؤلف لبطولات فى جمع المعلومات عن العدو ورصد التحركات العسكرية داخل إسرائيل وإرسالها للمخابرات المصرية فى العريش وقد أرسلوا خبر الهجوم الإسرائيلي الوشيك يوم 4 - 5 يونيو.
المرحلة الثانية
فى المرحلة الثانية ظهرت بوضوح معادن أهل سيناء ووطنيتهم وخدماتهم التي قدموها للوطن ومنها مساعدة أفراد القوات المسلحة العائدين والتائهين وتوصيلهم لقناة السويس بعد إخفائهم عن أعين القوات الإسرائيلية ونقل المصابين لأماكن علاج آمنة وعلاجهم بالطب البدوي والمساعدة فى إنشاء مراكز إعاشة وتجمع لأفراد القوات المسلحة فى منطقة بئر العبد تمهيدًا لنقلهم بمراكب صيد إلى بور سعيد بالتعاون مع المخابرات الحربية أو نقلهم سيرًا على الأقدام من خلال الملاحات إلى بور سعيد علاوة على إخفاء العديد من أفراد القوات المسلحة فى بيوتهم كما حدث بالعريش كما قاموا بجمع البطاقات الشخصية والعائلية الفارغة بمبنى السجل المدني والأختام وشعار الجمهورية قبل وصول قوات إسرائيل إليها وقاموا باستخدامها فى استخراج بطاقات لأفراد القوات المسلحة الذين تخفوا فى المدن لإيهام السلطات الإسرائيلية بأنهم من أبناء سيناء كما أنشئت شبكة مخابرات العريش الخاصة من أبناء سيناء كما قام أهالي سيناء وبتكليف من المخابرات الحربية باختطاف الجواسيس الإسرائيليين منفذي عملية السكة الحديد من القنطرة شرق وهى العملية التي قام فيها الجنود الإسرائيليون بتجميع الأسلحة والذخيرة والمعدات العسكرية المتروكة بسيناء لنقلها بالسكة الحديد إلى العريش ومنها لإسرائيل.
مؤتمر الحسنة وقبيلة الصوالحة
مؤتمر الحسنة بعد 16 شهر من احتلال سيناء وبالتحديد فى 26 أكتوبر 1968 جهزت إسرائيل لمؤتمر فى الحسنة بوسط سيناء بحضور جميع وسائل الإعلام المحلية والعالمية وقد خططت إسرائيل لتعلن أمام العالم موافقة أهل سيناء على تدويل سيناء وفشل المؤتمر بعد أن وضعت المخابرات الحربية خطة مع أهل سيناء وقد كان همزة الوصل هو المرحوم محمد اليماني والشيخ سالم الهرش والذي تحدث بصوته الجهوري أمام العالم قائلاً " أن هذه الأرض أرضنا نحن جميعًا مصريين ورئيسنا هو الرئيس جمال عبد الناصر وإذا كانت سيناء محتلة حاليًا فستعود قريبًا إلى الوطن الأم" فصفق له الحاضرون من أهل سيناء وفشل المخطط الصهيوني كما ساعد أهل سيناء القوات المسلحة المصرية عندما وضحوا لهم أن من صفات الجمل أيضًا هي قدرته على العوم واقترحوا على المخابرات نقل المعدات والأسلحة عن طريق الجمال لتعوم من غرب القناة لشرقها وهى فكرة الشيخ سمحان موسى مطير من قبيلة الصوالحة وكانت هذه أول مرة يعرف الجميع أن الجمل يعوم فى الماء وكانت المعدات والأسلحة تنقل بواسطة لنشات مطاطية خلفها الجمال حتى تصل لشرق القناة لتنطلق بعد ذلك بالجمال إلى المناطق المحددة لها مهام قتالية.
المرحلة الثالثة ونماذج من مجاهدى سيناء
محمد محمود اليماني قام بجمع معلومات عن العدو بعد نكسة 1967 كما قاد مجموعة من الفدائيين أبناء منظمة سيناء العربية الذين أرهقوا المخابرات الإسرائيلية وكبدوا العدو خسائر فى المعدات والأفراد وكان مطلوبًا من مخابرات العدو تطارده فى كل مكان ومع ذلك دخل سيناء وخرج منها 64 مرة أثناء الاحتلال لتنفيذ مهام كلفته بها المخابرات المصرية وسار فوق رمال سيناء مئات الأميال.
النمر الأسود قبيلة السواركة
حسن على خلف الملقب بالنمر الأسود فهو شاب من الشيخ زويد والذي قام بعد تدريبه بتصوير الموانع الإسرائيلية شمال سيناء فى مناطق رمانة وبئر العبد والعريش وقام بضرب قيادة القوات الإسرائيلية فى العريش بصواريخ الكاتيوشا وعددها 12 صاروخ وكان معه زميلاه بريك جهينى وأحمد سالم وكلهم من قبيلة السواركة وعند تنفيذ عملية أخرى قبض عليهم العدو الصهيوني وتم تعذيبهما بواسطة مخابرات العدو وحكمت عليهم المحكمة الإسرائيلية بالسجن 149 عام قضوا منها 4 سنوات وأفرج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى ومنح حسن على خلف نوط الامتياز من رئيس الجمهورية.
قبيلة الترابين
الشيخ عودة صباح لويمى من قبيلة الترابين الذي أبلغ المخابرات الحربية عام 1972 أن القوات الإسرائيلية فى سيناء تقوم بالتدريب على عبور مانع مائي عند نقطة سد الروافع بوسط سيناء ووصف معدات العبور وفى عام 1973 وبعد عبور القوات المسلحة المصرية قناة السويس وقبل حدوث ثغرة الدفرسوار أبلغ عودة بأن معدات العبور السابق ذكرها تخرج من المخازن وتتجه لقناة السويس وكان ذلك أول بلاغ صحيح عن احتمال عبور العدو لقناة السويس فى الدفرسوار والشيخ موسى رويشد الذي تخصص فى زرع الألغام فى طريق مدرعات وعربات العدو فى سيناء وأطلق عليه مهندس الألغام والشيخ سمحان موسى مطير الذي خصص بيته على أطراف السويس لتدريب الكثيرين من أهل سيناء لعمل مأموريات لصالح المخابرات المصرية.
قبيلة البياضية والمجاهدة فهيمة
الشيخ متعب هجرس شيخ قبيلة البياضية فتح بيته لاستقبال آلاف الجنود المصريين المنسحبين من سيناء عام 1967 وقام مع رجاله بتوصيلهم للبر الغربي ليكونوا فى أمان والمجاهدة فهيمة وهى أول سيدة تعمل فى منظمة سيناء العربية تحمل جهاز لاسلكي متنقل وتنقل التموين للأفراد خلف الخطوط وقامت بإيواء أحد الفدائيين فى منزلها فترة طويلة بعد أن حفرت له حفرة كبيرة وضعته فيها وغطته بأكوام الحطب وكانت تقدم له الطعام والشراب فى حفرته هؤلاء أهالينا بسيناء وأرجو من الإعلام المصري تسليط الضوء على بطولات أهل سيناء وعاداتهم وتقاليدهم وتراثهم ومنتجاتهم الشعبية وأرجو من السينما المصرية إبراز هذه البطولات وتقديمهم لإخوانهم من كل شعب مصر بالصورة التي تليق بهم وبأمجادهم وبطولاتهم وهويتهم المصرية الخالصة.