دار المعارف
فى البحث عن الدوافع التى تقف خلف الحادث الإرهابى المروع الذى وقع فى مسجد الروضة بالعريش أمس، كشف تقرير نشره - اليوم السبت - موقع "صدى البلد" وكتبه رئيس قسم التحقيقات فى الموقع أحمد رجب، وجاء فيه أن:
" البداية كانت بتسجيل صوتي بثته جماعة "جند الإسلام" والذي كشف ما آلت إليه الأحوال بينهم وبين تنظيم داعش الإرهابي، لتعلن – جند الإسلام - تنفيذها هجوما "انتقاميا" ضد "داعش"، وقتلها عددا من عناصرها، وتوعدت الجماعة المبايعة للقاعدة بتنفيذ عمليات أخرى ضد التنظيم الإرهابي الذي فقد الكثير من مناطق سيطرته في سيناء خلال الفترة الماضية."
وأضاف التقرير أن جماعة "جند الإسلام" طالبت في تسجيلها الصوتي عددا من قيادات "داعش" بتسليم أنفسهم قبل أن يقعوا في قبضتها، وبررت استهدافها للتنظيم الإرهابي بالقول: "اعتداءات خوارج البغدادي على المدنيين".
واستطلع رجب فى تقريره رأى الخبير بشئون الحركات الجهادية الدكتور ناجح إبراهيم، الذى قال إن جماعة جند الإسلام أسسها أعضاء من قبيلة السواركة، فيما يتواجد أبناء القبيلة بكثرة في مناطق متفرقة بمنطقة بئر العبد وتحديدًا قرية الروضة التي شهدت الحادث الإرهابي بالأمس.
وأضاف الخبير بشئون الحركات الجهادية، في تصريحاته لـ"صدى البلد"، أن المسجد الذي استهدفه أعضاء داعش يتبع عائلة السواركة التى تمثل العدو التقليدي لـ«داعش»، خاصة أن تنظيم «جند الإسلام» الذي أسسه السواركة يقاتل "داعش" فى عده جبهات داخل سيناء.
وعن القرية التى يوجد بها مسجد "الروضة" جاء فى التقرير أنها تقع في المنطقة الحدودية بين مدينتي بئر العبد والعريش، وتحديدًا على بعد نحو 40 كيلومترًا غرب العريش في أقصى شرق مدينة بئر العبد الهادئة نسبيًا، والتي شهدت حوادث إرهابية قليلة للغاية منذ 2013 مقارنة بباقي المدن الأخرى التابعة لمحافظة شمال سيناء، كما تبعد بئر العبد إلى حد كبير عن دائرة استهداف الجماعات المتطرفة.
أما المسجد نفسه فبحسب مصادر من شمال سيناء، هو أكبر مساجد المنطقة مقارنة بالزوايا الصغيرة المنتشرة في بئر العبد، ويستوعب نحو ألف مصل، وتعتبر قبيلة السواركة أكبر القبائل التي تسكن قرية الروضة والمناطق المحيطة بها، وغالبًا ما يُؤدي أبناء القبائل صلاة الجمعة في المساجد الكبرى، باعتبارها مناسبة للقاء والاجتماع بين القبائل، وأيضًا - بحسب الدكتور ناجح إبراهيم - فإن استهداف داعش لمسجد الروضة جاء بناءً على تجمع كبير للسواركة في هذا المسجد على وجه التحديد للانتقام منهم بعد استهداف تنظيم "جند الإسلام" لعناصر "داعش" في النصف الأول من شهر نوفمبر.
وأضاف "داعش ضرب عصفورين بحجر واحد، أولهما تنفيذ عملية ضد السواركة والثاني أن مسجد الروضة يتبع الطرق الصوفية التي يكفرها التنظيم"، الحديث لا يزال للدكتور ناجح إبرهيم الذي توقع ردا من جند الإسلام ضد داعش.
الشيخ حسن خلف، كبير مشايخ قبيلة "السواركة"، قال في مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء dmc، بالأمس، إنه "إذا كانت عملية الواحات تركت شيئا في نفوس الإرهابيين للانتقام، فأتوجه للقوات المسلحة بأنه ليس هناك حل إلا المزيد من التلاحم بيننا وبينكم، للقضاء على هؤلاء الإرهابيين، وفي النهاية سننتصر بإذن الله
وقالت القبيلة فى بيانها: "إنه على ضوء التطورات التى تشهدها سيناء فى مواجهة عصابات الإرهاب التكفيرى أصبح لزامًا علينا نحن أحرار قبيلة السواركة أن نحدد موقفنا من المواجهة المسلحة المباشرة مع هذه العصابات".