اعتاد أهالي قرية النزلة أحد نجوع قرية الشرقي بهجورة ، في مركز نجع حمادي ، بمحافظة قنا ، علي الاحتفال علي طريقتهم بعد أن نجاهم الله من وباء " الكوليرا و الطاعون " منذ أكثر من 80 عامًا ، بإقامة موائد للطعام في آخر جمعة من شهر نوفمبر من كل عام ، لشكر الله على نعمه ، ونجاة أجدادهم من الوباء ويساهم جميع الأهالي في إعداد أطيب الأطعمة ثم يخرجون بها لتقديمها على موائد في الشوارع وأمام مسجد القرية ، ويتم دعوة الأيتام ، والفقراء ، والغرباء ، وعابري السبيل ، لتناول الطعام ، ثم يبتهل الجميع بالدعاء إلى الله لإنقاذ البلاد والعباد من الأوبئة والأمراض .
يقول سعيد عباس ، أحد أهالي القرية القائمين علي تنظيم الاحتفال ، لـ" دار المعارف " أن موائد طعام مليئة بالخيرات ، متنوعة الأطعمة ، ويجتمع كبارها وصغارها ، يشكرون الله ، بعد أن أنقذ أجدادهم من وباء الكوليرا و الطاعون ، والذى ضرب صعيد مصر منذ عام 1920 تقريبًا.
ويوضح " عباس " أن أهالي القرية يحتفلون سنويًا في آخر جمعة من شهر نوفمبر من كل عام، أو حسبما يتم الاتفاق بين جميع الأهالي ، ويتم تقديم الطعام بساحة القرية أمام المسجد الكبير ، الذى يعد أقدم مساجد القرية، ليفي جميع الأهالي بنذورهم ، بعد أن نجانا الله من الوباء ، وشفى الله الجميع، حينما تفشت الكوليرا والطاعون.
ويتابع " عباس " ، أن جميع أهل القرية اعتاد ذلك عقب انتشار الوباء وتفشيه ، فلقد كان الجميع يودع من 4 أو 5 أشخاص يوميًا ، بعد وفاتهم من الوباء ، الذى أطلق عليه " الشوطة "، وكان أهالينا يخافون على الأطفال من اللعب في الشارع لعدم اصابته بالوباء ولحاقه بعداد الموتى .
ويضيف أن أهالي القرية نذروا نذرًا، حال أن ينجيهم الله من الوباء، سيقومون بالتصدق بإخراج الطعام والزكاة من ذلك المرض الفتاك وهذا الوباء الذى حل على جميع البلدان ، مستشهدين بـ "داووا مرضاكم بالصدقة" إلى أن استجاب الله لهم.
ويقول مدحت عباس ، أحد أهالي القرية القائمين على الاحتفال أيضًا ، يساهم جميع السكان في إعداد أطيب الأطعمة ثم يخرجون بها لتقديمها على موائد أمام مساجد القرية ، ويتم دعوة الأيتام ، والفقراء ، والغرباء ، وعابري السبيل لتناول الطعام ، ثم يبتهل الجميع بالدعاء إلى الله لإنقاذ البلاد والعباد من الأوبئة والأمراض.
ويضيف ، إن نجع النزلة بالشرقي بهجورة ، تحتفل بتلك العادة السنوية من أواخر كل شهر نوفمبر ، لما توارثناه من الأجداد، لإخراج تلك الصدقة ، لنجاة أهالي القرية من الطاعون ، الذى اجتاحها منذ مائة عام .
ويشير عباس ، إلى أننا نقوم باصطحاب الأطفال ، ودعوة جميع الأهالي بالقرية والقرى والنجوع المجاورة ، لمشاركتنا تلك المأدبة ، ولترسيخ تلك العادة في الأطفال ليداوموا شكر الله على نعمته بعد افلاتهم من الموت بسبب الطاعون.
وأكد عباس ، أن الجميع يقوم بإخراج صينية من الطعام بما يتوافر في المنزل ، وتقديمها في ساحة القرية ، وتبادل الطعام فيما بيننا جميعًا ، والأكل سويًا ، ودعوة الله على نجاة الجميع من الوباء الذى فتك بالعديد من البلدان.3.