«بحر المانش».. صدام بين الرئيس الفرنسى ورئيس الوزراء البريطانى بسبب غرق قارب المهاجرين

«بحر المانش».. صدام  بين الرئيس الفرنسى ورئيس الوزراء البريطانى بسبب غرق قارب المهاجرينصورة أرشيفية

عرب وعالم26-11-2021 | 21:01

ردّ الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون بغضب على مطالبة رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون لفرنسا، فى رسالة، باستعادة المهاجرين الذين يصلون المملكة المتحدة عبر بحر المانش.

واتهم ماكرون رئيس الوزراء البريطانى بـ"عدم الجدية" فى توجيهه الطلب عبر تويتر، وذلك بعد مقتل 27 شخصا يوم الأربعاء فى حادث غرق قارب مطاطى أثناء عبوره بحر المانش (القنال الإنجليزى).

ومن المقرر أن يحضر ممثلون عن كل من فرنسا، وهولندا، وألمانيا، والمفوضية الأوروبية من أجل إجراء محادثات فى كاليه يوم الأحد.

ويأمل الرئيس الفرنسى عبر هذه القمة فى التوصل إلى اتفاق للتعامل مع الارتفاع الأخير فى عدد المهاجرين الذين يعبرون بحر المانش.

ويتزامن ذلك مع تنظيم صيادين فرنسيين فعاليات احتجاجية تتضمن إقامة حواجز لتعطيل حركة المرور عبر بحر المانش، وذلك تعبيرا عن رفضهم لقوانين الصيد بعد بريكست.

وتعدّ حادثة الغرق التى وقعت الأربعاء هى الأكبر من نوعها فى تاريخ بحر المانش المسجَّل، وكان بين الغرقى 17 رجلا وسبع نساء - إحداهن كانت حاملا - وثلاثة أطفال.

واستباقًا لاجتماع الأحد، نشر رئيس الوزراء البريطانى عبر تويتر رسالة وجّهها أمس الخميس بدوره إلى الرئيس الفرنسى، قائلا إن "اتفاقية مع فرنسا لاستعادة المهاجرين الذين عبروا المانش من هذا المسار الخطير، ستكون ذات أثر ملموس ومباشر"، موضحًا خمس خطوات لتفادى تكرار حادث الغرق المأساوى.

وتضمنت الخطوات:

تسيير دوريات مشتركة لمنع مزيد من القوارب من مغادرة الشواطئ الفرنسية

استخدام تقنية أكثر تقدما، كأجهزة الاستشعار وأجهزة الرادار

تسيير دوريات بحرية تبادلية فى المياه الإقليمية للدولتين، فضلا عن المراقبة الجوية

تعزيز التعاون الاستخباراتى بين البلدين

الشروع فى التجهيز لاتفاقية ثنائية مع فرنسا لإعادة المهاجرين، جنبًا إلى جنب مع تدشين اتفاقية مشابهة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبى

ولم تكد تمرّ بضعة ساعات معدودة على نشْر رسالة جونسون عبر مواقع التواصل الاجتماعى، حتى اتضّح غضب الحكومة الفرنسية.

وقال غابرييل أتال، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، إن رسالة جونسون كانت "فقيرة فى مضمونها، وفى غير محلها تماما"، وإنها فشلت فى تقدير كل العمل الذى أنجزته فرنسا على شاطئ المانش.

وردّت الحكومة الفرنسية بغضب على رسالة جونسون، وسحبت دعوة حضور قمة فى مدينة كاليه كانت موجّهة إلى وزيرة الداخلية البريطانية بريتى باتل.

وألغى وزير الداخلية الفرنسى جيرالد دارمانان محادثات كانت متوقّعة مع نظيرته البريطانية فى اجتماع كاليه.

وقال دارمانان إن رسالة جونسون أصابت فرنسا بالإحباط، وإن "نشْر الرسالة علنيًا زاد الأمر سوءًا".

وأضاف دارمانان فى بيان: "ننظر إلى رسالة رئيس وزراء بريطانيا العلنية باعتبارها أمرًا غير مقبول، ولا ينسجم مع طبيعة النقاش بين شركاء".

وتابع وزير الداخلية الفرنسى: "وعليه، فإن بريتى باتل لم تعد مدعوّة".

وفى مؤتمر صحفى، اليوم الجمعة، انتقد ماكرون رئيس الوزراء البريطانى فيما يتعلق بنشر رسالة عبر تويتر، قائلا: "لقد تحدثت قبل يومين مع رئيس الوزراء بوريس جونسون بطريقة جدية".

وأضاف الرئيس الفرنسى: "من جانبى، لا زلت أحتفظ بجديتى، كدأبى مع كل الدول والقادة. وتأخذنى الدهشة إزاء الطرق غير الجادة".

وأوضح ماكرون: "لا نتواصل كقادة فى أمثال هذه القضايا عبر التغريد على تويتر أو عبر رسائل ننشرها للعامة. نحن لسنا مبلّغين عن خروقات فى العمل".

واتهم متحدث باسم الحكومة الفرنسية جونسون بقول كلام فى حديثه مع ماكرون وكلام آخر مغاير فى الرسالة.

وقال المتحدث: "قد تعبنا من المراوغة".

غير أن متحدثا باسم الحكومة البريطانية قال: "لقد تحدثنا عن الكثير من هذه الأفكار من قبل. يريد الناس، ولهم الحق فى ذلك، أن يقفوا على ما سنفعل من أجل منْع تكرار هذه المأساة. نريد أن نعمل عن كثب مع فرنسا".

وأضاف المتحدث البريطانى: "بالنسبة لأسلوب الرسالة، فهو لتعزيز التعاون".

كما دافع وزير النقل البريطانى، جرانت شابس، عن الرسالة، قائلا إن "على الأصدقاء والجيران العمل معًا".

وقال شابس لبى بى سى: "ليس لأمة أن تتصدى بمفردها لمثل هذا الأمر. آمل أن يعيد الفرنسيون التفكير. هذا فى مصلحتنا ومصلحتهم، وبكل تأكيد فى مصلحة أولئك الذين يتم تهريبهم للمملكة المتحدة فيتعرضون فى الطريق لهذه الحوادث المأساوية".

ولا يزال مسئولون من وزارة الداخلية البريطانية يتباحثون مع نظراء لهم فى باريس حول طريقة للتعامل مع أزمة بحر المانش.

وتفيد تقارير من كاليه، بأن الشخصين الناجيَين من حادث الأربعاء -عراقى وصومالى- خرجا من المستشفى ومن المقرر أن يخضعا لاستجواب للوقوف على عدد مَن كانوا على متن القارب قبل الحادث.

من جانبه، اتهم وزير داخلية الظل فى المملكة المتحدة، نيك توماس- سيموندز، رئيس الوزراء بوريس جونسون بـ "سوء التقدير الفادح" بخصوص إرسال الرسالة إلى فرنسا.

وقال توماس- سيموندز لبى بى سى: "موقف مخزى لرئيس وزراء ووزيرة داخلية فقدا تماما السيطرة على الوضع فى القنال".

وعبرت أعداد قياسية من اللاجئين القنال الإنجليزى قادمين على متن قوارب خلال الأشهر الأخيرة. وبحسب مراسل بى بى سى، دومينيك كاشيانى، فإنه وبحلول يوليو عام 2021، تخطى عدد هؤلاء عدد الأشخاص الذين قاموا بنفس الرحلة خلال عام 2020 بأكمله.

أضف تعليق

وكلاء الخراب

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
إعلان آراك 2