يبدو الأمر محيرًا بل غريبًا عندما تحاول عبثًا أن تفهم ماذا يريد هذا الرجل وعن أى هدف يبحث؟ هل هو رجل أعمال هدفه الأول والأخير المكسب السريع المتواصل وتحقيق ثروات وكنوز من الأموال و«ذهب» ؟ أم أنه يريد أن يكون رجل سياسة فيسعى إلى تأسيس حزب سياسى يحيطه بهالة من الأضواء الزائعة مدفوعة بأموال طائلة هنا وهناك، ثم سرعان ما يتركه ويشبط فى شىء آخر؟
أم أنه يريد أن يكون رجل فن وثقافة، فيذهب إلى إطلاق مهرجان للسينما يضرب من خلاله فى صميم المجتمع بمجموعة من العرايا الباحثات عن الشهرة والتريند؟
فى الحقيقة، لا أعلم ما هي حقيقة هذا الرجل؟ وماذا يريد؟ ولكن المتابع لنشاطه خلال السنوات الماضية سيجد أنه ملياردير غير «نجيب» على الاطلاق ، يعشق الظهور والمنظره والبقاء فى بؤرة الضوء والشهرة، ويبدو أنه يعشق أكثر الإساءة إلى وطنه الذى احتضنه وأعطاه الكثير، فقد كسر الطوق وشب على ما شاب عليه والده وهو البيزنس فقط وليس شيئا غيره، يعيث إفسادًا فى دروب المحروسة فنجده يفتح قناة فضائية يجتمع فيها أسماء وشخصيات كل همهم الإساءة إلى الوطن وضرب ثوابت المجتمع، ثم يطلق مهرجانا للعرى يسىء فيه إلى بلده وصورتها ويضرب قوتها الناعمة فى مقتل، وأخيرًا يدخل فى معركة من أجل «مطربى البلاعات» مهاجمًا أحد رموز الغناء المصرى والعربى فى محاولة جديدة لضرب قوة مصر الناعمة.
ملحقًا هذه الهجمة بتصريحات خبيثة فى حوار أجراه مع وكالة أنباء أجنبية عما أسماه بالمنافسة غير العادلة بين شركات الحكومة والجيش والقطاع الخاص متناسيا أنه يزاول نشاطا اقتصاديا كبيرا ومتنوعا فى حالة من المنافسة العادلة المنضبطة، وأن الدولة تساعده كما تساعد كل رجال الأعمال من أجل تنمية وتطوير مصر وليس هناك أبدًا ما يتحدث عنه وإنما الهدف كان الإساءة إلى سمعة مصر، فلا يأتى مستثمرون أجانب تخوفا من الواقع الذى يحاول أن يصدره هذا الملياردير لهم بالخارج.
الأمر بات يحتاج إلى وقفة مع هذا العبث بثوابت المجتمع والإساءة إلى سمعة مصر فى الداخل والخارج، وقفة منا جميعا نرفض خلالها عبثه وعريه فى مهرجانه الفاضح، ودفاعه الخبيث عن «مطربى البلاعات»، الذين يحيون حفلاته فى منشآته القبيحة، التى شوه بها الجمال فى مدن كثيرة كان يلجأ إليها المصريون للراحة والسكينة، ووقفة أيضا ضد تصريحاته فى وسائل الإعلام الأجنبية وتغريداته المستفذة عبر تويتر.
مصر لديها قوتها الناعمة التى كونتها عبر سنوات طويلة استطاعت من خلالها أن تتواجد فى كل المجتمعات العربية تبسط نفوذًا لا حدود له، فلا يجب أن نترك هذه القوة فى مرمى أفكار خبيثة لأشخاص يريدون تدميرها وتدمير ذوقنا الراقى الراسخ فى وجدان المنطقة كلها.
و مصر لديها أيضا مساعيها وإجراءاتها التى تقوم بتنفيذها على أرض الواقع من أجل تقوية اقتصادها وجعله قادرًا على مواجهة أى عسرات وتحديات وقادرًا على جذب أى شراكات واستثمارات عربية وأجنبية، فلا يجب أن نترك الفرصة لأى عبث يسىء إلى هذه الجهود التى تبذل أو أى محاولة للإساءة وتزييف الحقائق وتشويه الصورة.
.. يا حضرة الملياردير المشوه للواقع والجمال المصرى والعاشق للظهور وإثارة الجدل، أنت زائل وأفكارك كلها إلى زوال وستبقى مصر دائمًا قبلة للفن الراقى، قوية بثوابتها وهويتها التى لن تتغير.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله الوطن