زيارة ملكية قام بها الأمير تشارلز، ولي عهد بريطانيا، ومعه دوقة كورنوال كاميلا باركر، إلى مصر كانت مختلفة عن أي زيارة سابقة من حيث التوفيق وترتيبات الزيارة وبرنامجها.
وتعد هذه الزيارة هي الأولى بعد زيارته لمصر عام 2006 وتأتي هذه الزيارة بعد استضافة المملكة المتحدة لقمة المناخ 26، وترشيح مصر لاستلام رئاسة القمة 27 فى سنة 2022، وأن ولي العهد البريطاني له اهتمام عميق بهذا الملف وهي فرصة للعمل معًا للتصدي لتغير المناخ.
وقد استقبل الرئيس السيسي والسيدة قرينته ولي العهد وزوجته الدوقة كاميلا وتم الترحيب بالضيف الكبير فى قصر الاتحادية.
وكان برنامج الزيارة حافلاً بالزيارات المهمة التي لها معنى كبير.
واستقبل شيخ الأزهر الشيخ الطيب، ولي العهد والدوقة وزارا الجامع الأزهر وهي تعتبر الزيارة الثانية منذ 15 عامًا على الزيارة الأولى، وتفقد خلالها أروقة الأزهر وعقدت جلسة مباحثات.
وقد سبق لأمير تشارلز أن زار مصر عام 1981 فى 15 أغسطس مع زوجته الأولى الأميرة ديانا ضمن برنامج شهر العسل فى مدينة الغردقة.. واستقبلهم الرئيس الراحل محمد أنور السادات وزوجته جيهان السادات.
وقد قامت الدوقة بزيارة إلى عزبة خير الله إحدى المناطق الشعبية المصرية، وشاهدت كيف تقوم النساء هناك بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، مثل زراعة الأسطح وبعض الصناعات اليدوية، وحضرت أيضًا حفل سبوع أحد الأطفال حديثي الولادة، والذي يتم الاحتفال بمرور أسبوع على ولادته فى موروث شعبي بسيط كمشاركة لها لأهل هذه المنطقة.
بل أيضًا الاستماع لتجارب نسائية فى مصر وتشجيعهن على العمل لحماية الطبيعة.. ورأت تجربة النساء المعيلات فى عمل مشروعات تساعدهن لتوفير دخل مناسب للأسرة.
إضافة إلى زيارة منطقة التراث وحضور العديد من الشخصيات لبيان أهمية هذه المنطقة وما يتم من جهود للحفاظ على تاريخنا.
حرصت أيضًا الدوقة وولي العهد على زيارة الأهرام والتجول هناك.
والحقيقة أن هذه الزيارة بتنوعها وتوقيتها لها عدة فوائد ورسائل إلى العالم أجمع وأوروبا والمملكة المتحدة خصوصًا.. على المردود السياسي علاقة مصر مع بريطانيا علاقة تاريخية ومتطورة ولابد من تنميتها وازدهارها خاصة منذ رأى العالم كله ما يتم خلال السنوات الست الماضية وأيضًا بداية الجمهورية الجديدة.
وعلى الناحية الاقتصادية زيادة التبادل التجارى بين البلدين ورسالة إلى رجال الأعمال فى المملكة المتحدة أن مناخ الاستثمار جيد، وأن مصر بدأت فعلاً حياة جديدة وأرست فعلاً أسسًا جديدة فى التخطيط العمراني والنمو الاقتصادي وتغيير مناخ الاستثمار، وأن هناك خريطة للمشروعات التي يمكن أن تكون فرصًا لا تتوافر إلا فى مصر، حيث إن معدل النمو الاقتصادي واعد بشهادة كل مؤسسات التقييم الدولية.
كما أن الزيارة فى هذا التوقيت رسالة إلى أوروبا بعودة السياحة المصرية من جديد وأكبر من الكثير من الحملات الترويجية التي من الممكن عملها بل الأسرع تأثيرًا.
هذا جزء من حصاد وثمرة الإعداد والعمل الذي رسمته وأكدته ونفذته سياسة وحكمة الرئيس السيسي لتأخذ مصر مكانتها اللائقة بين الأمم.
علاقات مصر الاقتصادية مع بريطانيا ستشهد تحولاً كبيرًا بعد هذه الزيارة، فهي دعوة لرجال الأعمال والمستثمرين البريطانيين للعمل فى مصر وسط مناخ يرحب بالاستثمار، وهناك آفاق كبيرة للتعاون بين البلدين وفرص متاحة للمشاركة أو إنشاء العديد من المشروعات.
وقد بلغت الاستثمارات البريطانية فى مصر حوالي 6 مليارات دولار فى عدد 1450مشروعًا فى مجالات الصناعة والخدمات والإنشاءات السياحية، والتمويل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والزراعة وغيرها، وأن حجم التبادل التجاري ارتفع بنسبة 8% ليصل حوالي 519 مليون جنيه استرليني خلال عام 2020، وأن حجم الصادرات المصرية إلى بريطانيا بلغ 223 مليون جنيه استرليني، علما بأن الرحلات السياحية لمصر من بريطانيا بدأت فى أكتوبر الماضى ووصلت أولى الرحلات إلى مطار شرم الشيخ ثم الغردقة.. بل بدأت شركات السياحة فى تسويق برامج زيارة مصر وأن أعداد السياح ستزداد بالتدريج خلال الشهور القادمة خاصة بعد الزيارة الملكية لولي العهد.
وميزة السياحة البريطانية أنها تستمر طوال العام وليست سياحة موسمية، والسائح البريطاني يزور الأماكن الترفيهية وأيضًا الأماكن الأثرية ويهتم بالسياحة الثقافية والشاطئية.
وأيضًا متوسط إنفاق السائح البريطاني يعد من أفضل معدلات الإنفاق فى الدول الأوروبية ويتخطى عدد السياح الوافدين من بريطانيا المليون سنويًا.
فى النهاية رحلة ناجحة من حيث التوقيت والرسالة والإعداد الجيد، كان للسفير البريطاني بالقاهرة دورمهم فى إعدادها والذي يجيد العربية.. وأيضًا فى المقابل ما قامت به الدولة المصرية وقيادتها.
طريق الكباش
أكتب هذه الكلمات والإعداد جارٍ على قدم وساق لأكبر احتفالية عالمية فى محافظة الأقصر، لافتتاح طريق الكباش بعد ترميمه وتجهيزه ليكون أحد المعالم المهمة بعد طول غياب.. فى الأقصر أكبر متحف مفتوح فى العالم.
بعد أن عانت الأقصر وأسوان من آثار كورونا وتغيب الوفود السياحية القادمة إليها، بدأت تعود شمسها الذهبي من جديد فى عودة السياحة المصرية، ووصول الأعداد وارتفاع نسبة الإشغال فى الفنادق بشكل كبير ووصلت بعد غياب إلى 80% و100% وهذا شيء طيب.
أعتقد أن ترتيب وتنظيم الدولة ممثلة فى وزارة السياحة لهذا الحدث سيكون له أكبر الأثر فى إخراج هذه الاحتفالية فى أفضل صورة بعد أن قدمنا من قبل حفل نقل المومياوات الذي نقلته وسائل الإعلام فى العالم كله.
كل الأمنيات بالتوفيق لمصر فى هذا الحدث ومبروك لأهل الأقصر الذين صبروا فى أيام الجفاف السياحي وإن شاء الله نحصد ثمار هذه الجهود وتعود أيامنا الجميلة كما كانت وستظل بإذن الله.
تليغراف
عادت ظاهرة انقطاع الكهرباء فى التجمع الخامس «المستثمرين الجنوبية» بشكل متكرر، وهذا الأمر أصبح ظاهرة يعانى منها السكان وتؤثر على الأجهزة الكهربائية حيث الانقطاع مفاجئ والعودة فجأة، على الرغم من شكاوى السكان.. رجاء من رئيس جهاز القاهرة الجديدة وشركة الكهرباء حل هذا الموضوع.