إن ما يحدث على الساحة الإعلامية من انفلات فى برامج تدعي أنها برامج دينية وتهدف إلى التوعية والدعوة لصحيح الدين، لكن الحقيقة أن معظم هذه البرامج موجهة من جهات بعينها لها أهداف خبيثة من خلال أشخاص يدعون أنهم من العلماء أو الفقهاء، والحقيقة معظمهم تجار دين وبعضهم موجه من الخارج ويتقاضى آلاف الدولارات والهدف إثارة قضايا بعينها بغرض البلبلة والتشكيك أو التعرض لبعض المشاكل فى المجتمع لخلق صراع بين مؤيد ومدافع.!! وطبعا الأمثلة كثيرة منها الحديث عن النقاب والحجاب.. فوائد البنوك .. تغيير المنكر باليد .. أصحاب الديانات الأخرى مؤمنين ولا كفار هيدخلوا الجنة ولا النار.
وهكذا إثارة قضايا قديمة بأسلوب خبيث وراءه أغراض دنيئة رغم أن كل هذه القضايا قد حسمت وهي فى الأصل أمور تخص حرية الناس فى مسلكهم واعتقادهم ولا يجوز التعرض لها.. وقد حدث منذ أيام أن قام أحد الفضائيين من تجار الدين بإذاعة تسجيل قديم لأحد القساوسة المشلوحين والمطرودين من الكنيسة القبطية بل ومن مصر كلها..وكان مقطع التسجيل مأخوذا من موقع على اليوتيوب.. وهذا الموقع لا يهتم به أحد ولا يعيره أي اهتمام، كونه يخص القسيس المشلوح والمطرود، وأن كل ما يتم بثه من إساءات للدين الإسلامي لا يعبر إلا عن رأي هذا القس المشلوح والذي تبرأت منه الكنيسة المصرية.
وإذا كان مقطع الفيديو الذي إذاعة أحد تجار الدين الفضائيين، هو مقطع قديم ومعظمنا لم يكن يعلم عنه شيئا، بل ولا يهتم به أصلا.. فما الغرض من إعادة إذاعته على إحدى القنوات ومن برنامج بعينه؟! الإجابة واضحة وهي محاولة خلق جو من الاحتقان الطائفى أو العقائدي ولعل وقت إذاعة هذا الفيديو له دلالات كثيرة لا نريد الخوض فيها الآن! وإلا نكون قد ساعدنا فى بث ما يريد هؤلاء من أغراض خبيثة وأهداف دنيئة يقف خلفها مخطط سياسي لا يهدأ أبدا فى بث ونشر وإذاعة كل ما يعكر صفو حياة المصريين أو ينال من النسيج الوطني والسلام الاجتماعي!! وتناسى هؤلاء أن الجبهة الداخلية المصرية صلبة ولا يمكن كسرها أو حتى خدشها.. ونسى هؤلاء الشياطين أن النسيج الوطني المصري كان ولا يزال عصي على الاختراق أو التشويه.. فقد حاولت قوى كثيرة أن تلعب على وتر الوحدة الوطنية أو الفتنة الطائفية، لكنها فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق أي من أهدافها، بل على العكس أصبحت وحدة المصريين أكثر صلابة وأصبح الشعب أكثر وعيا وإدراك لما يحاك ضده من مؤامرات للنيل من نسيج وحدته الوطنية، والتي صمدت عبر آلاف السنين وبعد دخول المسيحية والإسلام إلى مصر أصبحت الوحدة الوطنية أكثر صلابة وقدرة على مواجهة المؤامرات والفتن.