تتطور وسائل التكنولوجيا و الإلكترونيات بشكل مذهل كل يوم و تتسابق المجتمعات في تسخير هذا التطور العلمي الضخم لخدمة المجتمع و تحسين نوعية الحياة في مختلف مجالاتها و لا شك في أن هذا العالم السيبراني الإلكتروني المفتوح أصبح واقعا لا يمكن الإستغناء عنه و يمكن من خلاله أن تبني مجتمع كما يمكنك أيضا من خلاله أن تهدم مجتمع و هذا يعتمد على مدى وعي المجتمع بإستخدام الوسائل التكنولوجية و الإلكترونية الحديثة و نسبة الأمية التكنولوجية و الإلكترونية في المجتمع .
فإذا نظرنا إلى العالم بعين الطائر من أعلى سندرك جيدا مدى التنافسية و الإصرار في إحراز التقدم و التطور بين بلدان العالم في هذا المجال لأن من يملك المعرفة الإلكترونية و التكنولوجية يملك سلاح مهم في مواجهة آليات هدم و تفكيك المجتمعات التي تعتمد على هذه الوسائل بشكل كبير حتى تتمكن من صناعة الصورة الذهنية المجتمعية التي تحقق الأهداف التي تسعى إليها .
وآن الأوان لنا أن نستفيد من الدفعة المجتمعية الكبيرة التي يدفع بها الرئيس عبد الفتاح السيسي المجتمع كله لكي نتشارك سويا في تقديم الإقتراحات و الرؤى و الأفكار الإبتكارية الإبداعية التي تضع حلولا نهائية لكافة المشكلات التي يواجهها المجتمع المصري و على رأسها محو الأمية التكنولوجية الإلكترونية لكي نواكب الواقع و نستعد للمستقبل بالشكل الذي يحافظ على هذا الوطن متماسكا قويا قادرا على مواجهة كافة التحديات متصديا لكافة العدائيات محافظا على كل حبة رمل من أرض هذا الوطن العظيم مصر .
فهناك أدوار تشاركية عديدة علينا أن نرسم لها إستراتيجية موحدة لنتمكن من تحقيق الإستغلال الأمثل لكل الموارد و الطاقات المتاحة لن محو الأمية التكنولوجية الإلكترونية من المجتمع المصري فلنبدأ بمراحل التعليم الأساسي ليكون التعليم في الصغر كالنقش على الحجر لنخلق أجيالا قادمة لها قدرة كبيرة في التعامل مع التكنولوجيا و تسخرها لخدمة المجتمع كما يأتي دور مهم لوزارة الإتصالات و تكنولوجيا المعلومات لكي تقدم الدعم الفني و التقني لنشر هذه المهارة في المجتمع لنخلق ثقافة مجتمعية جديدة تعمل على تمكين الفئات المجتمعية المختلفة من إتقان هذه المهارة الهامة .
ولا يمكن أن نغفل دور المجتمع المدني في ضرورة أن يقدم مبادرات مجتمعية تضيف قيمة مضافة للمجتمع و تجعل هدفها الرئيسي هو المشاركة الفعالة في برامج و مشروعات و أنشطة من شأنها أن تساعد بشكل حقيقي في محو الأمية التكنولوجية الإلكترونية لدى المجتمع المحلي الذي تعمل فيه فالمجتمع يحتاج إلى الأنشطة التي تخدمه و تفيده بشكل مباشر لتكتمل الأهداف و تكون قيد التنفيذ لخدمة كافة الشرائح المجتمعية .
وبما أننا نشهد الآن أيضا نشاطا كبيرا لبعض الأحزاب في مصر للمشاركة في تقديم خدمات مجتمعية من شأنها إشباع إحتياجات المواطنين فعليهم التركيز على المبادرات المجتمعية ذات القيمة المضافة للمجتمع و التي تخدم أهداف الأمن القومي المصري المبني على الأمن القومي الإجتماعي للمساهمة في بناء الإنسان المصري و تثقيفه و توعيته و محو أميته التكنولوجية الإلكترونية حتى لا يتم إستغلال هذه النقطة الضعيفة في البناء الإجتماعي لإختراق العقول و تضليلها .
علينا جميعا أن نتشارك في بناء الجمهورية الجديدة التي نحلم بها متسلحين بالعلم الذي يخلق لنا الوعي و ينير لنا العقول و يجعلنا ننطلق إلى عنان السماء و نكون جميعا في منتهى الفخر و الإعتزاز بمصريتنا و وطننا الذي ننتمي إلية لكي تحيا مصر قوية شامخة و سلاما عليكي يا بلادي في كل وقت و في كل حين .