عمرو فاروق يكتب: مذبحة "الروضة" والتدرج في المواجهة المسلحة

عمرو فاروق يكتب: مذبحة "الروضة" والتدرج في المواجهة  المسلحةعمرو فاروق يكتب: مذبحة "الروضة" والتدرج في المواجهة المسلحة

* عاجل26-11-2017 | 20:28

بعض المحللين رفض بشدة الذهاب إلى أن مذبحة مسجد "الروضة" ببئر العبد في العريش، الهدف الأساسي منها هو توجيه ضربات موجهة للتيار الصوفي المنتشر في سيناء، وفي ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها، واعتبر أن ذلك يختصر المعركة في صراع بين تيار متشدد، وآخر صوفي يتسم بالشرك وعبادة القبور، ويتم تكفيره من تيارات سلفية أخرى تتوغل داخل المجتمع المصري.

هذا التحليل في مضمونه حقيقي، لكن تنظيم "داعش"، يضع التيار الصوفي، ضمن حساباته في المواجهات المسلحة، والتدرج في تنفيذها، ابتداء من استهداف المؤسسات الأمنية، والكيانات السيادية، وأفرادهم، والمتعاونين معهم، ممن يطلق عليهم"مرشدي الأمن"،  ويأتي بعدها الطوائف القبطية، ثم أنصار التيار الصوفي، حيث إن عقيدة التنظيم، ترى أن الصوفية تتنتهج الأمور الشركية، وتتخذ من القبور وأصحابها أربابا تعبد من دون الله،  ومن ثم يأخذون نفس الأحكام المتعلقة بالطوائف القبطية، لكن يسبقها الاستتبابة، وعليها تستباح وتهدر دمائهم.

وفي ظل تغيير الخريطة مؤخرا داخل سيناء، وعودة جماعة "أنصار الإسلام"، الموالية لتنظيم "القاعدة، للظهور مرة أخرى، وإعلانها الدخول في مواجهات مسلحة، مع تنظيم "داعش"،  وفي ظل الخسائر التي تلاحقه على يد الجيش الثاني الميداني، رغب في تنفيذ عملية يسري صداها على مستوى عالمي، وتخرج عن النطاق المحلي، ويبعث برسالة واضحة وقوية،  أنه مازال قائما ويحقق أعلى الانتصار،  ويتغلب على التضييقات التي تفرضها عليه القوات المسلحة المصرية.

ومن ثم لم يجد أمامه سوى اللجوء للتدرج في المواجهة المسلحة، واستهداف الفئة الأضعف، التي يسهل اصطيادها، دون خسائر، ويحقق من خلالها الضجة الإعلامية، المتمثلة في التيار الصوفي، بعد أن نفذ عدة عمليات من قبل تجاه الكنائس المصرية، بالقاهرة، والاسكندرية، والدقهلية، عن طريق جناحه الآخر، وهو تنظيم "جند الخلافة"، الذي يقوده التكفيري، عمرو سعد عباس.

وفي ظل الرقابة المشددة التي باتت تفرضها الأجهزة الأمنية على الكنائس المصرية، ووضع الكثير من كاميرات المراقبة، وضبط العديد من العناصر التي شاركت في العمليات السابقة التي استهدفت الكنائس المصرية،  ما يعني تكبدهم خسائر من جانب آخر، كان التيار الصوفي هو الصيد الثمين، والأسهل في تحقيق ما يرغب فيه تنظيم "داعش"، من الضجة الإعلامية، وتوصيل الرسائل المختلفة، والتخطيط لمذبحة مسجد" الروضة"، بعد تحذيرات وتهديدات سابقة، وجهها التنظيم التكفيري، لأتباع الطرق الصوفية بشمال سيناء.

لكن لماذا صوفية سيناء تحديدا، ولماذا لم يتم استهداف صوفية القاهرة، أو غيرهم من المحافظات الأخرى؟،  لعدة أسباب أهمها: داعش بهذه العملية يحاول فرض سيطرته على الأوضاع في سيناء في ظل ظهور جماعة "أنصار الإسلام"، القاعدية.

وثانيها: هناك ثأر بينه وبين قبائل سيناء بسبب تعاونهم الوثيق مع القوات المسلحة، والدولة المصرية،  وكشفهم للكثير من عناصر التنظيم التكفيري،  ما أتاح فرصة إلقاء القبض عليهم، لاسيما خلال المرحلة الأخيرة.

ثالثها: داعش حاول أن يرد بقوة على التضييقات التي تفرضها القوات المسلحة عليه في دروب سيناء، واستهداف عناصره عن طريق القوات الجوية.

رابعا:  محاولة توجيه الصراع إلى الجانب الشرقي مرة أخرى، لتخفيف الضغوط عن أطراف التنظيم داخل القاهرة، ومحافظات الدلتا، ومحافظات جنوب الصعيد، والجانب الغربي، بسبب النشاط المتزايد لقوات مكافحة الإرهاب، وقطاع الأمن الوطني، ما يصعب تنفيذ أية عمليات داخل القاهرة خلال المرحلة الراهنة.

    أضف تعليق

    وكلاء الخراب

    #
    مقال رئيس التحرير
    محــــــــمد أمين
    تسوق مع جوميا

    الاكثر قراءة

    إعلان آراك 2