عاطف عبدالغنى يكتب: "جارديان" نموذج صارخ (!!)

عاطف عبدالغنى يكتب: "جارديان" نموذج صارخ (!!)عاطف عبدالغنى يكتب: "جارديان" نموذج صارخ (!!)

* عاجل26-11-2017 | 22:46

مقال فى صحيفة إنجليزية تتبنى ثقافة الشذوذ لن يزعجنا كثيرا، أو لا يجب أن يزعجنا، ونتوقف أمامه، لكن ما ينبغى أن يزعجنا هو أن يتدخلوا فى شئوننا بما يتجاوز حدود اللياقة، إلى الإغراض، ونحن أيضا نستطيع أن نرد عليهم بما يتجاوز تلك الحدود، ولن يهز ثقتنا فى أنفسنا، أن ينعتونا بإعلام النظام، أو إعلام السيسى، حيث لم يعد فى مصر مثل هذه المفاهيم، والمرحلة تجاوزت مثل هذه الأوصاف، فى المضى إلى ترسيخ  إعلام الدولة والشعب، وليس معنى هذا أن نهرول خلفهم لنهدم دولتنا، أو نشتم الحاكم لترضى عنا السيدة “جارديان”.

نحن لسنا منهم، ولا هم منا، وحين نرفض شذوذهم الفكرى، وترويجهم للشذوذ القيمى والأخلاقى والعضوى، فنحن عندما نصدر عن أرضية تتجاوز بلادنا وقيمنا إلى ما يمثل الإنسانية، وينطق عن البشر كما خلقهم الله سبحانه وتعالى ، وكما أرادهم، وليس كما يريدهم أو يريدها شواذ العقل والجسد!!

ليس جديدا على “جارديان” أن تتبنى حملة لفرض الشذوذ بكل أشكاله وأنواعه، وقبل أيام تبنت الترويج لهذا السلوك فى ملاعب الرياضة، ونشرت الصحيفة تقريرا مفاده أن لاعبى كرة القدم الإنجليز، فى الدورى الممتاز (البريميرلج) سوف يرتدون الأربطة الملونة بألوان قوس قزح (ألوان علم الشذوذ) لدعم مشاركة المثليين فى الرياضة.

ومن ملاعب الرياضة إلى طلب دعم رجال الدين لحملتها، ونشرها فى مسارح الفن والموسيقى والمدارس الثانوية تواصل “جارديان” دعم المثليين، وتطالب بترسيخ حقوق لهم فى مجتمع الغرب، وتتجاوز الغرب إلى باقى أركان الدنيا الأربعة، لكن الملاحظ أنها تركز على بلادنا، على الشرق، ومصر..

وتتجاوز النصح إلى المناداة بأفعال التحرك على المستويات البلوماسية، والتشريعات العالمية، وهى تنادى بنبذ ما يسمونه “القوالب الجنسانية النمطية”.

وعلى هذه الخلفية ذاتها كان اندفاع “جارديان” الأهوج ضد مصر منذ شهر سبتمبرالماضى بسبب إجراءات تم اتخاذها لحماية البلاد، والعباد، وقد بدا فى الأفق من يريد الاختراق، والعمل على نشر ثقافة الشذوذ وممارساته العلنية.

واستنكرت الصحيفة التى تنادى بالحرية أن ننال حريتنا فى الاختيار.. " إذا كنتم تقبلون فنحن نرفض"، تمنيت أن أقابل أحد المسئولين عن الصحيفة وأصرخ بالقول فى وجهه.

لقد توافقت الأغلبية الساحقة من المصريين على الاستواء، والاستقامة، والاعتدال، والعفة.. وهى كلها معانى ضد شذوذكم، فإذا خرج من بين صفوفنا – بحكم الطبيعة، أو الواقع – اثنان، أو عشرة، أو حتى ألف، ودافع عن الخوارج، أو الخارجين، ناشط أو اثنان أو حتى عشرة فجميعهم لا يمثلون رقماً يستحق أن نلتفت إليه مع إقرارنا بوجودهم، فى مجتمع بالطبع ليس من الملائكة، ولا شياطين تتبع إبليس وتحيد عما ارتضاه الخالق لخلقه لأجل إعمار هذا الكون، وجعل من اللذة وسيلة، وليس غاية نهائية.

جارديان هاجمت مصر عبر شخص يدعى “أدهم يوسف” وضع تقريرا يشير إلى أن هناك حملة اعتقالات وعنف ضد مزودجى الميل الجنسى ومغايرى الهوية الجنسانية.

.. ولم يترك التقرير جهة حتى هاجمها بداية من البرلمان، وانتهاء بأصحاب القرار فى الحكومة الذى اتهمها بأنها تريد أن تنال تأييد قطاعات المحافظين فى المجتمع، وبالطبع هاجم التقرير المؤسسات الدينية، الأزهر والكنيسة.

هذه حقوق الإنسان فى عرف هذا الإعلام الأعمى، فما الجديد؟!

الجديد هو ما نشرته “جارديان اليوم (الأحد 26/11/2017) لكاتبها “سايمون تزدول”، ويتعلق بالحادث الذى أدمى قلوبنا جميعا، أقصد بالضمير هنا، نحن المصريين.

وتقرير “جارديان” يصف، تصريحات الرئيس السيسى بالرد على الهجوم الغادر على مسجد “الروضة” ووعده بالانتقام للشهداء وإعادة الاستقرار والأمن، وصف الكاتب فى عجالة المتربصين، والجالسين فى انتظار “السقطة واللقطة” بـ القوة الغاشمة.

ماذا كانت تريد “جارديان” وكاتبها من رئيس المصريين؟.. أن يخرج على جموع المكلومين والمصدومين والمتضررين، الذين ذهبوا يوارون ضحاياهم فى مقابر جماعية، ويقول لهم مثلما قال رئيس الإخوان مثلا عندما اختطف الإرهابيون عددًا من الجنود: “أرجو الحفاظ على أرواح “الخاطفين والمخطوفين”.

جاء عنوان مقال "جارديان" صادما كالعادة: «القاهرة ترد بالقبضة الحديدية على الهجمات الإرهابية.. هذا لا ينجح أبدًا»،وفى المقال زعم الكاتب أن رد الرئيس السيسى كان متوقعا، بعد ساعات من قتل مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش300 شخص أثناء صلاة الجمعة فأرسل السيسي طائرات القوات الجوية للانتقام.

يزعم الكاتب أيضا أن سياسة القبضة الحديدية التي استخدمت في سيناء لم تؤد إلى إضعاف المتطرفين بل على العكس هناك احتمال أن تكون الصلة التى تربط ما يعرف بـ«ولاية سيناء» مع تنظيم «داعش» تزداد قوة، فبعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق يبدو أنه يعيد صفوفه في ليبيا وقد يصبح شمال سيناء مقصدا بديلا للجهاديين.

أى خيال صور للكاتب الأمر على هذه الكيفية.. هذا إذا كان مجرد خيال، وليست أمورًا أخرى، بتنا جميعا نعرفها ونفهما ولا داع لترديدها

وجارديان التى اندفعت إلى ملعب “الربيع العربى بقوة، لتركب أمواجه بعد انطلاقها، وربما سعت إلى أن ينالها جانب من التدفقات النقدية الرهيبة التى كانت تصب فى تياره الجارف، وتعمل مع البعض لدفع دول العرب فى تيارالسقوط النهائى، والتفكك، والفشل.

لأجل هذا الهدف عمدت الشركة التى تملك “جاريان”، للتوجه إلى العرب بلغتهم، لتمرير رسائلها الخبيثة بشكل مباشر، وقامت بترجمة بعض أعمالها إلى اللغة العربية، وكحل سريع كانت تستعين بخدمة ترجمة جوجل في بعض الأحيان، وإذا كانت الترجمات الآن لم تعد آلية وتحسنت، فإن هذا لم يحدث إلا على مستوى اللغة فقط، أما الأفكار فمازالت وسوف تبقى، تروج للشذوذ، وتكيل بمكيالين، أو كما قال المتحدث الرسمى باسم الخارجية المصرية المستشار أحمد أبوزيد – اليوم الأحد- فى تغريدة له على موقع «تويتر» عن مقال “جارديان” الذى ينتقد تعامل الدولة المصرية مع مذبحة “مسجد الروضة” التى لم تعرف البلاد مثيلا لها فى تاريخها المنظور:

«نموذج صارخ للمعايير المزدوجة وانتهاك لقرار مجلس الأمن 2354 الذي يحظر بشكل واضح تمجيد أو تبرير أو التحريض على أعمال الإرهاب».

    أضف تعليق

    إعلان آراك 2