تحل اليوم الثلاثاء، ذكرى رحيل المعمارى الكبير حسن فتحى المعروف بمهندس الفقراء، والذى ارتبط اسمه بـقرية القرنة في الأقصر.
نشأته ومحل ميلاده:
ولد فى 23 مارس عام 1900، بمحافظة الإسكندرية، لأسرة مصرية ثرية، وانتقل في عمر الثامنة، للإقامة بحلوان جنوب القاهرة، وعاش طوال حياته فى منزل بدرب اللبانة بحى القلعة بمدينة القاهرة.
تدرجه المهني والوظيفي:
كانت رغبته أن يصبح مهندسا زراعيا، لكنه لم يستطع الإجابة فى امتحان القبول، فحصل على دبلوم العمارة من المهندس خانة، بجامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا).
دار مسنين بمحافظة المنيا
وبعد التخرج عمل مهندسًا بالإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية، وكان أول أعماله مدرسة طلخا الابتدائية بريف مصر، ومن هنا ظهر شغفه بالعمارة الريفية، ثم كُلّف بتصميم دار للمسنين بمحافظة المنيا بجنوب مصر، وأمره رئيسه بأن يكون التصميم كلاسيكيًا، فلم يقبل فتحى تدخله واستقال من العمل فى عام 1930.
ثم عاد إلى القاهرة وقابل ناظر مدرسة الفنون الجميلة، فقبله كأول عضو مصرى فى هيئة التدريس، ولم يقم بتدريس العمارة الريفية طوال فترة تدريسة نظراً لانتشار العمارة الكلاسيكية فى هذا الوقت حتى عام 1946، ثم كُلّف بوضع تصميم لمشروع قرية القرنة بالأقصر، عام 1946.
وتم تعيينه رئيسا لادارة المبانى المدرسية بوزارة المعارف من عام 1949 حتى 1952، ثم عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، ثم عاد للعمل بمدرسة الفنون الجميلة من عام 1935 حتي عام 1957.
وغادر مصر عام 1959 للعمل لدى مؤسسة دوكسياريس للتصميم والإنشاء بأثينا، اليونان، لمدة عامين ثم عاد لمصر مرة أخرى.
وفى 1966 عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة فى مشروعات التنمية بالمملكة العربية السعودية وعمل كخبير بمعهد أدلاى أستفسون بجامعة شيكاغو بين عامى 1975 و1977.
قرية القرنة الجديدة:
ومن حبه وشغفه بالعمارة الريفية، كان من أهم تصميماته "قرية القرنة الجديدة" بغرب مدينة الأقصر فى مصر، والتى بدأ فيها منذ عام 1946م، وكانت لها سهرة واسعة، بسبب كتاب عمارة الفقراء، الذى يسرد فيه قصة بنائها.
حازت شهرة عالمية بسبب كتابات المهندس الذي يسرد فيه قصة بنائها، حيث أنشئت القرية لاستيعاب حوالي 7000 من المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربي لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، وخصوصًا بعد أن اكتشف علماء الآثار سرقة نقش صخري بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر وإقامة مساكن بديلة لهم.
الجوائز التي حصل عليها:
وحصل على جوائز مختلفة، منها جائزة الدولة التشجيعية في الفنون الجميلة ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وجائزة بلزان العالمية وجائزة الرئيس من منظمة أغاخان العالمية، وهو يردد دائمًا "إن الله خلق في كل بيئة ما يقاوم مشكلاتها"، و "ذكاء المعماري في التعامل الموجودة تحت قدميه لأنها المواد التي تقاوم قسوة المكان".
وفاته:
وقد توفى حسن فتحى وهو فى الـ89 من عمره فى 30 نوفمبر 1989.