صباح الثقافة

صباح الثقافةسعيد عبده

الرأى3-12-2021 | 15:18

نعيش هذه الأيام فترة هامة جدًا من تاريخ مصر، حيث يتم إعادة صياغة للحياة بمصر فى كل المجالات ووضع صورة جديدة يتم صناعة ملامحها وأطرها العامة الآن، بل ومنذ سنوات بدأت تتضح خطوات ونتائج البناء فى أمور مهمة ويشعر بها المواطن والزائر والمراقب للحدث أو للصورة فى مصر الآن.

ليس الإعداد والبناء للمستقبل، ولكن ما تم من خطوات يؤكد الاهتمام بتاريخنا والحفاظ على ما نملكه من ثروات حبانا الله بها وهى تمثل قيمة عالية يعرفها العالم.

فكان الاهتمام بالمتاحف والمناطق الأثرية وبناء المتحف الكبير ومتحف الحضارات ومناطق كثيرة أثرية يتم إعادة ترميمها.

وبدأت أولى الرسائل للعالم أجمع باحتفالية موكب المومياوات من ميدان التحرير إلى متحف الحضارة وكانت من أعظم الاحتفالات فى التنظيم والإخراج والمحتوى.

ثم كانت المرحلة الثانية من استثمار كنوز مصر وتحريك السياحة الثقافية وافتتاح طريق الكباش بعد سبعين عاما من اكتشافه وتطوير الأقصر التى تعتبر أكبر متحف مفتوح فى العالم يحتوى على أكثر من ثلث آثار العالم.

الاستثمار الثقافى

وفى هذا المناخ واهتمام الدولة بكنوزها وإعادة استغلالها وتقديمها بشكل يناسب أهميتها وبحيث تكون مزارًا هامًا يساهم فى جذب السياحة إلى مصر.

كان هناك أيضًا منذ أسابيع قليلة ليالى مهرجان الموسيقى العربية الثلاثون والذى يعشقه الملايين فى مصر والوطن العربى من عشاق الغناء والموسيقى العربية.

ثلاثون عامًا مضت وأصبح لدينا رصيد هائل منذ بداية المهرجان الأول وحتى الآن من أغان لكبار المطربين المصريين والعرب ونجوم الغناء وكبار الموسيقيين وحفلات أسعدت الجميع.

وذاكرة للأمة فى هذا المجال لا يوجد مثيل لها فى الوطن العربى، إضافة إلى ما تملكه الوزارة من المهرجانات الأخرى فى أوبرا دمنهور والإسكندرية والحفلات التى تقام برعاية الوزارة، وأيضًا فرق الفنون المختلفة مثل فرقة رضا وأوركسترا الشباب وأوركسترا وزارة الثقافة وفرق الثقافة الجماهيرية المختلفة.

لقد قدمت مصر من خلال هذه المنابر زخما عاليًا وفنا راقيا علّم الأجيال وأطرب عشاق الموسيقى.

ولدينا أيضًا الكنوز من ما يملكه التليفزيون المصرى من مسرح وموسيقى وغناء كافة أدوات القوى الناعمة ولقاءات مع فنانين ومشاهير وعمالقة فى الأدب والفن والسياسة والاقتصاد.

أليس من حقنا أن تقام قناة متخصصة فى الفن المصرى لعرض هذه الكنوز من طرب وغناء وبينها فقرات من الرقص الشعبى أو اللقاءات الثقافية مما يساهم فى إعادة بناء الإنسان وتشكيل الوعى لدى الشباب، بل مختلف الأجيال للارتقاء بالذوق العام وإذا كان لدينا تاريخ من الآثار نحافظ عليه ونقدمه بشكل جديد للعالم.

أعتقد ما نملكه من التاريخ والكنوز الثقافية يستحق فى الجمهورية الجديدة الكثير من إعادة الصياغة والبناء ليستفيد منه الأجيال المعاصرة وأيضًا جيل المستقبل.

إن تقديم مثل هذه الأعمال من خلال قناة تملكها الدولة واقترح وزارة الثقافة وهو عمل جليل يجب أن نسارع به لتخليد الفنون التى برعنا فيها والتى أعطانا الله إياها وهو تميز الإبداع والمبدعين طوال تاريخنا سواء القديم أو المعاصر، وضريبة هذا الجيل جمع هذا التراث وإعادة تقديمه للشعوب العربية وقبلها شعبنا.

من ليس له ماض.. ليس له حاضر أو مستقبل.. وأعتقد أن لدينا ما يستحق أن نقدمه بدلا من أن يسرق أو يقدمه الآخرون ويستفيدون منه على مرأى ومسمع منا ولا نملك إلا مصمصة الشفاة أن ما يقدم ملكنا.. ماذا فعلت للحفاظ عليه.. سؤال يتكرر ولا أجد إجابة.. ولكن ما يشجعنى ما أرى من مناخ وجمهورية جديدة تعتز بكل المكون المصرى ومنها الثقافة.

أمل رؤية هذه الكنوز فى قناة تملكها الدولة هل هى أمنية تستحق أن تخرج إلى النور؟ سؤال شرعى.

أول معرض كتاب فى المدن الجديدة

مدينتى أحد أهم النماذج العمرانية التى قدمتها إحدى الشركات المصرية الوطنية نباهى بها الأمم على أحدث ما يمكن أن تتم به المدن الجديدة فى العمارة والخدمات والفراغ المستغل لخدمة السكان وأشياء كثيرة يصعب حصرها.

قبلها الرحاب ولكن مدينتى غير أو مختلفة، نعم هناك مشروع فى العاصمة الإدارية «نور» ولكن كانت أمنيتنا كناشرين الانطلاق إلى المجتمعات العمرانية الجديدة، حيث أصبحت تشكل كثافة سكانية تمتلك أبجديات عملية الشراء (الرغبة + القدرة).

ومنذ أن قام الوزير الراحل حسب الله الكفراوى - رحمة الله عليه - بإنشاء المدن الجديدة والنمو الحالى للمدن الجديدة، بل وأيضًا إلغاء العشوائيات وإنشاء مدن جديدة بدلا منها.

تغيرت الخريطة السكانية وفى المجتمع القديم بالمحافظات لنا 400 مكتبة بين خاص وعام لا تكفى لتغطية احتياجات السكان وأيضًا عرض إنتاج حوالى 1500 ناشر مصرى.. والكتاب المعروض لديه فرصة فى البيع والانتشار واختيار العميل له.

فكرنا فى مشروع شارع 306 للمكتبات لتغطية جميع محافظات الجمهورية.. ولكن مازلنا نحتاج إلى دعم الدولة، خاصة المحليات.

إلى أن طرقنا أبواب مدينتى وكانت مفتوحة على مصراعيها من إدارة الشركة التى لم تألوا جهدًا فى توفير مكان مناسب وللتعاون معهم وأيضًا كل من وزارة الثقافة ممثلة فى هيئة الكتاب ورجالها مع اتحاد الناشرين ثم توحيد الجهود وخرج معرض الكتاب إلى النور فى احتفالية جميلة قدمتها وزارة الثقافة وفرقة رضا وكل يوم سيكون هناك جديد.

وأكثر من خمسين ناشرا فى حديقة جميلة يقدم كل منهم أفضل ما عنده وأمسية جميلة.. من هنا نبدأ بإذن الله وتعاون دائم بين الاتحاد وهيئة الكتاب، سلسلة من المعارض إلى كل ربوع مصر، خاصة المدن الجديدة التى أتمنى من الله أن يقدم كل منهم ما قدمته إدارة مجموعة طلعت مصطفى من تسهيلات للثقافة ونحن على استعداد للانطلاق فى خدمة القارئ المصرى والثقافة المصرية ونشر وتوفير خدمات جديدة للقارئ.

كل يوم جديد أمل جديد ونافذة جديدة للثقافة المصرية مع الجمهورية الجديدة.. صباح الثقافة..

أضف تعليق

حكايات لم تنشر من سيناء

#
مقال رئيس التحرير
محــــــــمد أمين
تسوق مع جوميا

الاكثر قراءة

إعلان آراك 2